كنوز نت -  أجرى اللّقاء الأديب والإعلاميّ: عبّاس داخل حسن/ فنلندا.


لقاء مع د. سناء الشّعلان (بنت نّعيمة) حول رحلتها مع المسرح
 أجرى اللّقاء الأديب والإعلاميّ: عبّاس داخل حسن/ فنلندا.
نافذة عن مسرح سناء الشّعلان: الأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة أ. د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة) لها مسيرة طويلة مع المسرح؛ إذ كتبت الكثير من المسرحيّات والمجموعات المسرحيّة للكبار، مثل: سيلفي مع البحر، ودعوة على شرف اللّون الأحمر، ووجه واحد لاثنين ماطرين، ومحاكمة الاسم (×)، والسّلطان لا ينام، وخّرّافيّة سعديّة أمّ الحظوظ. كما لها مسرحيّات للأطفال والفتيان، مثل: اليوم يأتي العيد، ورحلة مع المعلّمة فرحة.
  كما قامت بتأليف وإخراج مسرحيّات كثيرة، منها: يُحكى أنّ، و6 في سرداب، والمقامة المضيريّة، وعيسى بن هشام مرّة أخرى، والعروس المثاليّة، وأرض القواعد، ومن غير واسطة.
   
كما تمّ تمثيل الكثير من مسرّحياتها على خشبات مسارح محلّيّة وعربيّة، مثل: مسرحيّة (يُحكى أنّ) التي مثّلتها فرقة مختبر المسرح الجامعيّ في الجامعة الهاشميّة، الأردن، من إخراج عبد الصّمد البصول، ومسرحيّة بعنوان "البُعد الخامس"، بقلم د. عبد الإله بنهدار، ط1، مقتبسة عن رواية "أعشقني" لسناء الشّعلان، إخراج عبد الواحد عوزري، فرقة (مسرح اليوم).
   
كذلك حصلت على الكثير من الجوائز المسرحيّة مثل: جائزة هيفاء السّنعوسيّ لكتابة المونودراما، حقل الكتابة المسرحيّة، النّصّ المونودراميّ، عن مسرحية "وجه ماطر، وجائزة الشّهيد عبد الرّؤوف الأدبيّة السّنويّة، دورة (يوم الشّهيد) في حقل التّأليف المسرحيّ، عن مسرحيّة "وجه واحد لاثنين ماطرين"، وجائزة جامعة فيلادلفيا التّاسع للمسرح الجامعيّ العربيّ، عن أحسن نصّ مسرحيّ عن مسرحيّة "يحكى أنّ"، جامعة فيلادلفيا، وجائزة جمعيّة جدة للثّقافة والفنون للمسرح، الجائزة الأولى عن مسرحيّة "دعوة على العشاء"، وجائزة الجامعة الهاشميّة لكتابة النّصّ المسرحيّ، الجائزة الأولى عن المسرحيّة المخطوطة "يُحكى أنّ"، وجائزة النّاصر صلاح الدّين الأيوبيّ عن أحسن نصّ مسرحيّ في دورتها الثّالثة، الجائزة الأولى، عن مسرحيّة "ضيوف المساء، وجائزة الكتابة المسرحيّة/ الجامعة الأردنيّة.

هذه المسرحيّات نالتْ اهتمام الباحثين والدّارسين والنّقّاد؛ إذ كُتب عنها –على سبيل الذّكر لا الحصر- رسالة ماجستير بعنوان "الآنا والآخر في مسرحيّات سناء الشّعلان: مسرحيّة وجه واحد لاثنين ماطرين أنموذجاً"، أعدّتها الباحثة بريزة سواعديه، ورسالة ماجستير بعنوان "التّشخيص في مسرحيّات سناء شعلان مسرحيّة دعوة على شرف اللون الأحمر أنموذجاً، أعدّتها الباحثة أسماء مزوز، وقدّمت الباحثة الجزائريّة صبرينة جعفر ورقة بحثيّة بعنوان "المسرح في الجامعة: مسرحيّة دعوة على شرف اللّون الأحمر لسناء الشعلان أنموذجاً"، في الملتقى الوطنيّ الأوّل للمسرح تحت عنوان "المسرح في الجامعة بين المتعة والمنفعة وصناعة الوعي"، جامعة محمد بوضياف، المسيلة، الجزائر، و قدّم الدكتور غنام محمد خضر ورقة بحثيّة بعنوان "مسرح الطّفل بين الخيال العلميّ والتّخييل الفنيّ: قراءة في مسرحيّة اليوم يأتي العيد لسناء الشعلان"، في المهرجان الدّوليّ لمسرح الطّفل، أم العرائس، تونس، تونس.
