.jpg)
كنوز نت - عمر دلاشة
افتتاح تحويلة تسيبوريت نحو شارع 77 شرقًا وإنهاء غبن تاريخي لقرى البطوف
احتفل سكان قرى مجلس إقليمي البطوف، عصر اليوم الخميس، بافتتاح تحويلة البطوف باتجاه تسيبوريت وشارع 77 شرقًا، وذلك بعد أن حُرم الأهالي من التوجه شرقًا قرابة عشر سنوات. وخلال هذه السنوات، اضطر المواطنون الراغبون بالسفر شرقًا إلى التوجه أولًا لمسافة تقارب كيلومترين غربًا حتى مفرق هوشعيا، ومن ثم الاستدارة والعودة شرقًا عبر شارع 77.
وشارك في حفل الافتتاح رئيس مجلس إقليمي البطوف، عاهد رحال، إلى جانب أعضاء المجلس الإقليمي وموظفيه، حيث سادت أجواء من الفرح الكبير بإنهاء معاناة نحو سبعة آلاف من سكان قرى البطوف. واعتُبر الحدث تاريخيًا، إذ خاض الحضور تجربة المرور الأولى عبر تحويلة تسيبوريت وسط أجواء من البهجة والسرور.
تجدر الإشارة إلى أن تكاليف المشروع بلغت 25 مليون شيكل، وشمل العمل تجديد الشارع من التحويلة مرورًا بعرب الهيب وصولًا إلى مدخل العزير، بعد ترميم شامل لشارع عرب الهيب–رمانة، الذي نفذته شركة «نتيفي يسرائيل» مشكورة.
وهنّأ رئيس مجلس إقليمي البطوف، عاهد رحال، سكان قرى البطوف على هذا الإنجاز الكبير، الذي يأتي مع نهاية السنة كهدية من الرئيس والمجلس لسكان قرى البطوف، معتبرًا أن ذلك يجسد جوهر العمل لخدمة المصلحة العامة لجميع السكان. كما شكر أعضاء المجلس الإقليمي وموظفيه، والمقاولين: رائق صفوري، برجس برجس/يوسف شحبري، ومقاول الكهرباء زياد عمر، ومدير المشروع علي نصار.
وحول المسار المضني لإقامة هذه التحويلة، روى رئيس مجلس إقليمي البطوف أمام الحضور تفاصيل القضية، قائلًا:
"في عام 2009 أُلقي على عاتق شركة نتيفي يسرائيل إلغاء جميع الإشارات الضوئية من نتانيا حتى طبريا، وعلى إثر ذلك باشرت الشركة بالتخطيط، وتم تخطيط محولين قرب مفرق البطوف: مفرق يوشعيا غربًا على بعد نحو كيلومترين، ومفرق تسيبوريت شرقًا. وفي عام 2016 أُنجز هذا المشروع العملاق بتكلفة 100 مليون شيكل.
في تلك الفترة، تساءل الجميع كيف تم التخطيط والمصادقة على إلغاء مفرق البطوف وحرمان نحو سبعة آلاف نسمة، إضافة إلى سكان القرى المجاورة مثل البعينة وسخنين وغيرها، من الوصول المباشر إلى شارع 77. هذه الخطوة تسببت بإحباط وضيق كبيرين.
عند تولينا رئاسة مجلس إقليمي البطوف عام 2018، بدأنا منذ كانون الثاني 2019 العمل الدؤوب لإيجاد حل وبناء تحويلة عند مفرق عرب الهيب، تخدم المواطنين المتوجهين شرقًا بدل اضطرارهم إلى التوجه غربًا، وهو ما شكّل عائقًا حقيقيًا. وبعد التوجه إلى شركة نتيفي يسرائيل، تبيّن أنه في مرحلة التخطيط صادق رئيس المجلس الأسبق، إلى جانب رئيسي مجلسي المشهد وعمك يزرعيل، على مخطط يلغي مفرق عرب الهيب الذي يخدم القرى الثلاث.
رفضت قبول هذا الواقع، وتساءلت: ما ذنب المواطن أن يعاني نتيجة هذا التخطيط؟ فقد لاحظت الظلم اللاحق بالسكان. توجهت إلى الوزيرة في حينه، ثم إلى الوزيرة التي تلتها، وعقدت أكثر من 30 جلسة مع شركة نتيفي يسرائيل. وفي نهاية المطاف رتّبت زيارة ميدانية مع مديري الشركة والوزيرة، وبعدها تمت الاستجابة لمطلبنا."
وأضاف:
"بعد الاستجابة، حاولنا البدء بالمشروع، لكن تبيّن أن المفرق والمنطقة يتبعان لمجلس المشهد. حاولنا الحصول على موافقة رئيس مجلس المشهد آنذاك، إلا أنه رفض، فتوجهنا إلى لجنة ترسيم الحدود. وبعد أخذٍ وردّ، أنصفت اللجنة مجلس البطوف. وكما يُقال: كل تأخيرة فيها خيرة، إذ حصلنا على 57 دونمًا، وبموجب ذلك أصبحت عائدات الأرنونا من محطة وقود «تن» ومصنعي الحديد لصالح مجلس البطوف بعد ضمّهما منذ السنة قبل الماضية.
أُعيد التخطيط من جديد، وواجهنا معارضة، وأجرينا تخطيطًا ثالثًا، وفي النهاية صودق المخطط كما هو عليه اليوم."
وتابع:
"اليوم أصبحت إمكانية السفر شرقًا متاحة، وبذلك أنهينا معاناة كبار السن والمرضى الذين كانوا يتعجلون الوصول للعلاج ويواجهون تأخيرًا بسبب التوجه غربًا نحو مفرق يوشعيا. هذا إنجاز كبير تحقق بعد ثلاث سنوات من العمل واستثمار 25 مليون شيكل. وبالتزامن، أنهينا أيضًا تطوير شارع عرب الهيب–رمانة والشارع الرئيسي في عرب الهيب، ليصبح الشارع من العزير حتى مدخل شارع 77 شارعًا حديثًا ومُرممًا."
وختم رئيس مجلس إقليمي البطوف قائلًا:
"هي نصيحة أوجهها لنفسي ولإخوتي رؤساء المجالس المحلية والإقليمية: يجب التفريق بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة. هذا المشروع نموذج حيّ للمصلحة العامة التي تخدم جميع المواطنين دون استثناء، وتوفّر الوقت على الجميع. هذه هي أنماط المشاريع التي يجب العمل عليها، وهي سرّ نجاح المجالس: تحقيق المصالح العامة لا المصالح الخاصة، ولا خدمة فئة أو عائلة بعينها.
اليوم، في هذه اللحظة، تغيّر مسار الشارع، وكل من يسلكه سيشعر بالفارق في تقليص وقت السفر، وتنتهي حقبة تقارب عشر سنوات من الغبن التاريخي. فمن يخرج اليوم من عرب الهيب متجهًا شرقًا يسير باتجاه واحد نحو تسيبوريت، موفّرًا وقتًا طويلًا.
هذا مشروع تاريخي بالنسبة لي ولكل مواطن في البطوف، ستذكره الأجيال القادمة، والجميع سينتفع منه. لقد أُنجز بفضل عمل دؤوب ومتابعة حثيثة، وإن شاء الله، وكما ذكرت سابقًا، فهو هدية السنة الجديدة مني ومن أعضاء المجلس الإقليمي وموظفيه لجميع السكان.
وكل عام والجميع بألف خير."





25/12/2025 06:00 pm 17
.jpg)
.jpg)