كنوز نت - بقلم: رانية مرجية


صديقتي سامية عرموش… يا نغمةً لا تخبو
بقلم: رانية مرجية
صديقتي،
يا نغمةً لا تخبو،
يا سكينةً تسكنُ قلبي حين يعصفُ المساء،
يا دفءَ كفٍّ لم تهتزّ،
حين ارتجفتِ الحياةُ من حولي.
خمسةٌ وعشرونَ عاماً
والزمنُ يبدّلُ وجوهَه،
وأنتِ كما أنتِ،
قنديلُ محبةٍ لا ينطفئ،
وزمالةٌ تُروى بعرقِ الصدق،
لا تُشترى، لا تُستعار.
كم مرّةً
تقاسمنا صمتًا أبلغَ من الكلام،
وكم مرّةً
ضحكنا حتى نسينا وجعَنا،
فكنتِ مرآتي حين تهشّمتُ،
وصوتي حين بَحَّ الحرف.
صديقتي،
أيتها التي حفظتِ أسراري كما تُحفظُ صلاة،
وأغمضتِ عينيكِ حين تعثّرتُ،
لا لتريحي نفسكِ، بل لتثقِي بي أكثر.
ما بيننا
ليس حكايةَ نساءٍ،
بل عهدٌ لم يُكتبْ،

ونسغُ وفاءٍ يمرُّ في جذورِنا
كما تمرُّ الدماءُ في الشرايين.
أنتِ ظلِّي حين تكثرُ الوجوه،
ونسغي أنا وأنتِ
لهذا الصمت العميق بيننا،
الذي لا يخذل.
يا سامية،
يا توأمَ صدقي،
في زحامِ المتغيّرين
كنتِ الثابتة،
وفي موسمِ الجفاف
كنتِ المطر.
فكيف لا أكتبكِ قصيدةً؟
كيف لا أناديكِ أختَ الضوء،
وأمّ الحنان،
وصديقةَ الحبر حين يتيهُ في الزيف؟
إلى سامية عرموش،
صديقتي منذ ربع قرن،
كما لم تكن صداقةٌ قط