1- كيف بدأتْ أ. د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة) رحلتها مع المسرح؟
   رحلتي مع المسرح بدأتْ معه ومع عشقي له منذ كنتُ طالبة غِرّة في بداية المرحلة الابتدائيّة؛ عندها لم أكن أعرف أنّ الأدوار التي أوزّعها جبراً على زميلاتي في الصّف ليقمن بتمثيلها أمام جمهور الصّف خلف طاولة خشبية نخرة هي تمّثلات بدائيّة لفكرة المسرح، وما كنتُ –عندها- أعرف من المسرح سوى بعض المسرحيّات الهزليّة المتهاوية التي كنتُ أحضرها مع عائلتي أو في الرّحلات المدرسيّة هي بذرة ما لشيء اسمه مسرح، كنتُ أكتفي عندها بأن أذهل بأيّ حجم لمسرح أكبر حجماً من مساحة غرفة الصّف خشبة مسرحي الأولى.
  بالتّأكيد لم أكن أعرف حينها شيئاً عن تاريخ المسرح، وما دريتُ أنّ المسرح هو أبو الفنون ومولاها الأعظم، وعندما بدأتُ أكرّر بتعالٍ جملة "إنّ الحياة مسرح كبير"، فاتني عندها أن أدرك أنّ البشر جميعاً ليسوا أكثر من ممثلين كومبارس في هذه المسرحيّة الهزليّة الكبرى التي اسمها حياة.
2- ماذا يعني المسرح لسناء الشّعلان (بنت نعيمة)؟
   يعني قلقي وقلق الإنسانيّة مجسّدة في لحظات، ويعني كذلك تجسيد محننا جميعاً أمام أعيننا في تجربة إنسانيّة إبداعيّة ملهمة وشاقّة وصادقة كذلك.
3- هل حققتِ في يوم ما حلمكِ بأن تمثّلي على خشبة المسرح، فضلاً عن الكتابة المسرحيّة والإخراج المسرحيّ اللذين تقومين بهما؟
  فضلاً عن التّمثيل على خشبة المسرح والجامعة، فقد قمتُ بالتّمثيل وأنا أستاذة جامعيّة مع بعض الطّلبة المسرحيين في الجامعة الأردنيّة؛ إذ قدّمتُ تجربة مسرحيّة مشتركة مع الممثّلة المسرحيّة فيحاء الأخرس/ طالبة طبّ من الجامعة الأردنيّة، والممثّل المسرحيّ مثنّى الزبيديّ/ طالب مسرح من الجامعة الأردنيّة؛ حيث قدّمنا سويّاً عرضاً مسرحيّاً ارتجاليّاً يظهر عمليّاً فنيّات المسرح البريختيّ الذي أنطلقُ منه في كثير من كتاباتي المسرحيّة، ضمن جدليّة النّص والكاتب والجمهور والتّلقي، وذلك على خشبة مسرح دائرة المكتبات العامّة في حفل رسميّ لإشهار مجموعتي المسرحيّة (سيلفي مع البحر).
4- كيف تصفين تجربتكِ مع مجموعتكِ المسرحيّة (سيلفي مع البحر ومسرحيّات أخرى)؟
   هي مجموعة مسرحيّة تضمّ ست مسرحيّات، وهي: دعوة على شرف اللّون الأحمر، وسيلفي مع البحر، ووجه واحد لاثنين ماطرين، ومحاكمة الاسم ×، والسّلطان لا ينام، وخرّافيّة سعديّة أمّ الحظوظ. وهي تقع في 422 صفحة من القطع المتوسّط.
  تتراوح المسرحيّات بين مسرحيّات متعدّدة الشّخصيّات وبين مسرحيّات مونودراميّة، وهي تقدّم مستويات مختلفة من الرّؤية تجاه الصّراعات التي يعيشها الإنسان المعاصر لا سيما الإنسان العربيّ في خضمّ ظروف قهريّة وقوى ساحقة وتحديّات كبرى وأنساق استلابيّة وتصدّعات حياتيّة.
  المسرحيّات في هذا الكتاب تقدّم تجارب مختلفة في استخدام مسرح التّغريب ومسرح اللاّمعقول ومسرح العبث ومسرح الفرجة الشّعبيّة، كما تستحضر التّراث العربيّ وجماليّات الشّكل الشّعبيّ في بناء صراع المسرحيّة.
