كنوز نت - سخنين - امين بشير


صالة العرض " زركشي" سخنين تستضيف كوكبة من الفنانين في معرض "بيت جدي/بيت العز والكرامة"

استضافت صالة العرض " جاليري زركشي" في سخنين مساء يوم أمس السبت وتحت رعاية وزارة الثقافة والرياضة، واشراف "جمعية جوار في الشمال" أمسية تراثية وفنية مميزة بحيث رفع الستار عن عدد كبير من اللوحات الفنية التشكيلية والتي يشتم منها عبق التاريخ والعز والكرامة في معرض متجدد من المعارض التشكيلية التي تبادر اليها إدارة الجمعية وصالة العرض، وهذه المرة بعنوان " بيت جدي، بيت العز والكرامة". 
يتّسم المعرض بالتنوّع في المجالات الإبداعية بين أعمال المبدعين المشاركين من نحت ورسم وتنوّع في الأجيال بين الخمسينيات والثمانينيات وجيل الشباب ما يجعلنا أمام لوحة بانوراميه للحركة الفنية في البلاد بمختلف أجيالها ومجالاتها ومدارسها واتجاهاتها. ويتميّز المعرض بثراء وتنوعّ المدارس الفنية واحياء التراث الشعبي وملامح الحياة العربية في مختلف العقود وتحمل الأعمال الفنية أيضاً تنوّعاً في أساليب التشكيل ما بين المدارس التأثرية والواقعية والسريالية والتجريدية مثل نسيج كثيف ومتماسك من الألوان الغنية.
انه معرض يتميز بالإيقاع اللوني والشكلي والتركيز في الأعمال الفنية على النمط التعبيري الرمزي كما ان هناك للزمان والمكان حضور مباشر وقوي وبمرور الوقت يأخذ منحنىً آخر من خلال عناصر التكوين وارتباطها مع بعضها البعض وذلك في تجريد إيقاعي متناغم. 
لان الفن بالنسبة للفنان معايشة، فهو جزء من تكوينه النفسي والروحي وعلاقته مع الآخرين إذ إن لكل إنسان إيقاعا مميزا وخاصا، يتخذ في أعماله تشكيلات رمزية مختلفة ومتنوعة منها الدائرة بما بها من تضاد حركة- استمرار- سكون. 
المبدعون المشاركون في المعرض هم: اشتياق احمد – كوكب أبو الهيجاء، ايمن أبو الهيجاء – شفاعمرو، حسن طوافرة أبو وجدي المغار ، ربى شيني – المغار ، رهف غنايم – سخنين ، زاهر نصار – عرابة ، عماد زيدان – الرامة ، فاتن امارة – كفركنا ، فيروز خلايله – سخنين، كفاح حماد - المقيبلة، مبدا ياسين – طمرة، نجية ياسين – عرابة ، نسرين أبو الهيجاء – طمرة، هناء عالم – كفرمندا.
أما اللقاءات، فكانت ثلاثة لقاءات تمت في شهر أيلول اثنين والثالث مع بداية تشرين الأول بأجواء يسودها الفرح والعطاء المستمر والمثمر لجاليري زركشي ومتعة لقاء فنانيها المبدعين في الطبيعة حول الموضوع الأساس – بيت جدي بيت العز والكرامة. 
اللقاء الأول في مرسم وحديقة الفنان شادي كناعنه في عرابة البطوف في حديقة اشبه بمتحف للفنون الإبداعية وزوايا كل يحمل رسالة ويعطي صورة بارعة عن حياة الإباء والاجداد مطعمة بألوان مزركشة ومقاعد من ابداع الفنان وابتكارات تكتشف في كل زيارة وكأننا نراها لأول مرة مجارية التحديث والحداثة وملاءمتها للزوار ورواد وعشاق الفن.
اما اللقاء الثاني فغلب عليه قصص الماضي القريب للأجداد مع حصة لتاريخهم الفني والمعماري. التقى المبدعون في جو تراثي حضاري في مركز التراث العربي – المتحف البلدي سخنين واطلعوا بداية على محتويات المركز والقسم الذي يعطي الصورة طبق الأصل عن بيوت الأجداد ويوثق للتاريخ العربي في فن العمارة العربية والبناية ورسالتها المجتمعية والتركيبية مع الجوار الى جانب باقي المعارض المفتوحة امام الزوار والتي تعكس تاريخ البلد بصور ووثائق ومعرض الخط العربي الذي يستقبل زواره يوميا للوقوف على جوانب الحضارة العربية الاصيلة بأدواتها الاصلية والصور والوثائق.
