طرعان : لقاء مع رقية سعيد عدوي وللثقافة عنوان
حاورها :ياسر خالد
رقيّة سعيد عدوي من طرعان، شابة هادئة وداخلها بركان .. هادئة بمظهرها وسلوكها وتصرفاتها ولكن بداخلها طاقة أدبيّة تصل حدّ مخزون البركان ..نتحدّث اليوم عن شابة سبقت أقرانها لتنافس الجهابذة وأصحاب الألقاب الكبيرة ...هي متواضعة وفخورة ولم تقارن نفسها بأحد ..لكن من يرى الانجازات التي حقّقتها ولا تزال تسعى يظن أنّه جالس مع سيدة مضى عليها عقود من الزمن في القراءة والاجتهاد ...إلّا أنّه أحيانًا نلتقي بأشخاص يقدرون معنى الاسم الذي يحملون منذ صغرهم فيكبرون ويثبتون أنهم كبار ...
أهلًا بك رقية : عرفينا عن نفسك ؟
أهلًا بكم .. رقيّة سعيد عدوي من بلدة طرعان وأبلغ من العمر 22 عامًا .
ما هو تحصيلك الأكاديمي وهل ستكملين الطريق؟
أنا أحمل اللقب الأوّل في اللغة العربيّة ودراسات تاريخ الشرق الأوسط، بالإضافة طبعًا لشهادة تدريس في اللغة العربيّة.
بدأت كذلك باللقب الثاني في قسم دراسات تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا، حاليًّا أعمل على إعداد مسوّدة مقترح رسالة الماجستير.
بإذن الله سأُكمل الطريق وإلّا لما بدأت.
منذ متى اكتشفت شغفك للادب واللغة ومن دعمك ؟
بداية البدايات كانت من أيّام الطفولة، التي فيها دأبت أُمّي على قراءة القصص لنا قبل النوم، كنت أشعر دومًا أنّ ما يحدّث من حولنا هو سلسلة خفيّة من القصص التي لا تنتهي وكانت أُمّي هي الداعم الأوّل ولم تتوانى للحظة عن دعمي أو تشجيعي.
وكنت جدًّا فعّالة في فعاليّات طابور الصباح في المدرسة الابتدائية الأمر الذي صقل مهارات الإلقاء والخطابة وعزّز من ثقتي بنفسي أكثر.
نقطة التحوّل في حياتي والتي كانت السبب في اختياري لهذه المواضيع للدراسة الأكاديميّة وهي الملازمة للنَفَس في كلّ ما أكتب.. احتلال العراق وسقوط بغداد أمام ناظري وكنت وقتها ابنة العشر سنوات… سقوط بغداد فجّر فتيل الغضب في داخلي الأمر الذي انعكس شغفًا على قلمي.
ماذا تعني لك اللغة العربية ؟ كيف ترين اللغة اليوم في المجتمع على جميع الأصعدة؟ .
لا شكّ أنّ اللغة العربيّة هي آخر معاقلنا الحضاريّة في البلاد، وهي أحد أهمّ وأبرز مركّباتنا الهوّياتيّة، الثقافيّة والقوميّة وهي المركّب المشترك الجامع لنا بكل أطيافنا السياسيّة ومشاربنا الاجتماعيّة واختلافاتنا الثقافيّة ولا بدّ لنا من الحفاظ عليها والتمسّك بها قدر الإمكان.
أعتقد أنّنا بحاجة أكثر اليوم للتمسّك بها والدفاع عنها وأنْ نحاول قدر الإمكان التحدّث بها وعدم عبرنتها واستخدام كلمات من العبريّة أو الإنجليزيّة في معرض حديثنا مع بعضنا البعض. وضعها اليوم في البلاد ليس بأفضل وضع أو حال لذلك أعتقد أنّ المسؤوليّة جماعيّة والتقصير مشترك !
حيفا بين درويش وبلفور ...هل كتبت رقية قبل وبعد للناس وماذا ؟
حيفا بين درويش وبلفور، هي قصّتي القصيرة التي فازت مؤخّرًا بالمرتبة الأولى عن جامعة حيفا في مسابقة مؤسسة أرديتي الدوليّة وتمّ ترجمتها للانجليزيّة.
