حلب ستالينغراد ستنتصر
يقلم :عادل شمالي
لست أدري إن كان التاريخ يعيد نفسه فهذه حلب ستالينغراد سوريا حصينة قوية بجيشها وأهلها، تحارب الغزاة والإرهاب نيابة عن العالم وليس بالصدفة أن تحدث المعارك الحامية الوطيس في تفس الشهر تقريبا، إن لم يكن هو التاريخ التي دارت به معركة ستالينغراد والتي بدأت في ” 23 أغسطس 1942م واستمرت إلى 2 شباط "فبراير" 1943 م ”.
كانت معركة ستالينغراد من أبرز المعارك في التاريخ، حيث نتج عنها الخسائر الفادحة بالجيش الألماني ومن لف لفيفه، ويمكن القول بأنها تعد من أكثر المعارك حسما من الناحية الاستراتيجية في الحروب كلها، فهي كانت نقطة تحول في لحرب العالمية الثانية.
وتميزت هذه المعركة بالخسائر الهائلة بالسكان المديين نظرا لكثافة الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الألمانية وحلفاؤها على المدينة.
وها نحن نرى اليوم الهجمات المتتالية التي يشنها المرتزقة المدعومين خليجياً وبعض الدول الغربية والعربية وتركيا حيث يمر منها الإمدادات كما صورت بعض وسائل الإعلام وبشهادة وسائل إعلام، تتبع للمعارضة التركية.
يقود هذه العناصر المسلحة رجل سعودي يدعي المحسين الذي يعلن عن استعداده ان يقتل الآلاف في سبيل فك الحصار عن مجموعاته الإرهابية التي حاصرها الجيش السوري مؤخراً.
مع كل هذا الضخ الإعلامي وامداد المسلحين بالعتاد والأفراد، يصمد الجيش السوري بمؤازرة حلفاؤه بتغطية جوية سورية روسية مشتركة.
هذه الحرب على حلب تعد من أعنف الحروب في هذا القرن والتي تستعمل بها كافة أنواع الأسلحة بمشاركة دول عديدة بغالبيتها تدعم الإرهاب تحت اسم المعارضة المعتدلة وهل يعقل أن في القانون الدولي المعارضة تحمل السلاح بدعم دولي وإقليمي، يحاربون حكومة شرعية منتخبة وعضو في مجلس الأمن الدولي؟؟؟؟؟
ورغم كل هذا الدعم الدولي لما يسمى معارضة معتدلة كما يطلقون عليها وعلى الرغم من أنهم صنفوها إرهابية كجبهة النصرة وداعش وغيرها من جماعات مسلحة، يحاربونها بالشكل ويدعمونها في المحافل الدولية بطريقة غير مباشرة على أرض الواقع.
فكلما اشتد الخناق على هذه المجموعات، تتعالى الأصوات من قبل الدول الداعمة لهم بوقف إطلاق النار لدواعي إنسانية، يحاولون الضغط على الدولة السورية عبر الحليف الروسي وقد نجحوا في معظم الحالات.
وفي اعتقادي واعتقاد الكثير من المحللين السياسيين والمراقبين لما يجري في سورية كان بالأحرى على الجانب السوري أي الجيش السوري عدم التوقف على محاربة الإرهابيين لأن قبولهم بالهدنة للأيام في بعض الأماكن والحالات كان لاستعادة الإرهابيين النفس وتلقي الإمدادات والعتاد لمواصلة الحرب ضد الدولة والنظام السوري وهذا ما تبين مؤخرا حسب وسائل إعلام متابعة لما يجري على الساحة السورية.
تتعالى اليوم الأصوات في مجلس الأمن وخاصة المندوبة الأمريكية تطالب بوقف إطلاق النار في حلب لدواعي إنسانية وإصلاح خطوط الكهرباء وايصال المياه والمساعدات إلى بعض الأحياء في المدينة.
وفي اعتقادي كما هو العادة في كل مرة عند تشديد الخناق على المسلحين، تتعالى هذه الأصوات مطالبةً بوقف أطلاق النار أو بهدنة لعدة أيام، لكن أظن "ان المؤمن لا يلدغ من جحر الأفعى مرتين" فكفى هذا النفاق المبرمج والانصياع لمثل تلك القرارات. فالقانون الدولي يشرع محاربة الإرهاب أينما كان حتى أستأصله.
حلب ستلينغرد ستنتصر إذا استمر الجيش السوري باستنزاف المسلحين ومجابهتهم بشتى الوسائل وسيكون النصر في حلب التي ستكسر عنفوان الإرهاب ومموليه، كما كسرت ستالينغراد الجيش الألماني بصمود الجيش الروسي وحلفاؤه آنذاك وستكون معركة حلب نقطة تحول في الحرب على الإرهاب وسيكون شهر آب أغسطس الشهر الذي سيخلد التاريخ به انتصار سوريا على الإرهاب؟
وكيف نفسر إذاً التحول التركي والمصالحة مع روسيا؟ وتصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الذي رجح أن تكون هناك تغيرات في الملف السوري وأن تركيا ستعيد تركيا لصفر مشاكل مع جيرانها؟ فلننتظر وإن غدٍ لناظره قريب.
10/08/2016 11:31 am