
كنوز نت - بقلم رانية مرجية
أنا إنسان…
لا رقم في إحصاء،
ولا ظلّ في زحامٍ عابر،
أنا الكائن الذي يحمل ذاكرة الأرض،
ويحمل في صدره خريطة جراحٍ لا تُمحى.
أنا ابنُ الزيتون الذي قاوم الفؤوس،
وابنُ التراب الذي لم يساوم على هويته،
وابنُ الأمهات اللواتي ولدن في المخاض صرخة
أكبر من كل جدران الأرض.
أنا إنسان…
أحمل ندبة تشبه حدود وطني،
وصرخةً تسبق دويّ الرصاص،
وحلماً عنيداً يجرؤ أن يزهر في قلب الخراب.
أنا إنسان…
تشدّني الفلسفة إلى معنى الوجود،
وتجذبني السياسة إلى قسوة الواقع،
وأنا بينهما أبحث عن إنسانيتي،
أبحث عن النور وسط عتمةٍ تزداد.
أكتب لأن الكتابة هي حقّي الأخير،
وأصرخ لأن الصمت موت،
وأبكي لأن الدمع صلاة،
وأضحك رغم الألم،
لأقول للعالم إن الإنسان يولد كل يوم من جديد.
أنا إنسان…
لا أنتمي إلا إلى الحرية،
ولا أقدّس إلا الحقيقة،
ولا أرفع إلا كتابًا لا سيفًا،
وقلبًا لا قيدًا،
وحلماً لا جدارًا.
أنا إنسان…
قد يسقط جسدي،
قد يُحاصر صوتي،
قد يُنفى حلمي،
لكن حقي أن أكون إنساناً
لن يسقط،
لن يُحاصر،
ولن يُنفى.
أنا إنسان…
وحين ينكسر القيد،
وتتهاوى الأسوار،
ويفهم العالم أخيراً أن دمعة طفل
أثقل من كل دباباتهم،
وأغلى من كل عروشهم…
حينها فقط، سيولد فجر الأرض من جديد.
- بقلم رانية مرجية
29/09/2025 08:12 am 35