كنوز نت -  بيان للجمهور


مجموعة الطوارئ في 3التعليم تدعو إلى اتّخاذ قرارات #محلية متوازنة ومرنة

مجموعة الطوارئ في التعليم تدعو إلى اتّخاذ قرارات محلية متوازنة ومرنة تضمن أمن الطلبة والمعلمين وتقلل من الأضرار التعليمية والنفسية، وبمشاركة ممثلي الأهالي وكافة الأطراف

بدعوة من لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، وبالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا والهيئة العربية للطوارئ واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، عُقدت يوم الاثنين الماضي (28/10/2024) جلسة تقييم لوضع مجال التعليم في ظل ازدياد الأخطار والتهديدات على حياة الناس، والتغييرات في التعليمات الحكومية التي تتيح عودة التعليم الوجاهي في الكثير من المدن والقرى في منطقة الشمال.

شارك في الجلسة رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية السيد مازن غنايم، ممثلون عن اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلاب، مديرو أقسام تربية في سلطات محلية وعدد من التربويين والناشطين. وتطرق النقاش إلى صعوبة اتخاذ قرارات محلية وإلى عمق المعضلة بسبب النقص في المساحات الامنة في المدارس وفي البلدات العربية عمومًا، وضعف منظومة التعلّم عن بعد التي تُبقي أعدادًا كبيرة من الطلبة في انقطاع دائم عن التعليم، مما يزيد تعرّضهم لمخاطر كبيرة. كذلك، فإن ما يزيد الصعوبة وثقل المسؤولية هو التعليمات الفضفاضة الصادرة عن الجبهة الداخلية التي تتيح إمكانية العودة في بعض الأحيان إلى الحياة الاعتيادية، لكنها تلقي بمسؤولية اتخاذ القرار على السلطات المحلية ورؤسائها، على الرغم من عدم تزويد السلطات المحلية بالوسائل والإمكانات كتلك الممنوحة للسلطات المحلية اليهودية.

وشدّد المتحدثون في هذا السياق على آثار سياسة التمييز الحكومية وعلى إهمال الوزراء وبضمنهم وزير التربية والتعليم للأوضاع الصعبة في القرى والمدن العربية. وبعد نقاش مستفيض أكد الاجتماع على بعض القضايا الهامة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في عملية اتخاذ القرارات، كالتالي:
-محليّة القرارات: نظرًا لاختلاف الظروف في البلدات العربية، خلصت الجلسة إلى إبقاء التوصية السابقة بمواصلة اتخاذ قرارات في السلطات المحلية في حال وجود مرونة في توصيات الحكومة المقدمة للسلطات المحلية. وعلى أن يتم ذلك بناءً على التعليمات الحكومية والجهوزية المحلية لحالات الطوارئ، وخصوصًا وجود ملاجئ في المؤسسات التعليمية لضمان أمن وسلامة الطلبة والأطقم المدرسية وتقليل الضرر الناجم عن انقطاع الطلاب عن ارتياد المدارس. كما يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار الأخطار المُحدقة ساعة قدوم الطلبة الى المدارس وعودتهم لبيوتهم منها. كما نوصي بالتعاطي مع القضية برهافة حسّ خاصّة في البلدات التي تعرضت لوقوع صواريخ، وأخذ الحالة النفسية وقلق أهالي بعين الاعتبار، وإعطاء فرصة لاستيعاب الأحداث من خلال اعتماد التعلّم عن بعد لفترة تُقرّر وفقًا لتقييم الوضع المحلي.

-قرارات بمشاركة جميع الأطراف ذات صلة: إنّ قرارات عودة الطلاب للتعليم الوجاهي تُتّخذ بمشاركة جميع الأطراف ذات الصلة، وخصوصًا ممثلي لجان أولياء الأمور، وذلك بهدف اتخاذ قرارات دقيقة ومتوازنة قدر الإمكان، تحظى بدعم واسع وتأخذ بعين الاعتبار كافة العوامل في ظل المعضلات القائمة وصعوبة الموقف لدى اتخاذ كل قرار. تجدر الإشارة الى أن اللجنة أوصت في بداية الأزمة بإقامة غرف طوارئ محلية بمشاركة ممثلي أهالي الطلبة.

-الطلبة المنقطعون عن التعليم: الاهتمام بالطلبة المنقطعين عن العملية التعليمية بسبب عدم الاستقرار في البرامج المدرسية، والتعلم عن بعد في مناطق عديدة، وبناء برامج ملائمة تأخذ بعين الاعتبار ظروف جميع الطلبة وبذل الجهود للوصول إلى جميع الطلاب وتقديم الدعم النفسي للطلاب والأهل.
-احتياجات الطلبة النفسية: إعطاء أولوية لاحتياجات الطلاب النفسية والعاطفية، وتفهّم الصعوبات التي يواجهونها، بما في ذلك صعوبة الاتصال بمنظومات التعلّم عن بعد، والظروف الاجتماعية والاقتصادية للأهالي. كما ندعو أقسام الخدمات النفسية المحلية إلى المبادرة لوضع برامج للتعاطي مع احتياجات الطلاب والأهالي والمعلمين.

