تعيين د. نضال مهنّا من أم الفحم رئيسا لوحدة أمراض الرقبة والرأس لمرضى السرطان في مستشفى إيخلوف
ينتمي الطبيب نضال مهنا إلى عائلة فحماوية معروفة، وأسرته الصغيرة مكونة من 6 أفراد. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة ابن سينا، والمرحلة الثانوية في أم الفحم الشاملة، وقد أتاح له تفوقه التعليمي الفرصة في دراسة الطب، فأنهى اللقب الأول في تخصص الأنف والأذن والحنجرة في جامعة القدس العبرية.
لكن الطموح لم يتوقف عند هذا الحد، فكان اللقب الأول بداية ناجحة لتحقيق قائمة من الطموحات الإنسانية. ففي عام 2012 سافر إلى كندا للعمل في أكبر قسم مختص في العمليات الجراحية للرأس والرقبة على الصعيد العالمي، وعمل طبيبا جراحا مدة 4 سنوات في مدينة تورنتو، وهناك حظي بمحبة واحترام الجميع، إضافة إلى اكتسابه خبرة كانت كفيلة بدفعه إلى الأمام قفزات.
ويتحدث د. مهنا عن القسم الذي عمل فيه جراحا لسنوات وهو قسم يعالج كل الأورام السرطانية في الرأس والرقبة ومشاكل الغدد فيهما، إضافة إلى جميع أمراض الأنف والأذن والحنجرة، علما أن هذا التخصص نادر في البلاد. ونظرا لأهميته تلقى أكثر من عرض من أكثر من مستشفى خارج البلاد فاختار التوجه إلى كندا مصطحبا معه زوجته وأولاده.
يعتبر د. مهنا أول طبيب عربي ينهي لقبه في تخصص، معالجة الأورام السرطانية في منطقتي الرقبة والرأس، وأمراض الغدة الدرقية، وأمراض فوق الدرقية، والغدد اللعابية وجميع الأورام في الجهاز التنفسي؛ البلعوم والحنجرة والفم.
ويقول د. مهنا إن ما يميز هذا التخصص هو العمليات المعقدة التي ترافق مرحلة العلاج، مشيرا إلى أن بعض العمليات الجراحية تستمر لأكثر من 10 ساعات، خاصة عند الحديث عن أورام سرطانية حديثة، حيث تزرع في الرأس أنسجة تؤخذ من مناطق مختلفة من الجسم كالكتف والفخذ والرجلين، لتغطي التشويه الذي سببته العملية المعقدة، ويشمل العلاج أيضا عمليات "روبوتيكا"، حيث يستعمل فيها الرجل الآلي المنظار والإشعاع الكهرومغناطيسي لاستئصال الأورام السرطانية في منطقة الرأس.
وقد جاء هذا التعيين بعد جملة من العروض من المستشفيات في البلاد، والتي كانت قد اطلعت على نجاحه في المستشفى الكندي، ليقرر أخيرا أن يحط في بلاده، وأن يوقع اتفاقية العمل مع مستشفى إيخلوف.
يجري د. مهنا أسبوعيا عمليات جراحية لمعالجة الأورام السرطانية تتواصل أحيانا لساعات طويلة، لكنه يؤكد أن الجهد والإعياء الذي يرافق العمليات الجراحية لا يساوي شيئا أمام النتائج الإيجابية التي يحصل عليها بعد إجراء العملية بنجاح .
واضاف د. مهنا في حديثه عن أبرز الأمراض التي يواجهها كطبيب قائلا إنها تتعلق بالجهاز التنفسي التنفس، كالربو والحشرجة والالتهابات عند الأطفال، ومشاكل اللوزتين، التي غالبا ما يعاني منها الأطفال، كذلك فإن أكثر المشاكل التي يواجهها البالغون فيما يخص منطقتي الرقبة والرأس، هي توقف التنفس وصعوبة النوم، ومشاكل في الجيوب الأنفية، ومشاكل التنفس من الأنف، والشخير والحشرجة، وأمراض الغدتين الدرقية والليمفاوية، وأمراض غدد اللعاب وأمراض الفم والبلعوم، وسائر الأورام السرطانية التي يواجهها البالغون .
وحذر د. مهنا من شرب الكحول والتدخين المستمر، لأن من شأن ذلك أن يسبب الإصابة بأورام سرطانية خبيثة، مؤكدا على أنها من أهم مسببات مرض السرطان .
وعن أسباب تفاقم أمراض اللوزتين لدى الأطفال يقول د. مهنا إن قسما من الإصابات يكون وراثيا والقسم الآخر تحدد أسبابه بعد الفحص.
وبدا د. مهنا متحمسا لدى الحديث عن نظرته المستقبلية، فقال إنه يخطط لإقامة عيادة في تخصص "أورام الرأس والرقبة" في أم الفحم وقال: "منذ كنت صغيرا أم الفحم قدمت لي الكثير، سواء بدعم أهلها، أو حتى لمجرد أنها احتضنتني فكانت نعم البلد، وأنا كابن هذه المدينة الطيبة أظن أنه قد حان الوقت لأرد لها الجميل".
الصنارة
14/08/2016 11:02 am