أمّا بالنسبة لكتابات من قبل ومن بعد فأنا بشكل عامّ أكتُب وأحتاج الكتابة تمامًا كحاجتي للماء والهواء والغذاء ! وعندي محاولات كثيرة في الكتابة بعضها طيّ الكتمان وبعضها أخذ طريقه للنشر على شكل مقالات وخواطر في مواقع محلّيّة، لي محاولة في الكتابة في مجلّة الآداب اللبنانيّة العريقة ومحاولة في مجلّة ياسمين سوريّة، وهي مجلّة سوريّة مطبوعة والكترونيّة.
تميّزك في الكتابة جعلك تغردين بعيدا لنشعر أننا نقرأ لكتّاب عظماء ...حتى أنّ بعض أعمالك ترجمت للغات ..ما السر في ذلك ؟
بالنسبة لترجمة القصّة والترجمة بشكل عامّ فإنّي أُوافق الروائيّ الجزائريّ واسيني الأعرج لمّا قال عن ترجمة الأدب: " ترجمة الأدب ضربٌ من ضروب الخيانة الإجباريّة".
عمومًا الترجمة هي عمليّة احتياليّة وبامتياز، تُعنى بتطويع اللغة الإنجليزيّة وتحميلها معانٍ ومفردات اللغة العربيّة والأهمّ تطويعها لتحمل مشاعر وتجارب حياتيّة وإبداعيّة عشتها وكتبتها وتماهيتُ معها بالعربيّة لا الإنجليزيّة.
في المقابل لا أُنكر أنّ الترجمة الحذرة والواعية تكون مرآةً حقيقيّة تعكس تجارب أدبيّة لمكان معيّنٍ، الترجمة عمومًا وفي حالة قصّتي جعلتها عالميّةً وعابرةً للحدود والجغرافيا.
وحتّى على الصعيد الضيّق نوعًا ما وفي بلادنا، لن تتمكّن الأغلبيّة في هذه البلاد من قراءة قصّتي لأنّهم لا يتقنون العربيّة، ولي كذلك الكثير من الأصدقاء في ألمانيا، فرنسا، بريطانيا وإسبانيا قمتُ بإرسال ترجمة القصّة لهم ووصلتني ردود أفعال مشجّعة جدًّا.
أمّا السرّ فهو بسيط جدًّا… الإيمان فيما أكتب !
كم جائزة حصلت عليها رقية سواء كانت رسمية أو من جمعيات ومؤسسات وشخصيات .؟
لم تكن الجوائز في يوم من الأيّام هدفًا لي أو حلمًا… فلا أكتُب لأحصُل على جائزة إنّما حصلتُ على جائزة لأنّني كتبت والفرق بينهما شاسع جدًّا.
إذا كان ولا بدّ من الذكر فأذكر طبعًا جائزة أرديتي وهي نقطة تحوّل جدًّا هامّة وقبل فترة قصيرة استلمت شهادة امتيّاز لتدريسي العربيّة المحكيّة في جامعة حيفا.
أعتقد أنّ الجائزة الحقيقيّة تكون كلّما وصلتني ردود فعل أكثر، أسعد بالنقد كثرًا وأعتزّ برسائل تصلني عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ يعبّرون فيها عن إعجابهم بما أكتب… أدمع فرحًا كلّما أخبرني أحدهم أنّه تأثّر أو أنّ ما أكتبه كان له الأثر الايجابيّ عليه.
ماذا يعني لك التكريم ؟
هي لفتة طيّبة ممن يُقدّرون ما تكتب أو تفعل، مؤخّرًا كرّمتني مدرستي الابتدائيّة خلال حفل تخريج طلّابها، كانت لفتة راقية من المدرسة وإدارتها وأثمن ذلك غاليًا
هل ترين اهتمامًا مؤسساتيًّا حقيقيًّا في مجتمعنا للغة العربيّة وللأدب والتاريخ؟
للأسف لا !
ما هي طموحاتك المستقبليّة؟
أنْ أُتابع طريقي الأكاديميّ الذي بدأت وصولًا إلى الدكتوراة في دراسات تاريخ الشرق الأوسط.
وأنْ أنشر باكورة أعمالي الروائيّة؛ وهي الرواية التي بدأت بكتابتها قبل سنتين تقريبًا، وأتوق شوقًا للفراغ من كتابتها والبدء بمرحلة البحث عن دار نشر لنشرها.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
07/08/2016 11:24 am