كنوز نت - الطيبة - بقلم : ياسر خالد


إذا دخل الثور إلى القصر، فلن يصير ملكًا، بل يتحول القصر إلى حظيرة

الحكمة في هذه العبارة عميقة جدًا، فهي ليست مجرد كلمات بل تصوير بليغ لحقيقة لا تتغير: المكان لا يصنع الإنسان، بل الإنسان هو الذي يحدد قيمة المكان.
 فلو وضعت شخصًا جاهلًا في منصب رفيع، فلن يجعله ذلك حكيمًا أو عادلًا، بل على العكس، قد يُفسد المنصب كما تُفسِد الأوساخ القصر الفاخر إذا لم يُراعَ نظافته.

الجوهر أهم من المظهر

كثيرون يعتقدون أن تغيير المظهر أو امتلاك السلطة سيجعلهم أشخاصًا مختلفين، لكن الحقيقة أن الإنسان يبقى كما هو مهما تغيرت الظروف حوله، إلا إذا عمل على تطوير ذاته وعقليته.
 فالشخص الذي يفتقر إلى القيم والمعرفة لن يصبح قائدًا ناجحًا حتى لو جلس على عرش ملكي، بل قد يُحوّل كل شيء من حوله إلى فوضى، كما يُحوّل الثور القصر إلى حظيرة بمجرد دخوله.

أمثلة من الواقع

لو نظرنا إلى التاريخ، سنجد العديد من الأمثلة التي تُثبت صحة هذا المثل. قادة جهلاء وصلوا إلى السلطة فتحولت بلادهم إلى ساحات فوضى وفساد، لأنهم لم يكونوا مؤهلين للحكم.
 وعلى العكس، هناك أشخاص بسطاء تسلموا المسؤولية، فأحدثوا تغييرًا هائلًا بسبب حكمتهم ورؤيتهم الواسعة.


المظهر لا يكفي، الجوهر هو الأساس! لا تجعل المكان يصنعك، بل كن أنت من يصنع المكان. 
فالملابس الفاخرة لا تجعل الجاهل حكيمًا، والمنصب العالي لا يجعل الفاسد نزيهًا.

 الحكمة في القيادة، لا في الكراسي! عبر التاريخ، رأينا قادة غير مؤهلين حوّلوا أوطانهم إلى ساحات فوضى، وآخرين بسطاء صنعوا أمجادًا لأنهم امتلكوا الرؤية والعقل الراجح.

 التغيير يبدأ من الداخل! إذا أردت أن تعيش في قصر حقيقي، فكن أنت الشخص الذي يليق به.
 طوّر نفسك، ارتقِ بأخلاقك، واجعل قيمك أعظم من أي منصب تصل إليه!

الرسالة الحقيقية

إذا أردت أن تعيش في قصر حقيقي، عليك أن تكون أنت شخصًا يليق بالقصر، لا مجرد دخيل يحوّله إلى فوضى. 
لا تجعل المكان يصنعك، بل كن أنت الذي يصنع قيمته!