كنوز نت - بقلم الكاتب والفنان : سليم السعدي


دولة تسرق حياة مواطنيها: حين يصبح الهواء خاضعًا للضريبة
بقلم الكاتب والفنان : سليم السعدي

العنوان الفرعي:
في زمنٍ تغيب فيه العدالة، تتحول الدولة من راعية للمواطن إلى جابية تنهش حقوقه وتثقل كاهله باسم القانون والنظام.
نص المقال:
في زمنٍ لم يعد فيه للإنسان ملاذٌ إلا ذاته، تتجسد أبشع صور الاستبداد في دولٍ تسرق حياة مواطنيها لا بالسلاح، بل بالضرائب. ضرائب على الماء الذي هو حق لكل كائن حي، على الهواء النقي الذي يدخل الرئة بتلقائية، وعلى الجهد البشري الذي يُفترض أن يكون بوابة للكرامة لا عبوديةً مقنّعة.
تفرض الدولة الحديثة – أو لنقل "الدولة الجبائية" – على مواطنيها ضرائب تكاد تشمل كل لحظة من لحظات حياتهم: ضرائب على الرواتب، على الطعام، على الكهرباء، على التعليم، على الدواء، على السكن، بل حتى على الموت! وكأنها تقول لك: "أنت لا تملك نفسك، نحن نملكك، ونحاسبك حتى على أنفاسك".
أليس من المعيب أن تتحول الدولة من حاميةٍ للمواطن إلى سارقةٍ لحقوقه؟ أليس من العار أن يُجلد المواطن باسم القانون كل يوم على مذبح الميزانيات المثقوبة والسياسات الفاسدة؟
نحن نعيش في دولٍ لا تنتج، بل تمتص. دولٍ لا تحكم بالعدل، بل تُخضع بالقوانين الجائرة. دولٍ تسلب منك ماءك وهواءك وعرق جبينك، ثم تطلب منك أن تشكرها على الأمن والاستقرار!

ولكن، إلى متى؟
إلى متى سيظل المواطن يئن تحت وطأة "الشرعية الجبائية"؟
وإلى متى ستظل الدولة تفترس أبناءها وتسمّي ذلك "تقدُّمًا" و"إصلاحًا"؟
إن لم تكن هذه سرقة للحياة... فما هي السرقة إذًا؟