.png)
كنوز نت - عدوي
ارتفاع كبير جدًا في نسبة استخدام حقن إنقاص الوزن
مقابلة مع اختصاصي حول الارتفاع الكبير في نسبة استخدام حُقن إنقاص الوزن
الدكتور محمد بدارنة، مدير قسم الغدد الصماء والسكري في المركز الطبي تسفون (بوريا): "هذه العلاجات هي أدوات مساعدة فقط ويجب تغيير نمط الحياة للحفاظ على الوزن المطلوب"
"التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في خسارة الوزن، بل في الحفاظ على الإنجازات على المدى الطويل"
"يعاني اليوم أكثر من 50% من السكان من هذه الحالة وهذا المعطى مقلق للغاية إذ تسبب السمنة وترافق الكثير من الأمراض"
تشهد بلادنا في السنوات الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا بنسبة تتجاوز 1200% في استخدام الحقن والأدوية المخصصة لتخفيف الوزن والوقاية من السمنة، حيث بلغ عام 2014 عدد المستخدمين لهذه الأدوية، وفق معطيات شركات الأدوية، نحو 15 ألف شخص، بينما قفز العدد في عام 2024 بشكل كبير جدًا ويبلغ أكثر من 200 ألف شخص – أي ما يعادل 13 ضعفًا تقريبًا. هذا التوجه نحو العلاج الدوائي يعكس تحولًا جذريًا في النظرة الطبية للسمنة، ويتزامن مع تراجع كبير في عدد عمليات تصغير المعدة. ففي حين كان يُجرى نحو 9,000 عملية سنويًا قبل 10 سنوات، انخفض العدد بنسبة تقارب 35%، ليصل إلى أقل من 6,000 عملية في عام 2023. وتبقى السمنة واحدة من أخطر وأكثر الأمراض شيوعًا في إسرائيل. ووفقًا لبيانات وزارة الصحة، بلغت نسبة انتشار الوزن الزائد والسمنة بين البالغين في عام 2022 نحو 58.6%، وتظهر النسب الأعلى في أوساط السكان العرب واليهود المتدينين الحريديم، وفي المناطق ذات الوضع الاجتماعي-الاقتصادي المنخفض. وتُعد السمنة اليوم أحد أبرز عوامل الخطر المؤدية للوفاة والإعاقة المزمنة، وترتبط بعدد كبير من الأمراض المعقدة، منها أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان، وتوقف التنفس أثناء النوم.
الدكتور محمد بدارنة، مدير قسم الغدد الصماء والسكري في المركز الطبي تسفون (بوريا)، أوضح أن "هذه الأدوية التي تؤخذ من خلال الحقن، تعمل من خلال آلية تُحاكي تأثير هرمون GLP-1 الذي يُفرز في الأمعاء بعد تناول الطعام، ويؤثر في الإحساس بالشبع، وتنظيم مستوى السكر في الدم، وإبطاء إفراغ المعدة. إلى جانب دورها في خفض الوزن، تُظهر الدراسات أن لهذه الأدوية فوائد إضافية في الوقاية من أمراض مزمنة عديدة، مثل السكري، وأمراض القلب، والكبد الدهني وغيرها".
ويضيف الدكتور محمد بدارنة: "نسبة المصابين بالسمنة وزيادة الوزن في إسرائيل آخذة في الارتفاع بشكل مقلق، إذ يعاني اليوم أكثر من 50% من السكان من هذه الحالة. خلال السنوات الأخيرة نشهد ارتفاعًا حادًا في استخدام العلاجات الدوائية، وخصوصًا الحقن، لعلاج السمنة، إلى جانب انخفاض ملحوظ في عدد العمليات الجراحية لتصغير المعدة. من وجهة نظري، هذه ظاهرة إيجابية ومدعومة طبيًا، وتمتلك قدرة حقيقية على إحداث تغيير جوهري في مواجهة وباء السمنة. الأدوية المبتكرة دخلت السوق في البلاد في وقت مبكر نسبيًا، حتى قبل العديد من الدول الأوروبية، وأصبحت متاحة لشريحة واسعة من المرضى عبر التأمينات الصحية التكميلية لصناديق المرضى. لاحظنا في السنوات الأخيرة تحسنًا متواصلًا في فعالية هذه الأدوية، حيث باتت تساهم في إنقاص ما يصل إلى 23% من وزن الجسم – وهي نتائج تقترب من تلك التي تحققها العمليات الجراحية، ولكن دون تدخل جراحي. هذه الأدوية تمتاز بانخفاض خطر المضاعفات مقارنة بالعمليات، إضافة إلى مرونتها من حيث إمكانية التعديل أو التوقف، كما يمكن استخدامها كعلاج داعم بعد العملية للحفاظ على الوزن".
وأكد الدكتور بدارنة "طرأ تغيير في النظرة إلى السمنة، التي تُعتبر اليوم بشكل متزايد مرضًا مزمنًا له آثار صحية وجسدية. هذه الأدوية لا تقتصر على إنقاص الوزن فحسب، بل تساهم في تحسين جودة الحياة، تقليل أمراض القلب، خفض نسبة المضاعفات مثل الكبد الدهني والالتهابات المزمنة، تقليل عدد حالات الدخول إلى المستشفى، وتقليل معدلات الوفاة. الارتفاع في استخدام الحقن لعلاج السمنة هو تطور إيجابي. لأول مرة أصبح لدينا أداة قوية تستند إلى الأدلة، تمكّن عددًا كبيرًا من المرضى من خسارة الوزن بشكل ملموس، وتحسين المؤشرات الصحية وتقليل المضاعفات –دون الحاجة إلى الجراحة. نحن نتحدث عن تحول في المفاهيم والعلاج وفي التعامل مع مرض مزمن معقد وصعب".
وفي الوقت ذاته، حذر من التوسع في استخدام الأدوية، وقال: "التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في خسارة الوزن، بل في الحفاظ على الإنجازات على المدى الطويل. هذا يتطلب التزامًا بالعلاج، متابعة مستمرة، وتغييرًا في نمط الحياة، ويجب أن ندرك أن الدواء هو أداة مساعدة وليس حلاً سحريًا، حيث هناك من يتوقع نتائج سريعة ودراماتيكية دون تغيير نمط حياتهم، وهذا غير صحيح".

27/07/2025 03:19 pm 323