كنوز نت - بقلم الكاتب والفنان : سليم السعدي


العنف والجريمة في الداخل الفلسطيني: مشروع تهجير ناعم وخطر فتنة

بقلم الكاتب والفنان : سليم السعدي

لم يعد العنف المستشري في الداخل الفلسطيني مجرّد حوادث جنائية متناثرة، بل أصبح مشروعًا خفيًا يُدار بخيوط دقيقة، هدفه الواضح دفع الناس إلى الرحيل عبر "التهجير الناعم" بعيدًا عن الضجيج الإعلامي العالمي والمحلي.

الظاهرة الخطيرة التي نراها اليوم تتمثل في استخدام القتلة زيّ الشرطة لتنفيذ عمليات اغتيال بدم بارد داخل البيوت. هذه الجريمة، التي تكررت أربع مرات خلال العامين الأخيرين، تضع علامات استفهام كبرى حول دور الشرطة وأجهزتها. كيف يُهان زيّها ويُستغل هويتها، فيما تقف عاجزة أو متغاضية عن ضبط المجرمين؟

جريمة القتل في عرابة ونحف فاقت كل التصور. لو أن الضحايا لم يكونوا من المجتمع العربي، لكانت الشرطة أطلقت النار على المجرمين في الشوارع، ولرأينا إجراءات سريعة وصارمة. لكن عندما يتعلق الأمر بنا، يصبح الدم العربي رخيصًا، وتُترك العائلات لتبكي أبناءها دون إنصاف.

الأدهى من ذلك، أن هناك من يسعى لإشغال الداخل الفلسطيني بقضاياه الداخلية لإبعاده عمّا يجري في الضفة وغزة، بل وحتى لزرع الفتنة بين مكوّناته. ما حدث في مدينة المغار من سبٍّ للنبي المصطفى ﷺ، وما سبق ذلك من محاولات لاستهداف كنيسة البشارة في الناصرة، ليس إلا خطوات مدروسة لإشعال نار الفتنة بين المسلمين والدروز والمسيحيين.

إن الحفاظ على نسيجنا الاجتماعي خط أحمر. رؤساء المجالس المحلية والبلديات مطالبون بدعم لجنة المتابعة العليا، والمشاركة في اجتماعاتها، والتعبير عن موقفهم بشجاعة. فهذا وقت الوحدة لا وقت المساومات.

لقد حان الوقت لنقول: كفى صمتًا. كفى تفرقة. لنحفظ وحدتنا الوطنية والاجتماعية، فهي الدرع الذي يحمي وجودنا، وهي الطريق لمواجهة المؤامرات. الوحدة الآن… قبل فوات الأوان.


بيان إلى جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني

يا جماهير شعبنا الصامد،


أمام تفاقم العنف والجريمة في الداخل الفلسطيني، وتكرار الجرائم البشعة التي تُرتكب بغطاء مريب وبأساليب تستغل زيّ الشرطة، نؤكد أن هذه ليست ظواهر فردية، بل جزء من مشروع مدروس يراد منه تهجير شعبنا عبر سياسة "التهجير الناعم"، بعيدًا عن أعين الإعلام والمجتمع الدولي.

لقد شهدنا في بلداتنا، وآخرها في عرابة ونحف، جرائم تفوق الوصف، فيما تقف الشرطة عاجزة أو متقاعسة، وكأنها خارج المعادلة. هذا الصمت وهذه اللامبالاة يؤكدان أن هناك سياسة موجهة تستهدفنا جميعًا.

الأخطر من ذلك، محاولات إشعال الفتنة بين أبناء شعبنا كما حدث في المغار، أو كما جرى سابقًا في الناصرة. هذه محاولات لضرب وحدتنا الداخلية وتفتيت نسيجنا الاجتماعي الذي كان وسيبقى خط الدفاع الأول عن وجودنا وحقوقنا الوطنية.

وعليه، فإننا:

1. ندعو رؤساء السلطات المحلية والبلديات إلى الانخراط الفاعل في اجتماعات لجنة المتابعة العليا، والوقوف إلى جانب شعبهم بلا تردد.


2. نطالب الشرطة والدولة بالتحرك الفوري والجاد للقبض على المجرمين وإنزال أشد العقوبات بهم، كما تفعل في غير المجتمع العربي.


3. نؤكد على ضرورة توحيد الصفوف بين جميع أطياف شعبنا، ورفض كل محاولات الفتنة والشرذمة.


4. نهيب بجماهير شعبنا أن تكون يقظة، وأن تتمسك بالوحدة الوطنية والاجتماعية كالسلاح الأنجع في مواجهة هذه المؤامرات.



إن دماء أبنائنا ليست رخيصة، وصوت أمهاتنا الثكالى سيبقى شاهدًا على تقاعس هذه الأجهزة.
فلنقف جميعًا وقفة رجل واحد: معًا لحماية نسيجنا، ومعًا لوأد الفتنة، ومعًا لإفشال مخططات التهجير.