.jpg)
كنوز نت - يحيى أمل جبارين
أصغر وكيل لاعبين دولي معتمد من الفيفا
مؤنس اغبارية: «تجربة كأس العرب في قطر غنية جدًا»
كتب : يحيى أمل جبارين
حصل مؤخرًا مؤنس اغبارية من مصمص على رخصة وكيل لاعبين دولي معتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، ليُسجّل اسمه كأصغر وكيل لاعبين محلي ودولي في فلسطين.
وشارك اغبارية في حضور مباريات بطولة كأس العرب بنسختها الثانية في قطر منذ الأيام الأولى، ومن المتوقع أن يحضر المباراة النهائية بين منتخبي الأردن والمغرب، وذلك في إطار سعيه للتشبيك وبناء العلاقات المهنية مع كوادر اللعبة.
مراسلنا أجرى هذا الحوار المطوّل والصريح مع مؤنس اغبارية حول رحلة الاعتماد الدولي، وتجربة كأس العرب، والآفاق التي يفتحها الحضور المباشر في مثل هذه البطولات.
⸻
بدايةً، من هو مؤنس اغبارية؟ وكيف بدأت رحلتك في عالم وكالات اللاعبين رغم صغر سنّك؟
قال وكيل اللاعبين المعتمد من الفيفا مؤنس اغبارية: «بدأتُ كلاعب كرة قدم في مركز الظهير الأيسر، لكن إصابة أجبرتني على التوقف. واصلتُ تعليمي وأصبحتُ مدرس كرة قدم، وحصلتُ على عدة شهادات، منها: مدرب كرة قدم، مدرب لياقة بدنية، مدرب شخصي، ومنقذ سباحة دولي. دخلت هذا المجال بدافع الشغف الحقيقي بكرة القدم، والإيمان بأن الموهبة العربية، والفلسطينية تحديدًا، تستحق من يدافع عنها ويدعمها بشكل مهني. بدأت رحلتي مبكرًا بمتابعة اللاعبين، وبناء العلاقات، والتعلّم المستمر، إلى أن وصلت للاعتماد الرسمي، وهو ثمرة عمل طويل وليس صدفة».
ما الذي دفعك لدخول مجال معقّد ومزدحم مثل وكالات اللاعبين؟
وتابع اغبارية: «ما دفعني هو الفراغ المهني الذي كنت أراه حول كثير من اللاعبين الموهوبين في منطقتنا. مواهب كثيرة ضاعت بسبب ضعف الإدارة وغياب الوكيل الداعم. هذا المجال معقّد نعم، لكنه يحتاج إلى أشخاص صادقين يعملون بعقلية طويلة المدى ويضعون مصلحة اللاعب أولًا. شعرت أن بإمكاني أن أكون إضافة حقيقية لا مجرد رقم جديد».
كونك أصغر وكيل لاعبين في فلسطين وأصغر وكيل معتمد من الفيفا—ماذا يعني لك هذا اللقب؟
وهل يضع عليك ضغطًا إضافيًا؟
وأشار اغبارية إلى أن: «هذا اللقب أعتزّ به، لكنه لا يغرّني. أراه مسؤولية أكثر من كونه إنجازًا شخصيًا. نعم، يضع ضغطًا إضافيًا، لكنه ضغط إيجابي يدفعني لأن أكون أدقّ وأكثر التزامًا، لأن أي خطوة تُحسب عليّ مضاعفة».
ما أبرز التحديات التي واجهتها في بداياتك؟ وكيف تجاوزتها؟
وقال: «أبرز التحديات كانت قلّة الثقة بسبب العمر، وصعوبة الدخول إلى دوائر مغلقة في عالم كرة القدم. تجاوزت ذلك بالعمل الهادئ، والالتزام، والصدق، وبناء السمعة خطوة خطوة. مع الوقت، النتائج تتكلم بدل الكلام. الاستمرارية هي المفتاح».
أنت وكيل اللاعب عميد محاجنة—كيف بدأت العلاقة المهنية بينكما؟ وما الذي يميّز اللاعب برأيك؟
وأوضح اغبارية: «قبل العلاقة المهنية، عميد أخ وصديق ويعرف قدراتي ويؤمن بها. العلاقة بدأت على أساس الثقة المتبادلة. هو لاعب موهوب، منضبط، ويملك عقلية تبحث عن التطوّر. ما يميّزه ليس فقط أداؤه داخل الملعب، بل التزامه خارجه واهتمامه بصحته وحياته الرياضية».
هل هناك أسماء لاعبين آخرين تعمل على تمثيلهم قريبًا؟
قال: «أمثّل حاليًا نحو 12 لاعبًا، وسبق أن مثّلت أكثر من 10 لاعبين. هناك أسماء شابة نعمل عليها بهدوء، وأفضّل الإعلان بعد اكتمال الصورة قانونيًا ومهنيًا. التوقيت والدقة أهم من الاستعراض. أخبار جميلة ومفاجآت قريبًا».
