.png)
كنوز نت - بقلم الناشطة الاجتماعية : شفاء حرزالله
المحسوبية والفساد... أسياد الكراسي في مجتمعاتنا
بقلم : شفاء حرزالله
السياسة هي المحرّك الأساس للمجتمع، وعندما تفشل الأنظمة في إدارة شؤون البلاد بعدالة وكفاءة، ينعكس ذلك على مختلف المستويات الأخرى.
هذا الفشل في العالم العربي يتمثل في غياب الديمقراطية الحقيقية، وسيادة الاستبداد، وهيمنة أنظمة عاجزة تكرّس الفساد والمحسوبية بدلًا من الكفاءة والمواطنة.
وفي ظل هذه الظروف، تعاني المجتمعات العربية من انهيار الثقة بين الحاكم والمحكوم، ومن انتشار الإحباط واليأس بين الأفراد، مما أدى إلى هجرة العقول وتراجع الإبداع، فضلًا عن تفاقم الأزمات الأمنية وتصاعد الاحتقان الداخلي الذي يولّد العنف والتطرّف.
ولا أبتعد في كلماتي عن منظومة البلديات، التي باتت في كثير من الأحيان توثّق تعاونها على حساب القيم والرموز المجتمعية الثقافية الفذّة، التي تعمل بجهد مضاعف لخدمة بلدها ومجتمعها.
وللأسف، نجدها تميل إلى تأييد الفساد والمفسدين خدمةً لمصالح ضيّقة تعود بالنفع على القائمين عليها والمتواطئين معهم.
لقد وصل بنا الحال إلى مستوى مؤلم من التراجع في أوطاننا وأجيالنا ومجتمعاتنا كافة. صارت المحسوبيات اليد الطائلة التي تتحكم في مصائر الناس، وتستقوي على الضعفاء وأصحاب المبادئ والقيم، وعلى كل فرد يسعى للابتعاد عن الفوضى والعنف وأشكال الفساد.
أما المتغطرسون وأصحاب المقامات الفاسدة، فهم "أسياد الكراسي" ومحتكرو المكانة، لا يساهمون في تسديد التزاماتهم وواجباتهم بأي شكل، بل يستقوون على الأضعف منهم مقامًا ومكانة.
وهكذا، نحارب السلام والثقافة بسيوف الجهل والعنف، بدل أن نكرّسها لبناء مجتمع يليق بكرامة الإنسان وقيمه.
شفاء حرزالله

10/09/2025 09:32 am 842
.jpg)
.jpg)