كنوز نت - بقلم: رانية مرجية


“نتنياهو… باقٍ ويتمدد، مثل ورم خبيث في خاصرة الشرق الأوسط!”
بقلم: رانية مرجية
كلما قلنا خلص، انتهى عهد بيبي، سمعناه يطلّ من الشاشة مُبتسمًا كأنّ شيئًا لم يكن، كأنّ القضاء لم يفتح له أبوابه، كأنّ المجازر في غزة لا تعنيه، وكأنّه المسيّا الموعود الذي لن يأتي غيره.
تخيلوا يا ناس، حتى الساعات الرملية بدأت تتآمر علينا، تقلب الحَبّ ببطء كي تمنحه مزيدًا من الوقت للجلوس على كرسي لا يليق إلا بالطغاة. قلنا حكومة وحدة؟ قال حاضر. قلنا فساد؟ قال مؤامرة يسارية. قلنا تحقيق؟ قال اضربوا إيران، واهجموا على رفح، علّ الدم يغسل وجهه من العار.
الرجل – عفوًا، الزعيم المخلّد – صار يشبه فراشة الليل، كلما ظننا أنّ النور سيطفئه، ازداد التصاقًا بالظلام. يجيد الرقص على جثث الأطفال، ويستمتع بإلقاء خطب النصر على أنقاض البيوت. كيف يغادر؟ ومن سيأمن أن يُحاكمه؟ القضاء عنده مجرد ديكور، والمعارضة إكسسوار ديمقراطي.
المضحك المبكي؟ حتى حلفاؤه تعبوا منه، يخرج لهم من تحت الوسادة في الليل، ويوقّع قرارات مصيرية في الفجر، ثم ينكرها في الظهر. لا هو سياسي، ولا عاقل، ولا حتى شيطان منظم. هو حالة مستعصية، كأنّ إسرائيل نفسها عاجزة عن طرده، كما عجز الشيطان عن طرد إبليس!

بنيامين نتنياهو، خبير الهروب من العدالة، ملك الالتفاف على الأخلاق، رجل المرحلة، والمرحلة القادمة، والمرحلة التي بعدها، وربما حتى بعد خراب الكنيست الثالث والعشرين. باقٍ مثل الإعلانات في شوارع تل أبيب، يضحك علينا جميعًا ونحن نحترق.
لكن لا تقلقوا، فمثلما تسقط التماثيل في لحظة، سيسقط هو أيضًا، ربما على يد زوجته، أو بسبب مرآة نسي أن ينظفها، أو لأن صوته أخيرًا لم يصدّقه أحد. حتى التاريخ، يا بيبي، سيكتب اسمك في الهامش، بقلم مكسور، وتنهيدة طويلة