كنوز نت - بقلم: رانية مرجية


حديث الوطن
بقلم: رانية مرجية
ألقيتُ ألواني…
فما عادَ الحبرُ يحتملُ وجعي،
ولا الورقُ يتّسِعُ لبكاءِ البلاد.
مزّقتُ لوحاتي،
فقد اكتشفتُ أنَّ الجمالَ
إن لم يُقاوِم،
يصيرُ ترفًا من رماد.
بكيتُ على من صلبوني،
وعلى من صلبوا الوطنَ بأيديهم،
وسمّوا الخيانةَ اجتهادًا،
والسكوتَ حكمةً،
والقهرَ قدرًا لا يُرَدّ.
رسمتُ صليبًا على وجهي،
فأضاءَ الأقصى في أعماقي،
كأنَّه نجمٌ يقول لي:
“يا ابنةَ الطينِ، قومي!
ففيكِ تنبتُ السيوفُ من دعاء،
وفيكِ يولدُ الإيمانُ من نداء.”
فركعتُ للهِ الواحدِ الأحد،
ركوعَ الأرضِ حين تُقبّلُ مطرَها،
وتلوتُ آياتِ المقاومة والنضال،
حتى صارت كلماتي جنودًا
يحرسونَ حدودَ الذاكرة.
وعرفتُ أنَّ البحرَ الذي في قلبي
لا يحدّهُ شاطئ،
ولا يُقاسُ بالمسافات.
هو بحرُ حبٍّ سرمديّ،
ماؤه دموعي،
وأمواجهُ دعائي،
وفيه أراني…
وطنًا لا يموت.