 لكن الجوّ العامّ في هذه المسرحيّات قد غلبتْ عليه أجواء مسرح التّغريب بما في ذلك من هدم الجدار الرّابع في المسرح، والتّغريب، والمزج بين الوعظ والتّسلية، واستخدام المشاهد المتفرّقة، واستخدام الأغاني والأناشيد واللّوحات الاستعراضيّة داخل العرض المسرحيّ. كما خيّمت عليه أجواء السّوداوديّة والكابوسيّة والعوالم الخراب والمآلات القاسية.
5- فازتْ مسرحيّتكِ (دعوة على العشاء) بالجائزة الأولى لجائزة جمعيّة جدة للثّقافة والفنون للمسرح السّعوديّة. ما كان نوع اشتغالكِ الإبداعيّ على هذه المسرحيّة؟
  مسرحيّة (دعوة على العشاء) هي نص مسرحيّ مفتوح على التّجريب، والاشتغال على تقنيّات التّغريب، واستحضار الأسطورة والحكاية الشّعبيّة، وتوظيف المخيال الشّعبيّ والتّاريخ المفترض والمنسي في سبيل تفكيك معاناة الإنسان المعاصر الذي تحاصره قوى الشّر والاستلاب والتّدمير؛ لذلك جاءت المسرحية قلقة تقوم على التّشظيّ والتّفتت والحوارات المفتوحة على الذّات وعلى الآخر؛ لتنقل حالة الفزع والخوف والحصار التي يعيشها الإنسان المعاصر دون استثناء.
    إنْ كانت المسرحية تشتغل على بعض الرّؤى العربيّة الخاصّة التي تضيق على حرّيّة العقل العربيّ، وتستلبه، إلاّ أنّها تجعل ذلك طريقاً إلى توصيف أزمة الإنسان في كلّ مكان حيث القهر والظّلم والسّحق للضّعفاء والمنكدين. هذه الثّيمة العريضة سمحتْ بتناول قضايا مهمّة في المسرحيّة، مثل: تهميش المرأة، واستلاب المواطن البسيط، وإطلاق العنان للسّلطة المفترضة دون رقيب، وتبخيس القيم الإنسانيّة، وتسليع المشاعر والفنون والمواهب، والاستهانة بآدمية الإنسان وكرامته بدعوى المحافظة على الأمن، وعلى مصلحة الجماعة، وردع الخونة.
6- حصدتْ مسرحيّتكِ (يُحكى أنّ) جائزة أحسن نصّ مسرحيّ في مهرجان فيلادلفيا التّاسع للمسرح الجامعيّ العربيّ في الأردن. ما هي اتّجاهاتكِ في هذه الكتابة المسرحيّة؟
   مسرحيّة (يُحكى أنّ) تجنح إلى التّجريب المفتوح على التّأويلات المتعدّدة والمتعالقة مع الكثير من الرّؤى والأسئلة الوجوديّة الكبرى في الحياة الإنسانية، وصولاً إلى الانخراط في المبتغى الإنسانيّ الكبير المتمثّل في جملة أحلامه ووقائعه ومحرماته وتابواته وانكساراته وأحلامه وحقائقه.
7- مسرحيّتكِ (البيت النّظيف: صانعة الأمل) فازتْ بجائزة العمل المتكامل في مهرجان نبض الشّباب المسرحيّ. ماذا تقولين عن هذه المسرحيّة؟ وعن شراكتكِ الإبداعيّة مع مسرحيين شباب؟
  مسرحيّتي (البيت النظيف: صانعة الأمل) أعددتُها، وكتبتُ السّينوغرافيا لها عن مسرحيّة "البيت النظيف" للكاتبة الأميركية (سارة روهل)، وقد قمتُ بتحوير فكرتها الرّئيسيّة، لتصبح ثيمتها الكبرى هي الإلحاح على ضرورة الدعم النّفسيّ لمرضى السرطان لا سيما في لحظات فقدان الأمل، بعيداً عن الفكرة التي ألحّت المسرحيّة الأصل عليها.
   أخرجت المسرحيّة المخرجة الأردنيّة الشّابة دانا أبو لبن، وشارك فيها ممثّلون مسرحيّون شباب، وهم: دعاء العدوان (في دور ماتيلدا)، ونجم الزّواهرة (في دور تشارلز)، ومايا الغضين (في دور فرجينيا)، وأميرة شعبان في دور (نكست لين)، وداليا المومني في دور (آنّا)، إلى جانب عزف كمان من العازف عبد الهادي جعفر؛ لتكون بذلك تجسيداً للعمل الفاعل والموهوب الذي قام به فريق العمل والمهرجان كاملاً ليخرج في صورة راقية مشرّفة مقنعة من الجوانب كلّها؛ ليستحقّ بذلك جائزة (أفضل عمل متكامل)، وهي جائزة تقدّر فعل الدّهشة والإتقان الذي تركته المسرحية في نفس كلّ من شاهدها على خشبة المسرح.
