.png)
كنوز نت - عدوي
لقاء مع البروفيسور ابراهيم مرعي، بمناسبة اليوم العالمي لزيادة الوعي حول صحة القلب
أمراض القلب في المجتمع العربي تحديات مقلقة ووقاية ممكنة
البروفيسور إبراهيم مرعي، مدير وحدة كهرباء القلب في المركز الطبي تسفون (بوريا)، وسكرتير الاتحاد الإسرائيلي لفسيولوجيا القلب: "يجب إجراء الفحوصات اللازمة وعدم تجاهل الأعراض"
"يمكن من خلال اتباع خطوات يومية بسيطة أن نصنع فارقًا كبيرًا في صحة القلب"
"في المركز الطبي تسفون (بوريا) تتوفر تقنية PFA الثورية لعلاج الرجفان الأذيني والتي تمنح علاجًا أكثر دقة ومستوى أمان أعلى وعودة سريعة للحياة الطبيعية"
بمناسبة اليوم العالمي لصحة القلب، التقينا البروفيسور إبراهيم مرعي، مدير وحدة كهرباء القلب في المركز الطبي تسفون (بوريا)، وسكرتير الاتحاد الإسرائيلي لفسيولوجيا القلب، للحديث عن التحديات الصحية في مجتمعنا المتعلقة بأمراض القلب، عوامل الخطر، وأهمية الوقاية والفحوصات المبكرة، وأخيرًا عن أحدث الابتكارات العلاجية، وعلى رأسها تقنية PFA – Pulsed Field Ablation التي بدأت تُحدث ثورة في علاج الرجفان الأذيني.
أمراض القلب في مجتمعنا العربي: نسب مرتفعة وتحديات متعددة
يؤكد البروفيسور إبراهيم مرعي أن "مجتمعنا العربي يواجه نسبة أعلى من أمراض القلب، خاصة أمراض الشرايين، مقارنةً بالمجتمع اليهودي. ويرى أن السبب الرئيسي يعود إلى عدة عوامل مترابطة: التدخين على أنواعه ويشمل الأرجيلة والمعتقدات الخاطئة حول تدخين الأرجيلة بين الرجال والنساء، حيث يعتقد كثيرون أن الأرجيلة أقل ضررًا من السجائر، وهذا غير صحيح. كذلك العادات الغذائية غير الصحية والغنية بالدهون الضارة، قلة النشاط البدني وغياب ثقافة الرياضة المنتظمة، أضف إلى ذلك الاستعداد الوراثي لبعض الأمراض، حيث يسجل مجتمعنا نسبًا أعلى من الأمراض ذات الطابع الجيني مقارنةً بالنسبة القطرية".
إلى جانب هذه العوامل، يشير البروفيسور إبراهيم مرعي إلى أن "الوعي الصحي منخفض نسبيًا في المجتمع العربي، ما يؤدي إلى تأخر التشخيص وقلة المتابعة. كما أن محدودية مراكز العلاج المتقدمة في الشمال والجنوب تزيد من صعوبة وصول المرضى إلى أفضل طرق التشخيص والعلاجات المتطورة، خاصة وأن تركيز السكان العرب الأعلى متواجد في منطقة الشمال".
يتطرق البروفيسور إبراهيم مرعي إلى نقطة هامة وهي التشخيص المبكر المنقذ للأرواح، ويعدد "الأعراض التي تستوجب التوجه الفوري للطبيب أو حتى الاتصال بالإسعاف في حالات أخرى، ومنها: ألم في الصدر، خاصة إذا استمر أكثر من دقائق، ضيق في التنفس، سواء مفاجئ أو تدريجي مع بذل جهد بسيط، اضطرابات في دقات القلب، كالإحساس بخفقان سريع أو توقف مفاجئ أو نبض غير منتظم، ضعف القدرة على بذل مجهود كان في السابق أمرًا اعتيادًا مثل صعود الدرج أو المشي لمسافة قصيرة، كذلك توجد حالات قلبية قد تكون صامتة تمامًا دون أعراض واضحة، فمن الضروري الاعتماد أيضًا على الفحوصات الدورية".
أما عن طرق الوقاية، فشدد البروفيسور إبراهيم مرعي أن ما يمكننا التحكم به في حياتنا اليومية له التأثير الأكبر مثل الامتناع التام عن التدخين والأرجيلة، الحفاظ على وزن صحي لتجنب السمنة المفرطة التي تقود إلى أمراض القلب والسكري وضغط الدم، ممارسة الرياضة البسيطة بانتظام مثل المشي 3 مرات في الأسبوع، وقد تكون نصف ساعة كافية للوقاية، النوم المنتظم وتجنب السهر المفرط، الحد من استهلاك الملح والكحول والكافيين وتناول كميات قليلة من القهوة، فهذه ليست نصائح صعبة، وبنفس الوقت هي خطوات صغيرة وبسيطة قادرة على حماية القلب من أمراض خطيرة".
"توجد اليوم علاجات متطورة تختصر الكثير من الجهد والوقت"
بالنسبة للفحوصات الدورية قال: "أنصح جميع الأشخاص الأصحاء ببدء الفحوصات الدورية بعد سن الأربعين، حتى وإن لم تظهر أي أعراض، وتشمل هذه الفحوصات قياس ضغط الدم، فحص مستوى السكر والكولسترول، تخطيط قلب دوري مرة في السنة. أما من لديهم تاريخ طبي عائلي أو عوامل خطر واضحة مثل التدخين، السمنة، السكري، ضغط الدم المرتفع، فعليهم البدء بالفحوصات في سن أصغر، وبمتابعة دقيقة".
حول ثورة العلاجات الحديثة لأمراض القلب وعلى رأسها تقنية PFA لعلاج الرجفان الأذيني، قال البروفيسور إبراهيم مرعي: "بشكل عام توجد اليوم العديد من العلاجات الحديثة والمبتكرة للعديد من الأمراض والحالات القلبية والتي تختصر الكثير من وقت التشخيص والعلاج وفترة الاستشفاء والتعافي. يعتبر الرجفان الأذيني من بين المشاكل الشائعة في مجتمعنا العربي، والمركز الطبي تسفون رائد في استخدام تقنية PFA – Pulsed Field Ablation لعلاج الرجفان الأذيني، وهي تقنية ثورية. في السابق اعتمد العلاج التقليدي على كي الأنسجة بواسطة الحرارة أو التبريد لتدمير المناطق المسببة لاضطراب النبض، لكن أدى ذلك أحيانًا إلى إلحاق أضرار في أنسجة القلب أو الأعضاء المجاورة، أما التقنية الجديدة PFA فتعتمد على نبضات كهربائية عالية الدقة تستهدف المنطقة المسببة للاضطراب دون المساس بالأنسجة السليمة، ويكون الضرر مقاربًا للصفر، مما يجعل العلاج أكثر أمانًا وفعالية. كذلك من ميزات تقنية PFA تقليل وقت العملية وفترة التعرض للإشعاع، كما تكون الدقة أعلى بفضل الدمج مع نظام تحديد ثلاثي الأبعاد للقلب، إلى جانب مضاعفات أقل مقارنة بالطرق التقليدية، الأمر الذي يعيد المريض لحياته الطبيعية بسرعة".
واختتم البروفيسور مرعي حديثه بالقول: "لا يجب التهاون أبدًا والوقاية والفحص المبكر هما خط الدفاع الأول. إذا شعرتم بأي أعراض غير مألوفة، لا تؤجلوا مراجعة الطبيب".

28/09/2025 03:37 pm 51