.png)
كنوز نت - حسين جبارة
لن تمحوَ إحساسي
-----------------
تَبْتُرُ كفِّي أَرفعُ بالأُخْرى عَلَمًا
بالحُبِّ يُرَفْرفُ فوقَ الصخرةِ والأقصى
يَزْهو يَسْمو بِفَضاءِ المَجْدِ بِأرجاءِ فلسطين
------------------------------
تَكْسِرُ ساقي أبْقَى في الكَرْمِ مُقيمًا
أعْهَدُ زَيْتونةَ جَدّي
أصْمُدُ في الأرضِ وَفِيًّا
أتَجَذَّرُ كالصخْرةِ في نابُلْسَ وجِمّاعين
----------------------------
تَحْرقُ مَحْصولًا بِحُقولي
تَمْنَعُني جَمْعَ ثماريْ وَغِلالي
أصْبِرُ حَوْلًا فيهِ أجوعُ وَأظمَأُ
أنْتَظِرُ المَوْسمَ يَحْمِلُ سَيْلًا في وادي قانا
يَتَباركُ قَمْحًا وَشَعِيرًا، فُولًا عَدَسًا
ذُرَةً بِبَيادِرِ عَزّونَ وَبَيْتِ أمين
--------------------------
تَهْدِمُ بَيْتيَ أفْتَرِشُ التُّرْبةَ تَحْضُنُني
ألْتَحِفُ النَّجْمَ يُدفّئُني
أعْمَلُ أعْرَقُ أسْكُنُ كهفًا
وأُعَمِّرُ دارًا مِن لَبِنٍ
تَحْمي عِرضًا بِنِضالاتِ جِنِين
----------------------------
تُعْلي جُدْرانًا تَفْصِلُ ما بينَ الشَّرْقيّةِ والغَرْبيّةِ
ما بَيْنَ الفلّاحِ ومُلكٍ
بالُّلُؤْمِ تُعَطّلُ أوصالًا
تُشْرِقُ شَمْسي تَتَحَدّى
تَجْتازُ الحاجِزَ تَبْعَثُ أحلامًا
خَلَجاتٍ مِن أشْواقِ الدَّيْرِ لِزِمّارين
------------------------------
تَحْرِمُني تَصْريحًا تَقْطَعُ رِزْقَ عِيالي
تَحْرمُني حَرْثَ بساتيني ومروجي
تَمْنَعُني طَعْمَ الخبزِ وَرَشْفَةَ ماءٍ
أرْضَى العيشَ على جَمْعِ الآبارِ بِسَلْفيتَ وَبِلْعين
-------------------------------
تَنْزَعُ منّي تاريخيْ
وتُقرّرُ أنِّي عابرُ دربٍ
جِئْتُ لأمضِيَ مِن حيثُ أتَيْتُ فَتَطْردُني
خَلْفَ صَحارٍ وبِحارٍ
تَزْعُمُ أنّي إرْهابيٌّ، سَفّاكُ دِماءٍ
أدْحَضُ زَيْفَكَ بالبَحثِ وبالمُعطى
فَأنا القادِمُ مِنْ رَحِمٍ بيبوسَ ومِنْ
وادي النّاطوفِ بِنِعْلين
----------------------------
تُغْلقُ أبوابَ المسْجدِ تَخْفِضُ رَفْعَ صلاتي
تَمْحو لُغَتي تُخْفي عِرْقي وَأصولي
لَكنّكَ لنْ تقدرَ طمْسًا لِحُضوري بِبلادي
لنْ تَمْحوَ إحساسي
فَهْوَ الأصْلبُ مِن طَودٍ والأعْمَقُ مِنْ بحرٍ
عِشْقي شَوْكُ الصَّبّارِ بزِرْعينَ وبُرْقين
----------------------------
أنا باقٍ بِرَماضينَ، بِإعْبِلّينَ ونِين
أحيا بِعَنينَ وسَخنينَ وقوصين
أعْشَقُ رامينَ وسِفّارينَ وقَفّين
أحْضُنُ جِمّاسينَ وَشِبتينَ وحِطَّين
حسين جبارة حزيران 2022
14/10/2025 07:01 pm 303