8- أشهرتْ دائرة المكتبات العامّة الأردنيّة مجموعتك المسرحيّة (سيلفي مع البحر). ماذا تقولين عن هذه الإشهار؟

     أشهرتْ دائرة المكتبات العامّة مجموعتي المسرحيّة (سيلفي مع البحر) في احتفاليّة كبيرة حاشدة في القاعة الرّئيسيّة في مبناها التّاريخيّ في وسط البلد بالقرب من المدرّج الرّومانيّ في فعاليّة أولى من مشروع "كتاب ومبدع وقارئ" الذي أعلن ثامر الشّوبكيّ مدير دائرة المكتبات العامّة/ أمانة عمّان الكبرى عن إطلاقه؛ ليكون بذرة ثقافيّة وفكريّة وإبداعيّة واجتماعيّة تتبنّاها الدّائرة لأجل دعم المبدع والكتاب والجمهور الأردنيّ.
  البدء في هذا المشروع يمثّل الاهتمام بأدبي المسرحيّ، وهو أمر أعتزّ به، وأقدّره كثيراً لكلّ مَنْ يقوم على ذلك، وأنا أعتزّ بذلك كثيراً.
9- قبل أيّام قليلة تمّ عرض مسرحيّة (البُعد الخامس) لعبد الإله بنهدار المقتبسة عن روايتكِ (أَعْشَقُنِي). ماذا تقولين عن هذه الشّراكة المسرحيّة؟
  أعتقد أنّ يوم (17 أيلول 2025) الذي غابت شمسه على العرض المسرحيّ الأوّل لمسرحيّة (البُعد الخامس) على مسرح محمد الخامس في مدينة الرّباط في المملكة المغربيّة هو يوم مميّز للمسرح العربيّ وللتّجارب المسرحيّة والإبداعيّة المتداخلة من أكثر من زاوية؛ فهو أوّلاً يقدّم عملاً مسرحيّاً مميّزاً واستثنائيّاً قام بتحويل سرديّة روائيّة معقّدة من سردّيات الخيال العلميّ المغلّفة بالتّجربة الإنسانيّة المتعلّقة بالتّشوّف لإحداثيّات المستقبل وشكلّه إلى عمل مسرحيّ، وهذا جهد كبير ومغامرة فنيّة شجاعة؛ إذ يعرف المسرحيّون وأهل الاختصاص بالمسرح مدى صعوبة هذا الأمر؛ لأنّه خلق توليفة جديدة بشكل مختلف من توليفة أخرى باشتراطات مختلفة؛ أيّ خلق كائن من كائن مختلف تماماً عنه في التّكوين والشّكل ووسط البيئة الحياة التي يحياها.
  لقد قام الصّديق المسرحيّ المبدع د. عبد الإله بنهدار بهذه المجازفة الإبداعيّة المسرحيّة عندما حوّل روايتي (أَعْشَقُنِي) إلى مسرحيّة بعنوان (البُعد الخامس) الذي اقتبس عنوانها من موضوع (البُعد الخامس) المطروح في الرّواية من فرضيّات الخيال العلميّ الجديدة الملامسة لتخوم الإنسانيّة ومتطلّباتها وإشكالاتها.
  لقد أحبّ د. عبد الإله بنهدار هذه الرّواية بصدق وعمق، وكتب عنها مسرحيّته (البُعد الخامس) التي صدرتْ في طبعتها الورقيّة في عام 2022 عن مؤسّسة باحثون للدّراسات والأبحاث والنّشر والاستراتيجيّات الثّقافيّة المغربيّة، بواقع 96 صفحة من القطع المتوسّط، ثم أخذ على عاتقه أن ينفث الحياة فيها على خشبة المسرح عندما قام بجهوده الخاصّة في هذا السّعي المحمود والنّشط إلى أن استطاع أن يؤلّف شراكة إبداعيّة مسرحيّة راقية في سبيل ذلك.
