
كنوز نت - بقلم: الكاتب سليم السعدي
قبل أن تسأل الناس اسأل ربّ الناس
بقلم: الكاتب سليم السعدي
قبل أن تسأل الناس، اسأل ربّ الناس، فهو العليم بما في الصدور، وهو القادر على أن يبدّل الضيق فرجًا، والبلاء رحمة، واليأس أملاً. ولئن تساءلنا: لِمَ تأخّر الفرج؟ ولماذا ما زال القهر يطبق على صدور المستضعفين؟ فإن الجواب عند الله وحده، وما على المؤمن إلا الصبر والثبات والسير على الهدى.
في أرضٍ يتكدّس فيها الركام، وتتعالى أنين الجياع، يقف ظالمٌ عنيدٌ لا يستحي من ربٍّ عظيم. يقتل، ويبطش، ويزهو بنفسه، كأنّه خالدٌ في ملكٍ زائل. وما درى أنّ ساعة الجحيم آتية، وأنه إن فَجَر في الخصومة، فلن يبكي إلا في اليوم الذي لا ينفع فيه بكاء، ولا يُسمع فيه اعتذار.
إنّ من يسعى وراء التفاهات، وينشغل بتوافه الدنيا، قد دخل سراديب الظلمة والمتاهات. يظن أنه بعناده وكذبه ينال العزّة، وهو لا يعلم أنّ العزة لله جميعًا، وأنّ من طلبها في غير بابه ضلّ وخسر. فالله هو مالك الملك والجبروت، وإليه يُسبّح الملكوت كله، ومن سمع القول وعمل به، كان له النور والنجاة، ومن أعرض وتمرد، كان له الشقاء والهلاك.
كلّ كلمة تخرج من فم الإنسان هي رصيدٌ محسوب عليه، لا مفرّ من حسابه. وما أكثر من يغترّون بألسنتهم، فلا يقيمون وزنًا لقولهم، حتى إذا جاء يوم الحساب، وجدوا كلامهم ثِقلاً يجرّهم إلى جهنم. فليتّقِ المرء ربّه، وليزن كلماته بميزان الحق، وليعلم أنّ الكبرياء لله وحده، وأنّ الاستعلاء على الناس مَهْلَكة لا نجاة منها.
إنّ الربّ، وهو العدل المطلق، لا ينسى عباده، وإن بدا للبعض أنّه قد أمهل الظالمين، فإنّما يُمهلهم ليزدادوا إثمًا، حتى إذا أخذهم لم يُفلتهم. فليُبادر كلّ إنسانٍ إلى التوبة قبل أن يأتي يومٌ لا مردّ له، يومٌ لا يُنفع فيه مالٌ ولا سلطان، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.
خاتمة دعائية
اللهم عجّل بالفرج على أمتنا، وانصر المستضعفين في الأرض، واكبت الطغاة والظالمين، وأرنا فيهم عجائب قدرتك. اللهم اجعل كلماتنا نورًا يضيء طريق الحق، ولا تجعلها وبالًا علينا يوم الحساب. إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
14/09/2025 08:31 pm 21