.png)
كنوز نت - حسن عبادي| حيفا
متنفَّس عبرَ القضبان (145)
كنوز نت - حسن عبادي| حيفا | بدأت مشواري التواصليّ مع أسرانا الأحرار رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛ ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛
أصدرت كتاباً بعنوان "زهرات في قلب الجحيم" (دار الرعاة للدراسات والنشر وجسور ثقافيّة للنشر والتوزيع) وتناولت تجربتي مع الأسيرات حتى أواخر شهر آذار 2024، حين تمّ منعي من الزيارات، وتم لاحقاً إبطال المنع بعد اللجوء إلى القضاء.
أواكب حرائر الدامون وأصغي لآهاتهن وأحلامهن بالحريّة، وأدوّن بعضاً من معاناتهن.
حين أغادر بوابة الدامون أتصل مباشرة بأهالي من التقيتهنّ، وأوصل بعدها رسائل باقي الأسيرات؛
حاولت إيصال معاناتهن وصراخهن لكلّ بقاع العالم عبر "التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين" وناشطين أوروبيين.
عقّب الدكتور جمال سلسع: "مشاعر إنسانية مسجونة في عبودية احتلال تجسدها بلهفة وبساطة وعفوية لأنك تعيش المرحلة بأوجاعها وهمومها".
وعقّبت الصديقة فاطمة جوهر من الشتات: "حسبنا الله ونعم الوكيل. اللهم فرج همهن وأقل عثرتهن وردهن سالمات لذويهن، وأكمل بالعز فرح بشرى وخطيبها وكل بنت وشاب عازمين على إتمام نصف دينهم، اللهم لا ناصر لنا إلا أنت ولا مجير فاجرنا من هذا الظلم والاستبداد وانصرنا يا خير ناصر ومعين. وللأستاذ الذي حمل على عاتقه مسؤولية إيصال أحوال الأسرى والأسيرات ليطمئن عليهن ويطمئن الأهالي عليهن وينشر للعالم المآسي التي يتعرضن لها والضغوط وما يعانين من أهوال في غيابة السجن فالأستاذ منارة للحق جزاه الله خير ما يجزي المناضلين".
وعقّب الصديق غالب مزيد (والد الأسيرة المحرّرة ديانا): "الحرية حتمية إن شاء الله لك أختنا الكريمة إيمان لك ولجميع الأسرى والأسيرات البواسل يا رب الفرج قريب وعاجل إن شاء الله لجميع الأسرى والأسيرات البواسل إن شاء الله، عُمُر باب السجن ما تسكر على حدا الفرج قريب وعاجل إن شاء الله لكم جميعاً أسرانا يا رب شكرا لك أستاذ حسن على هذا الواجب الإنساني العظيم يعطيك العافية يا محترم ما قصرت أبقاك الله ذخرا وسندا لأسرانا البواسل يا رب يا رب يا رب... كل الاحترام والتقدير لك أستاذ حسن يا غالي".
وعقّب الصديق غازي عنتري: "أنت مبعوث الأمل والطاقة الإيجابية في وقت حرج على الجميع. الحرية لكل الأسرى والمجد للشهداء والحرية لفلسطين".
وعقّب الصديق الناقد رائد الحواري: "ما زال حسن يطلعنا على مأساة فلسطين يعطيك العافية والحرية لكل الأسرى والأسيرات ".
وعقّبت الصديقة تسنيم حلبي (ابنة الأسيرة دلال وأخت الأسيرة إسلام): "الله يفك أسرها ويتمم لها عخير وتكون أحلى عروس، ربنا يسر خاطرها هي وكل الأسيرات وربنا يجبر خاطرك أستاذنا بوركت جهودك. جهود مثمرة بلا شك".
وعقّبت محراب مريم: "من الجميل أن تكتب هذه التفاصيل لكي لا يصبح الأسرى مجرد أرقام أو أسماء، فكل أسير قضية وقصة مهمة. بوركت الجهود".
- "الرطوبة عالية وبتخنق"
زرت عصر الأربعاء 30.07.2025 سجن الدامون في أعالي الكرمل السليب لألتقي للمرّة الثانية بالأسيرة إيمان إبراهيم عبد الله الشوامرة (مواليد 01.03.1979)، من قرية جيت/ محافظة قلقيلية.
في بداية اللقاء طلبت من السجّان فك الكلبشات فاستجاب جزئياً وفك كلبشات اليدين فقط.
أوصلتها بداية رسالة وشوق ابنها يوسف (احكيلها انه يوسف مشتاقلك كثير وبدو يمنعك من حمل البلفون شو ما كان الوضع) وزوجها ووالداها والعائلة.
حدثتني منفعلة عن أسيرة أخذوها رحلة ولفّة على السجون لثلاثة أيام، كلها ضرب واستعراضات وتصوير، دون أيّة تحقيق.
الوضع في الدامون يزداد سوءاً؛ ضرب على الأبواب، والسجانون يضحكون ويصوّرون كلّ الوقت، ورغم ذلك "نفسياً أفضل من الأوّل". اليوم بدون فورة صباحية وطلّعونا بس قبل نص ساعة، الرطوبة عالية وبتخنق، الأشناب مسكّر كل الوقت.
