
كنوز نت - بقلم: الكاتب سليم السعدي
النسل الفاسد… أبناء إبليس وعقدة الدم
بقلم: الكاتب سليم السعدي
منذ فجر التاريخ، يطلّ علينا نسل فاسد، لُعن بالحيّات والأفاعي، وحُكم عليه أن يبقى وصمة على جبين البشرية. هو نسل أبناء إبليس، عطشٌ للدم، ومرضٌ في العقل والضمير، لا يعرف معنى الإنسانية، ولا يتورع عن الجريمة، ولا يكف عن الحسد واللؤم.
هذا النسل تراه يعيش في بيت هش، كأنه قائم على باطل، ما أن تهب رياح الحق حتى يسقط وينهار. يخدع نفسه بادعاء القداسة، يعلّق أوراقًا وتمائم على الأبواب، ويظن أنها حرز من رب العالمين، بينما يده ملوثة بالسرقة والقتل والزنا باسم "الإله العظيم". أي إله هذا الذي يبارك الدم المسفوك والطفل المذبوح والأرض المغتصبة؟
ولعلّ أوضح صورة لهذا النسل الفاسد هي ما نراه اليوم في الكيان الصهيوني. هذا الكيان الذي تأسس على الدم، ونما على الجريمة، يقتات على خراب الشعوب وتشريد أهلها. منذ نكبوا فلسطين عام 1948 وحتى اليوم، لم يتركوا جريمة إلا واقترفوها: من المذابح الجماعية إلى حصار غزة وتجويعها، من هدم البيوت إلى قتل الأطفال قبل المحاربين. كل ذلك يجري تحت مظلة دولية عمياء، وصمت عربي مخزٍ.
لكن هذا النسل، مهما ظن أنه خالد، فإنه محكوم بالزوال. التاريخ يثبت أن كل بيت قام على الظلم لم يدم طويلًا، وأن كل قوة باطلة لا بد أن تتآكل من الداخل. ألم يقل الله تعالى:
> "وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا" (الكهف: 59).
الكيان الصهيوني اليوم يعيش في مأزق وجودي، رغم ما يملكه من قوة عسكرية ودعم غربي. فقد خسر معركة الشرعية أمام الشعوب، وبات مفضوحًا أمام الرأي العام العالمي الذي بدأ يرى حقيقته: بيت هشّ قائم على الباطل والدماء.
إنّ الشعوب لا تنسى، والتاريخ لا يرحم. والجيل القادم من أحرار فلسطين سيكتب بدمه الطاهر نهاية هذا النسل الفاسد، كما كتب من قبل نهاية النازية والفاشية وكل أشكال الطغيان.
فليعيثوا فسادًا ما شاءوا، وليقتلوا الأطفال ما استطاعوا، لكنهم في النهاية إلى زوال… لأن الأرض لا تحتمل بيتًا خبيثًا، ولأن اللعنة تلاحق أبناء إبليس إلى أن يُمحى أثرهم من التاريخ.
14/09/2025 09:59 am 136
.jpg)
.jpg)