.png)
كنوز نت - حسن عبادي| حيفا
متنفَّس عبرَ القضبان (140)
كنوز نت - حسن عبادي| حيفا | بدأت مشواري التواصليّ مع أسرانا الأحرار رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛ ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛
أصدرت كتاباً بعنوان "زهرات في قلب الجحيم" (دار الرعاة للدراسات والنشر وجسور ثقافيّة للنشر والتوزيع) وتناولت تجربتي مع الأسيرات حتى أواخر شهر آذار 2024، حين تمّ منعي من الزيارات، وتم لاحقاً إبطال المنع بعد اللجوء إلى القضاء.
أواكب حرائر الدامون وأصغي لآهاتهن وآمالهن، وألمس رائحة الخذلان وأدوّن بعضاً من معاناتهن.
أعمل على زيارة جميع الأسيرات، كما فعلت قبل السابع من أكتوبر وبعده؛
حين أغادر بوابة السجن أتصل مباشرة بأهالي من التقيتهنّ، وأوصل بعدها رسائل باقي الأسيرات، وأهتم بإطلاع أهالي من تم التنكيل بهن بشكل خاص منعاً للتقوّلات؛
أحاول قدر استطاعتي إيصال صوتهن لكلّ بقاع العالم عبر "التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين" وناشطين أوروبيين.
عقّب الصديقة رماح الحمامرة (أخت الأسيرين عز الدين وشيرين): "من وقت ليس ببعيد كنا نتمنى شيرين والعائلة اللقاء فيك أستاذ حسن في بيتنا بيت العز لقد عرفناك منذ زمن مناصرا ومناضلا للأحرار والحرائر ويا لظلم الاحتلال الذي يجمع بينك وبين شيرين في غرفة وكلبشات أتمنى من كل قلبي اللقاء قريبا فيك، والحرية تتزين ع أبوابنا وتتصفر كل السجون ولِيبقى أثرك وصوتك يسجله التاريخ فأنت خير قدوة ومنا جميعا كل المحبة وكل الفخر فيك دمت معطاء ودمت صوتاً لا يُنسى".
وعقّب الصديق عبد الكريم زيادة: "فك الله أسرهم جميعا، وبوركت المحامي المبدع المعطاء حسن عبادي نزور معك في كل مرة الشامخات نعود بالأمل".
وعقّبت والدة الأسيرة شيرين: "يا حبيبة قلبي الله يفرجها عليك وعلى جميع الأسرى بناتنا وأبنائنا ويبيض السجون عاجلا غير آجلا الظلم ما يدوم شكرا للك على جهودك أخي حسن عبادي على زيارتك لبناتنا. الله يعطيك الصحة والعافية يا رب".
وعقّبت تسنيم الحمامرة (أخت الأسيرين عز الدين وشيرين): "لن ينكسر من زرع الحرية في قلبه ولو قُيد جسده، شرين حبيبة الجميع عامود الدار الأخت الكبيرة الحنونة اللي بتعلمنا دايمآ الصبر والإيثار، العطوفة القوية الشامخة الحنونة والقوية أم عقل كبير، هي مش مجرد أسيرة أو رقم خلف القضبان هي دفعت ثمن كرمتها وصوتها وأحلامها هي البنت اللي نحرمت من حضن وحب أهلها، دايما شامخة بوجه الظلم، إن شاء الله يا حبيبة قلبي الفرج لك ولجميع الأسيرات والأسرى. وقريبا رح يلتم شملنا معك ومع نور العين عز الدين، وألف شكر لك أستاذ حسن".
وعقّبت خديجة صنوبر: "الله يفرحني بطلعتك يا روح قلب خديجة. كنت بتمنى تكوني معي، فرحتي ناقصة بدونك، بتعرفي بس شفت المنشور عيطت.
أنتِ أقرب ناس لقلبيي واشتقتلك وإن شاء الله اللقاء قريب".