إيمان في غرفة 5، التنقلّات مستمرة؛ برفقة إسلام شولي حلبي، د. شيماء أبو غالي، لينا وزوز المحتسب، أسيل حماد، ميسر هديبات وربى دار ناصر.
طلبت إيصال سلاماتها لأهلها (كيف غنماتك يابا)، عمها (اشتقت أشرب معك الشاي بالميرمية)، زوجها (اشتقتلك كثير يا محمد، وخصوصاً النسكافيه مع الأخبار ونتقارع، تعلمت شغلات كثيرة بالسجن ورايحه أغيّر كثير من حياتي، دير بالك ع حالك كثير ويوسف أمانة برقبتك)، وملك وشيماء، وسلفاتها. بوسولي كريم بوسة كبيرة، وأختها مي (شو معك بالحمل؟)، وإخوتها وخواتها، وسلام خاص لدار أبو يزن (شكراً كثير كثير ع المحامي، بارك الله فيكم).
مشتاقة ليوسف، وإذا ما بكون طالعة أول المدرسة لازم تكون شاطر، بدّي آخذك مشاوير، تعيّطش لأنك زلمة. محمد: إشتري ليوسف 3 بلايز مدرسة، و3 بناطيل جينز بدون سحّاب (مُغّيط)، وعلّمه شويّة شويّة، لا تعصّب عليه وهو يحضّر دروسه.
طلبت إيصال رسائل الأسيرات لأهلهن، إسلام، شيماء، لينا وزوز، ربى.
ناريمان من النقب روّحت.
حين افترقنا قالت: "بدّي أحضن يوسف".
- "عروس الدامون"
بعد لقائي بإيمان مباشرة أطلّت الأسيرة بشرى أديب قواريق (مواليد 08.05.2005)، من قرية عورتا، لألتقيها للمرة الثانية.
بعد فك الكلبشات والتحية قالت بانفعال "الوضع هون مش طبيعي. طيارة (درور) بتحوم فوق السجن وبتصوّر كل الوقت. الكلبَشِة ع الطالع والنازل. شكلهم بحضّروا لقمعة قويّة؟". صحّلي نصيب بالقمعة الكبيرة.
ضحكت حين أخبرتها رسالة خطيبها "جبتلك فستان فوشي للترويحه بدل اللي اخذوه، رح تحبيه كثير، وكبستلك مخلل خيار وجزر ودوالي، ورجعت أشتغل عند أبو العبد بحوارة ".
حبّيت لما كتبِت عني "عروس الدامون" ونفسي أطلع وأشوف شو كتبت، وهيك كمان كلّ البنات.
طلبت إيصال رسائل الصبايا "أحسن ما ياخذنا الوقت"؛ سماح حجاوي (خطيبي مروّح بكرا؟)، تسنيم عودة (جدّدولي الرخصة بشهر 9، خلّفت أختي؟)، ماسة غزال (سلامات، وشو مع أخوي مؤمن؟)، كرمل (مين طلع غير أبو معروف؟)، شهد دراوشة (سلامات لأهلي ومشتاقة كثير)، لين مسك (ما يساوو عقيقة تا أروّح)، سيرسن، بنان، فداء، شاتيلا وآية.
حدّثتني عن زميلات الزنزانة رقم 10 (سماح، ماسة، شهد دراوشة، كرمل وتسنيم بركات عودة).
مشتاقة لأهلي وبحبهم، للبابا أزود واحد (مين بروح معه ع الفحوصات؟، كل فرحة يعقوب بيوسف أن تمرّ بنا)، جيبولي أواعي ترويحه حلوة، انشالله بعوضهم على كل شي بس أطلع. مشتاقة لخواتي وفنجان قهوة معهن. محوّشه كوم أخبار.
سلّم على دار عمّي. بحبّهم كثير. ومشتاقة كثير لخطيبي وليد، وبنفسي أشوفه أول واحد بالاستقبال.
صار لي شهر مش معيّطة (بكت حين أخبرتها عن تجهيزات العرس والفساتين؛ يوم الخميس عيّرت فستان العرس والأحد اعتقلوني).
الوضع في سجن الدامون سيئ؛ معنا كلنا حساسيّة وحَبّ، أخذوا أسيرة جولة 3 أيام كلها ضرب واستعراض وبدون تحقيق.
تأقلمنا، شايف الفرق بين الزيارتين؟ ما نجحوا يكسرونا ويحطمونا.
فكرك أستاذ أسقوا ورداتي بالدار؟ شو مع ورداتي؟
حين افترقنا قالت فجأة: "دايماً بنخصّصك بالدعاء ".
لكما عزيزتيَّ إيمان وبشرى أحلى التحيّات، والحريّة لكما ولجميع أسرى الحريّة.
الدامون/ حيفا تموز 2025

08/11/2025 12:46 pm 24
.jpg)
.jpg)