الجيش الاسرائيلي ينشيء وحدة اعلامية موجهة للفلسطينيين والعرب .. ماهي أهدافها؟


أنشأ الجيش الإسرائيلي مؤخرا وحدة جديدة تهدف متابعة الفلسطينيين والعرب مواقع التواصل الاجتماعي أسماها "وحدة الإعلام الجديد"، ستضاف إلى وحدات أخرى كان أنشأها الجيش منذ سنوات عديدة سابقة وتقوم بمهام مماثلة.

وظهرت الوحدة الجديدة عقب الهبة الشعبية الفلسطينية، وجاءت في محاولة للتعرف على "دوافع منفذي العمليات ضد إسرائيل"، وخصوصا عمليات الطعن، ومن اجل الحصول على معلومات استخبارية مسبقة عن أي شخص قد يفكر في تنفيذ عملية ضد إسرائيليين.

ما هي وحدة الإعلام الجديد ؟

بحسب الصحفي أنس أبو عرقوب الباحث في الشؤون الإسرائيلية فإن الوحدة الجديدة تتبع "مركز عمليات الوعي" وهو قسم في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال (أمان)، وهذا المركز "متخصص في إدارة الحرب النفسية ضد الأعداء، ومعظم نشاطات هذه الوحدة سرية للغاية". أما عناصرها كما يوضح أبو عرقوب فهم أشخاص تم تدريبهم وتأهليهم منذ سن مبكرة، لإجادة اللغة العربية، واللهجات الفلسطينية المحلية، والعربية، عدا عن معرفتهم المعمقة بالثقافة الفلسطينية والعربية والإسلامية.

ما هي أهداف هذه الوحدة؟

تعتمد هذه الوحدة في عملها كما يقول أبو عرقوب على الانترنت ومواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، وذلك من أجل مخاطبة الفلسطينيين بطرق حديثة. وتهدف في جوهر عملها إلى استغلال الاختلافات السياسية في المجتمع الفلسطيني، عبر بث أنباء في الصحف المحلية والعربية، لخلخلة هذا المجتمع، وكَي الوعي عنده، كما تعمد لتضخيم القدرات العسكرية الإسرائيلية، وكذلك تصوير أجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية بأنها لا تقهر، وقادرة على ملاحقة المطلوبين في أي مكان، وفي كل زمان.

كيف تعمل وحدة الإعلام الجديد؟

تستخدم هذه الوحدة وأخواتها المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي المتعددة في عملها، إضافة إلى استغلال الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين، كالحاجة لتصاريح العمل في إسرائيل، أو العلاج داخل المستشفيات الإسرائيلية، حيث تحاول استدراج بعضهم وتجنيدهم كعملاء لها.

واشار أبو عرقوب الى أن عناصر هذه الوحدات ينشؤون حسابات وهمية على مواقع التواصل، للوصول إلى الفئة المستهدفة، وأن هذه الحسابات الوهمية تستخدم لنشر الإشاعات، وإثارة الفتنة بين الفصائل الفلسطينية، والنعرات بين أبناء الشعب الفلسطيني.

ويقود الحديث عن هذه الوحدة وعملها، الذي يرتكز على الإنترنت ووسائل التواصل الجديدة، الى وحدات أخرى تستغل هذه الوسائل للتواصل مع الفلسطينيين، حيث ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الصفحات التي تتبع لمؤسسات مختلفة في دولة الاحتلال، لعل أبرزها صفحة الناطق باسم جيش الاحتلال (أفيخاي أدرعي) علی الفيسبوك، وصفحة "المنسق" الناطقة بلسان ما يسمى قائد "الإدارة المدنية" في جيش الاحتلال اللواء (يوآف مردخاي)، وصفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" التابعة للحكومة الإسرائيلية، وصفحة "رئيس الوزراء الإسرائيلي"، إضافة لصفحة "أوفير جندلمان" المتحدث بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، وغيرها العديد من الصفحات، التي وبنظرة سريعة عليها، يتضح أنها متابعة من آلاف الفلسطينيين والعرب، الذين يتفاعلون بشكل كبير مع منشوراتها المختلفة.


ويقول الخبير في مواقع التواصل الإجتماعي أحمد بركات بأن "الهدف من وراء هذه الصفحات والمواقع هو فتح الحدود الإسرائيلية للشباب العربي إلكترونيا لتوصيل وجهة النظر الإسرائيلية لهم بأبسط وأسرع طريقة ممكنة".

واضاف "محتوى هذه الصفحات أو المواقع من الصور والفيديوهات المختلفة، يصب في تقريب وجهة النظر الإسرائيلية مع الشباب العربي من خلال نشر المحتوى الذي يعمد لأن يكون ضمن يومياتنا كعرب، كالتهنئة بأيام الجمَع أو الأعياد الإسلامية والمسيحية، أو قد يكون طابع المحتوى في بعض الأحيان اباحيا لجذب الشباب لتلك المواقع. وبينَ طيّات هذه الأخبار أو المنشورات نجد المحتوى او الهدف الأساس من إنشاء هذه المواقع أو الصفحات، وهو إبراز الصورة الإسرائيلية لكل الأحداث المحيطة بنا".

ويحذر بركات من أن "الخطورة في هذه الصفحات أو المواقع تكمن في محتواها بالدرجة الأولى، كغزو ثقافي حديث للشباب العربي يدخل إلى كل منزل عربي دون أي تدخل او رقيب، والصفحات هذه مليئة بالمعلومات المغلوطة أو المضللة التي يوَد منها طلاء الشحم بالعسل، وهدفها الرئيسي هو تبرير أي عمل تقوم به إسرائيل أو التضخيم من أي عمل يحدث في المنطقة لتشويه صورة القضية الفلسطينية وإبرازها كإرهاب أو رجعية".
ويتفق بركات مع كلام أبو عرقوب حول أن الكثير من المعلقين على هذه الصفحات، هم أشخاص يدعون للمقاومة أو لقتل اليهود، وإن دخلنا لنقرأ أي تفاصيل عنهم، سنجد أن ملفاتهم الشخصية فقط تتحدث عن المقاومة وتكون بأسماء وهمية أو جهادية، وهي تكون في معظم الأوقات مدسوسة من إسرائيل لاستعطاف الشباب المندفع لها وبالتالي الوقوع في الفخ.

وقد يدفع الفضول في كثير من الأحيان بعض المواطنين للدخول إلى هذه الصفحات لمتابعة محتواها، وربما حتى الإعجاب بها.

ويشير بركات الى ان الغاية الرئيسة من هذه الصفحات تكمن في تبرير اعمال الاحتلال العدوانية وهو هدف يتحقق من خلال تفاعل البعض مع هذه الصفحات ايا كان طابعه موضحا ان التفاعل معها سواء كان ايجابيا او سلبيا من خلال توجيه الشتائم يزيد من قوة هذه الصفحات، لأن الفيسبوك لا يميّز بين التفاعل الإيجابي والسلبي، وبالتالي فان توجيه الشتائم يعتبر نوعا من التفاعل بالصفحة ويزيد من إظهار محتوى تلك الصفحات لمزيد من الناس.

"القدس" دوت كوم-