
كنوز نت - رانية مرجية
عيد القديس جورجيوس في اللد… لقاء ديني ووطني متجذّر
تستعد مدينة اللد لحلول عيد القديس جورجيوس “الخضر”، حيث تحتفل الكنيسة التي تحمل اسمه بهذا اليوم الذي يجتمع عليه المسلمون والمسيحيون منذ عقود، في تقليد متوارث يؤكد عمق التعايش في المدينة.
يشارك في الاحتفال مطارنة وكبار رجال الدين من مختلف الكنائس، إلى جانب ممثلين عن الطوائف الأخرى وسفراء ودبلوماسيين أجانب، إضافة إلى حجاج الأراضي المقدسة القادمين من أنحاء العالم. وتشهد ساحة الكنيسة مسيرات للفرق الكشفية الأرثوذكسية والإسلامية، في تنظيم يعكس حضورًا اجتماعيًا واسعًا ومشاركة من مختلف فئات المجتمع.
غير أن ما يمنح هذا اليوم خصوصيته هو ارتباطه الدائم بذاكرة أبناء اللد المهجّرين عام 1948. ففي كل عام، يستعيد أهالي اللد، أينما تواجدوا، مسار الهجرة القسرية التي دفعت بهم إلى رام الله وعمان ومدن أخرى، حاملين معهم رواية المكان والعائلات التي شُتّتت: برو، طنوس، حبش، كركر، أمسيح، بقلة، رنتيسي، عازر، وغيرها من العائلات التي لا تزال تتشبث بحق العودة.
ويستحضر أبناء المدينة سيرة الدكتور جورج حبش، الذي وُلد في اللد، وكان أول طبيب خدم أهلها وأهل الرملة. ارتبط اسمه بالعمل الطبي والإنساني قبل السياسي، وبقي حاضرًا في الذاكرة الشعبية بوصفه طبيب الفقراء وأحد أبرز الشخصيات التي خرجت من المدينة.
يأتي عيد القديس جورجيوس ليجمع بين الاحتفال الديني وتواصل أبناء المدينة الموزعين في أنحاء مختلفة، في تأكيد دائم على الارتباط باللد وتاريخها، وعلى أن الذاكرة ما زالت حية رغم مرور الزمن.
كل عام والجميع بخير،
وكل يوم واللد حاضرة في وجدان أبنائها.
14/11/2025 08:09 am 15
.jpg)
.jpg)