اما اللقاء الثالث فكان في سهل البطوف الصامد في وجه كافة أساليب المصادرة والعطش في عزبة تابعة للمهندس زياد ياسين ابن مدينة عرابة البطوف الجارة في موقع لطالما شكل بوابة هذا المرج الى العالم. تمركز المبدعون في العزبة النموذجية في ظلال أشجار الخروب ليبدعوا من خلال خربة مسلخيت التي تعود الى العصر الكنعاني تاريخيا وتطل على السهل بامتداد 16 كم وعرض 3 – 6 كم وبمساحة تزيد عن خمسين ألف كم مربع.
 تم شق القناة المشكلة لمشروع المياه القطري الذي يتم نقل المياه عن طريقها من بحيرة طبريا الى مناطق النقب المختلفة بعرض 60 متر على طول السهل بأراض مصادرة خصيصا للمشروع على امل ان يرتوي السهل من هذه المياه الا انه أصبح كالعير في الصحراء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول. كثيرا من المخططات تطرح بحق هذا السهل علاوة على نكسات الطبيعة الا ان صمود الأهالي يحول حتى الان دون مصادرة ما تبقى منه.
كلمة المعرض فكانت للأستاذ أمين أبو ريا 
وألقى الأستاذ أمين أبو ريا مدير مركز التراث والفلكلور الشعبي وكانز المعرض كلمة قال فيها:
" كل بداية وعد وأمل بأن القادم أجمل، لا أحد يبدأ كبيراً ولا تعلن موهبة عن نفسها دفعة واحدة. فنحن بطريقة ما نولد مجدداً مع كل بداية جديدة. وحين تكتمل التجربة وتنغلق الدائرة يأخذنا الحنين إلى لحظاتنا الأولى. وهكذا تأخذنا لوحاتنا الأخيرة إلى لوحتنا الأولى. يعدّ المعرض وثيقة بالغة الأهمية لرواد الفن التشكيلي والمتذوّقين والمؤرخين لأنه كاشف ومؤرّخ لتطوّر مدارس التشكيل في البلاد ومدى تباين أساليب التعبير والأعمال كلها هي إجابة عن سؤال جوهري وهو كيف بدأ الفنان وإلى أين وصل".
نعرض لكم اليوم بعض من الابداعات والرسومات التي تم انتاجها خصيصا لهذا المعرض من خلال اللقاءات الثلاثة وتم وضع اللمسات الأخيرة عليها هذه الأيام لتوثق بيوت الأجداد الثابتة منها والمؤقتة.
هذا وأبرقت الفنانة اريج منصور رسالة الى المعرض جاء فيها: "بكل فخر واعتزاز، نرحب بكم في معرض “بيت جدي… بيت العز ومَلك الكرامة”، هذا البيت الذي لا تطرقه الأقدام فحسب، بل تطرقه القلوب المحبة للتراث، والعقول الباحثة عن الجذور”، حيث يفوح عبق الماضي، وتحيا بين أروقتنا حكايات الأجداد، وتُعرض بين أيدينا كنوز من الذاكرة.
هذا المعرض ليس مجرد تحف وصور، بل هو جسر يربط بين الأصالة والمعاصرة، بين جذورنا الراسخة وواقعنا المتجدد، نُحيي من خلاله إرث أجدادنا الذين خطّوا تاريخهم بالمواقف، وبنوا هويتهم بالصبر والكفاح والإبداع.
أهلاً بكم في رحلة عبر الزمن، نستنشق فيها رائحة الأرض، ونسمع فيها صدى الحكمة، ونتعلم منها معنى الانتماء، والآن، نترككم مع خاطرة تحمل بين سطورها دفء الذكريات، ونبض الانتماء…
خاطرة: منفضة… 
منفضة…
هناك صور وتحف من عبق الماضي
تقصّ علينا حكايات عن التراث الشعبي،
فهذا هو تاريخ أجدادي…

الكل يهتف وينادي: لننفض الغبار عن تلك التحف الفنية،
ونقصّ على أطفالنا قصص الثوار، والحكايات الوطنية.
فعبر أثير التاريخ
أشم رائحة الحبق… والحرية.
إن التراث هو ذاكرتنا الحيّة،
يحفظ لنا تاريخنا، وهو سلاح لا يُقهر
في وجه الطغيان والممارسات الغاشمة.
هذا والقيت عدد من الكلمات المقتضبة من عدد من المشاركين في المعرض، نجية ياسين، عماد زيدان، وأسماء نعامنة والتي أشادت بالجهد الكبير الذي تبذله إدارة الجمعية والجاليري، في سبيل توفير الأجواء والبيئة المناسبة للفنانين لكي يبدعوا في لوحات تحاكي الواقع. 
هذا وتم تكريم المشاركين بالمعرض بدروع وشهادات تقديرية على مساهمتهم المميزة والبناءة لنجاح المعرض.