وعقّب موسى عوض الله: "بارك الله فيك يا أستاذ، أنت الأخ، أنت الأب، أنت الصديق لهؤلاء السجناء وأهليهم فلك من الله المحبة والتقدير".
وعقّبت رؤى ياسر: "الله يهونها عليها وعلى جميع الأسيرات والأسرى، ضحكت ع رسالة لينا مسك، وتذكرت كثير رسائل زي هيك وصلتهم، لأن الأسيرات بحافظوا على ارتباطهم بالحياة وارتباطهم ببرا من خلال هاي الأفكار وهاي الرسائل حتمية يا جدعات".
"أخت عز الدين!"
زرت صباح اليوم الاثنين 21.07.2025 سجن الدامون في أعالي الكرمل السليب، للمرّة الثانية هذا الأسبوع، لألتقي بالأسيرة شيرين خالد حسن الحمامرة (مواليد 22.01.1980) من قرية حوسان/ غرب بيت لحم، خرّيجة كيمياء.
بعزّيني إنّي عايشة جزء من معاناة عز الدين. مرِكنه شو وراي. أنا قويّة، السجن ما بهدّنا. الحمد
لله إنّو الحبسة إلي ومش لوحدة من خواتي. لا شيء يشبه السجن إلّا نفسه.
أوصلتها سلامات ورسائل محبة الأحفاد و"بيرسمولك رسمات الحريّة"، والموافقة على مشروع النحل فانفرجت أساريرها.
الوضع صعب كثير؛ غيار واحد فقط، كلّه صعب، الأكل سيئ، صراخ السجّانين ودخول الغرف بشكل فجائي موجع. القمع صعب، كلاب وغاز و(النحشون). والله صعب.
اشتقت لهوى حوسان وأهلها ودعوات أمي كلّ صلاة فجر.
اعتقلوني يوم 17.06.25 بعد اقتحام البيت بطريقة وحشيّة، بفتّشوا على مصاري إرهاب، صادروا مصروف البيت (حوالي ألفين شاقل)، أخذوني لبيت في حوسان، عاملينه ثكنة عسكرية، لمستوطنة بيتار عليت، مكلبشة بورا ومغمَّضة عيوني، لعصيون، ممنوع ميّة وحمّام، حتى نفَس فش، تحقيق هبل على 43 بوست (دعاء، سور قرآن، وصور أخوي)، للمسكوبية (بغرفة مع الطفلة هناء حماد)، زتّوني بسيارة عالأرضية وممنوع أرفع راسي، للشارون (ليلة كابوسيّة) وللدامون. فكّ إصبعي من الدفش، والعلاج: "حرّكي اصبعك".
شيرين بغرفة 5؛ برفقة أسيل حماد، لينا المحتسب/ وزوز، إسلام شولي، ربى دار ناصر، ميسر هديبات، إيمان الشوامرة وشيماء أبو غالي.
أخذوا 3 غرف (11،12،13) وحطّوا حاجز، ودخّلوا يهوديات.
طلبت إيصال سلامات ورسائل لأهالي الأسيرات فداء عساف، فاطمة جسراوي (رجعت من الزيارة "منتصبة القامة")، شهد حسن، بنان أبو الهيجا، وفاطمة منصور.
رسالتي للأطفال؛ عز الدين، محمد الفاتح، مريم، علياء، محمد يزيد، إسراء، ياسمين، سيرين، عمر وأريام: بحبهم كثير ومشتاقة ورايحة آخذكم مرة وحدة رحلة لكنيسة المهد وبيت لحم.
رسالتي للصبايا؛ لجين، ثريا، براءة، يارا وكرمل: بحبهن واشتقتلهن.
رسالتي للشباب؛ عبد الخالق وأيهم: بتمنّى من كل قلبي ما تفوتوا سجن وحضّروا حالكم لاستقبالي قريباً.
رسالتي لأزواج خيّاتي: سلامات وبحبكم، بعرف ما بتقصّروا، ربنا يحفظكم واللقاء قريب بإذن الله.