ما الفلسفة التي تتبعها في اختيار اللاعبين؟
وأضاف: «أختار اللاعب قبل الموهبة: شخصيته، التزامه، واستعداده للتعلّم. الموهبة وحدها لا تصنع مسيرة، لكن العقلية الصحيحة تصنع لاعبًا قادرًا على النجاح والاستمرار. الحياة خارج الملعب لا تقل أهمية عن داخله».
⸻
محور كأس العرب: التجربة والانطباعات
حضرت مباريات كأس العرب في قطر منذ الأيام الأولى—كيف كانت التجربة مهنيًا وشخصيًا؟
قال اغبارية: «التجربة كانت رائعة وغنية جدًا مهنيًا، وفرصة لمتابعة مستوى عالٍ من التنظيم والاحتراف. شخصيًا كانت ملهمة في أجواء عربية جامعة تُشعرك بأن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة. أرفع قبعتي لدولة قطر وسمو الأمير على التنظيم، الملاعب، الأمن والأمان—قمة في الإبداع».
ما أكثر اللحظات التي أثّرت فيك خلال البطولة؟
أجاب: «وحدة الجماهير العربية، خاصة عندما تتوحّد خلف منتخباتها. هذه الطاقة تؤكد أهمية البطولات العربية، وأن اللاعب العربي يزدهر عندما يشعر بالدعم والانتماء».
ما أبرز الأمور التي تعلمتها من التواجد في المدرجات وبين الكوادر الفنية؟
قال: «التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق: إدارة المباراة، قراءة المدربين، والتعامل مع الضغط. التواجد بين الكوادر يضيف رؤية لا تحصل عليها من المشاهدة العادية، بما فيها التحديات الشخصية اليومية للاعبين والمدربين».
⸻
منتخب فلسطين
كيف تقيّم أداء منتخب فلسطين في البطولة؟
قال: «قدّم المنتخب أداءً مشرّفًا، بروح قتالية واضحة، وأثبت قدرته على المنافسة رغم الظروف. هذه أفضل نسخة للمنتخب الفلسطيني. نقاط القوة كانت الروح الجماعية، الانتماء، الالتزام التكتيكي، والإصرار. اللاعب الفلسطيني يلعب بقلبه قبل قدميه».
ما الجوانب التي تحتاج إلى تحسين مستقبلًا؟
أجاب: «نحتاج إلى مزيد من الاستقرار، وعودة الدوري الفلسطيني، وتطوير العمق في بعض المراكز، والاستثمار في الفئات العمرية، وتوسيع الكادر ليكون بنفس المستوى على دكة البدلاء».
من أبرز اللاعبين الذين لفتوا الانتباه في البطولة؟
قال: «علي علوان (الأردن)، عادل بولبينة (الجزائر)، حمد حمدان (فلسطين)، ومحمد إنريك (السودان)».
⸻
كيف تسهم هذه التجربة في تعميق معرفتك بالسوق العربي؟
قال: «تمنحني صورة واقعية عن مستوى اللاعبين وتوجهات الأندية واحتياجات السوق، بعيدًا عن التقارير المكتوبة. المشاهدة المباشرة لا تُعوّض، وكذلك الحوار وجهًا لوجه مع اللاعبين والإدارات».
ما الفائدة المباشرة لوكيل اللاعبين من التواجد في بطولة مثل كأس العرب؟
أجاب: «بناء العلاقات، قراءة السوق، واكتشاف الفرص. هذه البطولات ليست للمشاهدة فقط، بل للعمل أيضًا—باب واحد يفتح ألف باب».
هل فتحت البطولة قنوات تواصل جديدة؟
قال: «نعم، مع مدربين، لاعبين، كشافين وأندية. بعض النتائج سيظهر أثرها قريبًا، خاصة في سوق الانتقالات القادم».
⸻
ما هدفك الأكبر خلال السنوات القادمة؟
قال: «بناء اسم مهني موثوق، وتمثيل لاعبين يصلون لأعلى المستويات دون أن يفقدوا هويتهم أو قيمهم».
هل تطمح لتمثيل لاعبين في الدوريات الأوروبية والعالمية؟
أجاب: «بالتأكيد. حلمي أن أرافق لاعبًا بقرارات صحيحة ليصل إلى أعلى مستوى، وأن أكون ضمن أفضل الوكلاء في العالم».
كلمة أخيرة للجيل الشاب
وختم اغبارية: «لا تختصروا الطريق. تعلّموا، اصبروا، واعملوا بصدق. النجاح الحقيقي لا يأتي سريعًا، لكنه عندما يأتي يكون ثابتًا. لا تستسلموا أبدًا، واتبعوا أحلامكم حتى تتحقق».






16/12/2025 03:47 pm 150
.jpg)
.jpg)