
كنوز نت - بقلم: الكاتب الفنان سليم السعدي
ازدواجية المعايير الأمريكية: ديمقراطية بنكهة الحزبين فقط
بقلم: الكاتب الفنان سليم السعدي
طالما تباهت الولايات المتحدة الأمريكية أمام العالم بأنها منارة الديمقراطية، مطالبة دول الأرض بإنشاء أحزاب متعددة والانفتاح على التعددية السياسية. ولكن حينما يُطرح داخل حدودها سؤال بسيط عن إمكانية تأسيس حزب ثالث، يتحول الموقف إلى سخرية واستهزاء!
هذا ما حصل تحديدًا حين فاجأت صحفية أمريكية الرئيس السابق دونالد ترامب بسؤال مباشر:
"هل سمعت أن إيلون ماسك يفكر في تأسيس حزب ثالث في أمريكا؟"
جاء رد ترامب مرتبكًا وساخرًا، معتبرًا الفكرة "سخيفة"، زاعمًا أنه حقق نجاحًا باهرًا مع الحزب الجمهوري، وأن الحزب الديمقراطي "ضل الطريق"، مشيرًا إلى أن إنشاء حزب ثالث سيزيد من ارتباك النظام السياسي الأمريكي "القائم فقط على حزبين"، بحسب تعبيره.
والسؤال هنا: أي ديمقراطية هذه التي ترتعد من فكرة حزب ثالث؟
إذا كانت أمريكا تصرّ على إقناع الشعوب الأخرى بالتعددية الحزبية وتراها دليلًا على نضج النظام السياسي، فكيف تبرر تمسكها بنظام ثنائي يحتكر السلطة، ويغلق الباب أمام أي صوت مستقل أو ثالث؟
في إسرائيل — التي تصفها واشنطن بـ"الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" — نجد أكثر من 18 حزبًا ممثلًا في البرلمان، مع كل ما في تلك التجربة من تناقضات وانقسامات داخلية، ومع ذلك لا تُستهجن الفكرة كما تُستهجن في الداخل الأمريكي.
إنه النفاق السياسي في أوضح صوره: ديمقراطية تُفرض على الشعوب، وتُقيد في الداخل بقيود غير معلنة.
وربما آن الأوان للعالم أن يراجع من يمنحه شرعية الحديث عن الديمقراطية.
07/07/2025 09:59 am 49