عمتي؛ نوارة البيت، وحبيبة قلبي.
خيّاتي رماح ونسرين وياسمين وتسنيم وريم: نور عيوني. ديروا بالكم على إمي.
إمي ستّ البيت، اشتقتلها، ما تنسانا من دعواتها.
حين افترقنا ودّعتني قائلة: إذا ثمن حريّة عز الدين أن أكون أسيرة فأنا لا أبالي. أنا قويّة. أنا أخت عز الدين!
"بندوّر على خزق صغير نتنفّس منه"
بعد لقائي بشيرين، أطلّت الأسيرة سلام رزق الله سلمان كساب (مواليد 09.05.2005) من قرية قريوت/ نابلس، طالبة تسويق رقمي/ سنة ثالثة، جامعة بير زيت.
"البنات بذكروك بالخير، والحمد لله التقيت بيك"، فأخبرتها أنّ الزيارة بتوصية صديقي فراس فعقّبت بعفويّة: "بجَنّن".
فكّرتك تستقبليني بفنجان نسكافيه! فابتسمت وسألت: "وشو كمان حكتلك إمّي؟".
إن شاء الله بروّح قبل نتائج أخوي خالد، وألف مبارك لأريج بالخطوبة (بدّي تعزمني على زرِب)، بحبها وكل بنات عمي. وتبارك لخديجة بالزواج (يا ريت أكون مروّحه وأحضر).
خبّرتها عن اشتياق العائلة للآيس كوفي من إيديها، وسألتها عن طقوس تحضيره فشرحت لي ودموعها نازلة.
اعتقلوني يوم 22.06.25 بعد اقتحام البيت الساعة الواحدة ليلاً، حوالي 30 مجنّد ومعهم 3 مجندات، أخذوني لمعسكر حوارة، تحقيق سالم، هشارون (ليلة ونص، كان جداً جداً سيئ)، الجلمة والدامون.
سلام بغرفة 2؛ برفقة آية عقل، ياسمين شعبان وميرفت أبو سرحان/ غزة.
أخذوا منا غرف (11،12،13) وفيهن سجينات يهوديات، أكلهن من ضمن حصّتنا، بلبسن لباس شاباص بنّي.
قلّلوا الأكل، معلقتين رز وشويّة شوربة، الغرف رطوبة قاتلة بدون تهوئة، بندوّر على خزق صغير نتنفّس منه.
وصّل سلاماتي لعمتي أم همام ومشتاقة لها.
سلاماتي للكل؛ بنصلّي جماعة وأنا إمام، وبنصلّي قيام الليل، الغرفة مهتمين عليّ بالدعاء.
بس نطلع يجيبولي لبسة حلوة من ملابسي لأنهم صادروا كل شي، والأهم شال وبوت.
خلّيهم يستفسروا عن التلفون بالارتباط.
طلبت إيصال سلامات ورسائل لأهالي الأسيرات هناء حماد، سالي صدقة (خلّي أمها تبدأ بتحضير القهوة لبنات الدامون وأهاليهن)، فداء عساف، رماء (بدها أواعي ترويحة ونقاب)، حنين جابر، شاتيلا، إباء الأغبر، ميسر هديبات، فاطمة منصور، بنان أبو الهيجا، شهد حسن، فاطمة جسراوي، إسلام شولي وإمها دلال، لينا مسك (بدها مطبخ مفتوح عالبلكون، وإذا عملوا غير هيك بتهدّو)، تسنيم عودة وبشرى قواريق.
بنات الدامون مناح، وقويات وبدهن ترويحة.
أنا منيحة وقوية وان شاللة بطلع مع خالي.
حين افترقنا ودّعتني قائلة: سلّم على صاحباتي وزملائي بالجامعة. كلّهم.
لكما عزيزتيَّ شيرين وسلام أحلى التحيّات، والحريّة لكما ولجميع أسرى الحريّة.
الدامون/ حيفا تموز 2025
.png)
30/09/2025 10:08 am 17