 من حسن حظّ رواية (أَعْشَقُنِي) وحظ مسرحيّة (البُعد الخامس) أنّهما قال حظيا بطاقم عمل مسرحيّ متميّز ومتمرّس ووازن قادر على مهمّة العمل المسرحيّ الجادّ؛ فكانت الشّراكة مع الباحث والمؤلّف والمسرحيّ المغربيّ المميّز والشّهير عبد الواحد عوزري برفقة طاقم عمل فرقة المسرح المغربيّة (مسرح اليوم) التي ضمّت كلّ من: كلّ من: سارة السّفيانيّ، وإلهام بوطازوت، ومحمد الحوضي، وأمين مقيليش، ومحمد شهير، ومساعد مخرج: عبد الجبار خمران، سينوغرافيا: إدريس السّنوسيّ، استشارة فنيّة: عبد المجيد فنيش، ملابس: زينب مقداد، موسيقى: حسن شيكار، الإعلام والتّواصل: بشرى عمور، تقنيّات: عادل المنصوريّ، الفوتوغرافيا والتّوثيق السّمعيّ والبصريّ: حمزة محيمدات، المحافظة العامّة: عمر بلعود، إدارة الجولة: محمد لزعر.
10- كيف تقيمين تجربة مسرحيّة (البُعد الخامس) لعبد الإله بنهدار المقتبسة عن روايتكِ (أَعْشَقُنِي)؟
  هذه المسرحيّة تنقل روح العمل الملحميّ الرّوائيّ في رواية (أَعْشَقُنِي) إلى ملحمة إنسانيّة مسرحيّة باقتدار وجرأة تأخذ على عاتقها مناقشة الكثير من الأفكار الإنسانيّة والعلميّة الجريئة، كما أنّ هذه المسرحيّة هي مولود أسطوريّ مميّز يجمع ما بين المشرق العربيّ ومغربه وبين سرديّاته المكتوبة وبين فعله المسرحيّ، كما هي تجمع أقلاماً ورؤى وتصوّرات بما يغني هذا العمل، ويجعل طرحه المسرحيّ هو فعل مسرحيّ تجريبيّ جريء.
  أنا شخصيّاً أشعر بفخر وغبطة بوليدنا المشترك الجميل البهي، وهو (مسرحيّة البُعد الخامس) التي حظيت بأن تولد من إبداع سناء الشعلان وعبد الإله بنهدار وعبد الواحد عوزري وطاقم فرقة (مسرح اليوم)، وبدعم مقدّر ومثمّن من وزارة الثّقافة والتّواصل المغربيّة، كما أنّني متحمّسة لأشاهد العرض الأوّل لهذه المسرحيّة التي تقدّم بصمتها الخاصّة في الدّمج بين الرّومانس والخيال العلميّ، وتضطلع بمهمّة في نقل الثّقل السّرديّ إلى فعل دراميّ على تماسٍ مباشرٍ مع الجمهور المغربيّ بالدّرجة الأولى، كما أنّني في الوقت ذاته أتساءل كيف سوف تصبح أفكار رواية (أَعْشَقُنِي) ذواتاً إنسانيّة تتجسّد على المسرح، وتنقل فكرة الرّواية والمسرحية المكتوبة في آن، وتصدر بروحها المنبثقة من أهميّة بعث الحبّ في هذا العالم الذي لا يمكن أن ينجو من مصيره الحتميّ الأسود دون سحر الحبّ وقوّته وعظمته وخيره، لا سيما أنّ الإنسان دون حبّ هو آلة كئيبة لا قيمة لها مهما تقدّم العلم، وارتقى الجانب العمليّ من الحضارات؛ إذ لا قيام لأيّ حضارة ومدنيّة واستمرار لهما دون الجانب الرّوحيّ والعاطفيّ والإنسانيّ والوجدانيّ لها.
  في رصيد منجزي السّرديّ والإبداعيّ والمسرحيّ والبحثيّ الكثير من الرّوايات والمسرحيّات فضلاً عن الإبداعات الأخرى، وهو الأمر ذاته عند د. عبد الإله بنهدار وعبد الواحد عوزري، وهي منجزات حصّلت الكثير من الاهتمام والجوائز والبحث العلميّ حولها، فضلاً عن مئات الدّراسات والأبحاث والرّسائل والأطروحات الجامعيّة عن رواية(أَعْشَقُنِي)، لكنّني متأكّدة من أنّ مسرحيّة (البُعد الخامس) المقتبسة عن رواية (أَعْشَقُنِي) ستكون العمل المسرحيّ المحظوظ المدلّل الذي يشكّل بصمة في تجربتنا المسرحيّة وفي المسرح العربيّ المعاصر لا سيما المغربيّ؛ لذلك أنا أعوّل كثيراً على هذه المسرحيّة، وأتوقّع لها نجاحاً باهراً، وحضوراً مميّزاً في العرض وفي المهرجانات المسرحيّة المختلفة، فضلاً عن الحصول على رضا واستحسان النّظّارة والنّقّاد المسرحين والدّارسين والمهتمّين.