أين الدور المصري وهل ماتت العروبة ؟
بقلم عادل شمالي
في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة التي تشهدها بعض دولنا العربية في السنوات الأخيرة من صراعات وحروب دامية وأخطار تهددها بالتفتت والانقسام إلى دويلات او كونفدراليات، تأتي بنتائج سلبية وهدامة على وحدة الأمة العربية وعلى شعوبها ما إن استمرت الحروب والصراعات لا قدر الله وخاصةً إن تحولت الحرب لحرب طائفية سنية شيعية، الأمر الذي لا يحمد عقباها وهذا ما يريده أعداء الأمة العربية.
يتساءل متابعون من شبابنا العربي القومي عن غياب الدور المصري، الدور الذي يجب أن يكون حاضراً وبقوة وخاصةً فيما يجري على ساحاتنا العربية، فلمصر وزنها الدولي والإقليمي الذي لا يستطيع أحد ان ينكره.
فأين هذا الدور اليوم يا ترى؟ ولماذا هذا الغياب؟ هل الأسباب هي اقتصادية، أم دينية ؟ أم تتأثر بضغوطات ربما عربية خليجية أو أمريكية وغربية؟
مصر أم العروبة، هذا ما كان يُطلق عليها، مصر جمال عبد الناصر، مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بالتحرك السريع لأنقاذ ما تبقى من بعض الكرامات في بعض البلدان العربية ولتوحيد الصف ومحاربة الإرهاب واجتثاث السرطان المستشري بهذه الأمة، مصر العرب على قادتها ألا تبيع الأمة رخيصةً لقوى الشر والفكر الظلامي الذي يضخ بكل ما لديه من مال وعتاد وفتاوى لضرب الأمة العربية والإسلامية التي لا تؤمن بهذا الفكر.
يجب على قادتها أن تتحرك قبل فوات الأوان والعمل على مساعدة هذه الدول عسكريا، اقتصادياً وسياسياً من أجل طرد قوى الشر التي فتكت بهذه الدول ودمرت هذه البلدان وشردت أهلها منها.
ونتسأل أيضاً، أين دور مصر يا ترى ولماذا هذا الدور مغيب او إن كان موجوداً فهو خجولاً نوعاً ما؟؟
فالشباب العربي يعترف إن لمصر دوراً تاريخياً، كانت تلعبه على مر العصور وقوة مؤثرة إقليمياً وعالمياً وبالأخص في البلدان العربية، فمقر الجامعة العربية في القاهرة والأمين العام للجامعة هو مصري الجنسية مع تحفظي على دور الجامعة العربية الضعيف في الفترة الأخيرة، والسبب في ذلك يعود للانتكاسات المتتالية التي حلت بها بفترة تولي السيد نبيل العربي الأمين العام لها من جهة ومن جهة أخرى ما اشيع لاحقاً عن سيطرت بعض دول الخليج العربي عليها بما لهم من تأثير مالي واقتصادي وطرد سوريا الدولة العضو المؤسس في الجامعة العربية.
ان تخلي مصر عن دورها التاريخي في قيادة الأمة العربية سيؤدي إلى ضعف مكانتها الإقليمية والعالمية ويزيد من التفكك في الوحدة العربية وستكون لهذا الأمر تداعيات سيئة بالنسبة للشعوب العربية وللمنطقة بكاملها.
وربما يسأل مراقبون ومحللون سياسيون، ألم ير الرئيس السيسي والحكومة المصرية ما يجري من اجتماعات ولقاءات وتحالفات على مستوى المنطقة والعالم؟ ألا ترى القيادة المصرية زيارة أو ردغان الرئيس التركي إلى روسيا والتقارب من جديد؟
أو لربما لم تر القيادة المصرية التقارب الإيراني التركي الروسي والتحضير إلى تحالفات جديدة في المنطقة لحلحلة الأوضاع في سوريا ومحاربة الإرهاب والتصريحات التركية التي تراجعت نوعاً ما بما يخص الوضع السوري والمطالبة بوحدة الأراضي السورية والعراقية؟
لذلك أعتقد أن لمصر دوراً هام على كل الساحات اٌلإقليمية والعالمية ويجب أن يعود هذا الدور أقوى مما كان عليه سابقاً ولعمل على وحدة الصف العربي وطرد الإرهاب تحقيق السلام العادل بين جميع شعوب المنطقة.
17/08/2016 09:32 pm