-برامج توعية وتدخّل في مواجهة ظواهر وسلوكيات سلبيّة عند الطلاب: هناك عدة مؤشرات لاتّساع ظواهر سلبية وخطرة عند الطلبة في أجيال مختلفة، كالإدمان على استعمال شبكات التواصل،والمشاركة في العاب الانترنت الخطرة، واستخدام الانترنت دون رقابة، والتدخين العادي والإلكتروني، والسمنة الزائدة، والعنف والانعزال وما إلى ذلك. هذه الظواهر متوقعة في ظل حالات الطوارئ التي تزيد من القلق، والتغييرات في الحياة الاعتيادية وما شابه، كما تدلّ الأبحاث المختلفة، أخذًا بعين الاعتبار الوضعَ غير المستقر وحالات الطوارئ المستمرة منذ فترة الكورونا، وآثار العنف والجريمة على مجتمعنا. هذه المؤشرات تتطلب وضع برامج توعية وتدخّل من قبل وزارتي التربية والتعليم والرفاه الاجتماعي والمؤسسات التربوية والسلطات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني. كما يشدّد الاجتماع على وجوب الاهتمام بشكل خاص بالطلبة في ضائقة، والذين يعيشون أوضاعًا اقتصادية اجتماعية صعبة، وطلاب التعليم الخاص.


كما يدعو الاجتماع الآباء والأمهات إلى الانتباه للتغييرات السلوكية عند أبنائهم وبناتهم ومعالجتها واعطائهم الاهتمام الخاص في هذه المرحلة، واشغالهم ببرامج مفيدة.

-مرونة في البرامج التعليمية والتربوية بهدف الوصول إلى جميع الطلاب: نظرًا لأهمية العلاقة المباشرة والتعلّم الوجاهي، نوصي ببناء برامج مرنة في مدارس المناطق التي يتيح الوضع الأمني فيها وصول الطلبة الى المؤسسات التعليمية، ولو بصورة جزئية، وإجراء متابعة لوضع الطلاب فيها وتزويدهم بالمهام. كما يمكن اعتماد نمط العمل بمجموعات صغيرة، وورديات، وطرق تعليمية لا تعتمد بالضرورة على التكنولوجيا، مثل المطالعة العميقة، وبناء المشاريع، والكتابة اليومية التأمّليّة، والبحث وغيرها. كما ندعو إلى استعمال التعليم المدمَج في حال توفُّر الوسائل التكنولوجية الملائمة (استعمال تقنية "زوم" وتعليم وجاهي في ذات الوقت)، وتسجيل حصص بموافقة ومبادرة المعلمين وبموجب القوانين ذات الصلة، خصوصاً أن قسمًا من الطلبة قد لا يصل إلى المدارس أحيانا بسبب القلق من الوضع الراهن.


-دعم الطواقم التربوية: الإشارة إلى أهمية تعاضد المعلمين لمواجهة الصعوبات والتحديات، والاهتمام باحتياجات المعلمين.

-مطالب: مطالبة الجبهة الداخلية بوضع تعليمات واضحة ومحدّدة أكثر في ظل صعوبة اتخاذ القرارات المحلية بسبب نقص الموارد والإمكانات، وبتزويد القرى والمدن العربية بوسائل حماية حيث أرسلت عدة رسائل ومسوحات بهذا الشأن من قبل لجنة رؤساء السلطات المحلية ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي. ومطالبة وزارة التربية والتعليم ووزارة الرفاه الاجتماعي بوضع برامج خاصة للتوعية والتدخل لمواجهة ظواهر سلوكية سلبية.

-وسائل حماية على طول الطرق المؤدية إلى المدارس: كما نطالب بوضع وسائل حماية على طول الطرق المؤدية إلى المدارس، لحماية الطلاب والمعلمين والعاملين في حال إطلاق صفارات إنذار خلال مسيرة الذهاب والإياب من المدارس، وندعو السلطات المحلية لبذل الجهود لضمان ذلك.

-ملاءمات لامتحانات البجروت: مع اقتراب امتحانات البجروت في المواعيد الشتوية، ندعو وزارة التربية والتعليم إلى الأخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي تواجه العملية التعليمية، وملاءمة الامتحانات للظروف في الحقل، وتفهُّم الصعوبات والحالة النفسية للطلبة والمعلمين والأهالي.