كنوز نت - حوار - ياسر خالد

حوار مع الحكواتية أسـمـاء عـازم من الطيبة


كنوز نت - الطيبة -  ياسر خالد - في ظل التطور السريع لوسائل الإعلام والترفيه، لا يزال فن الحكاية أو "الحكواتية" يحتفظ بمكانة خاصة في قلوب المجتمعات، خصوصاً عندما يرتبط بالقيم الدينية والأخلاقية.

 الحكواتية هي مهنة تعتمد على سرد القصص بطريقة مشوقة وتفاعلية، تنقل عبرها الحكواتية الدروس والعبر للأطفال والكبار. 

ورغم أن هذا الفن قد تراجع في بعض المجتمعات، إلا أن هناك من يسعى إلى إحيائه بأساليب مبتكرة. 

في هذا الحوار، نسلط الضوء على تجربة الحكواتية أسماء عازم، التي تعمل على تقديم القصص للأطفال بطريقة إسلامية في عدة مناطق، بهدف غرس القيم النبيلة وتعزيز الهوية الدينية.


1. كيف بدأتِ رحلتك في فن الحكاية الإسلامية؟

بدأت رحلتي في فن الحكاية الإسلامية منذ سنوات، عندما أدركت أهمية تقديم القيم الدينية للأطفال بطريقة تجذبهم وتعلمهم في نفس الوقت. 

كنت أستمع منذ طفولتي لقصص الأنبياء والصحابة، ومع الوقت قررت أن أشارك هذه القصص مع الجيل الجديد بأسلوب مبسط وشيق.

2. ما هي القيم والمبادئ التي تحاولين تعزيزها من خلال قصصك؟

أحرص على تعزيز القيم الإسلامية الأساسية مثل الصدق، الأمانة، التعاون، والرحمة. كما أركز على غرس الإيمان والصبر في قلوب الأطفال، مع تعليمهم قصص الأنبياء وأهمية اتباع الهدي الإسلامي في حياتهم اليومية.

3. كيف تختارين القصص والشخصيات التي تضمنينها في حكاياتك؟

أختار القصص بناءً على الموضوعات التي أود التركيز عليها، وأحياناً حسب ما يحتاجه الأطفال في تلك الفترة. 

على سبيل المثال، إذا كنت ألاحظ أن هناك حاجة لتعليمهم قيمة الصدق، أختار قصة من حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو أحد الصحابة الكرام حول هذا الموضوع.

4. ما هو دور القصص الإسلامية في تعليم الأخلاق والقيم للأطفال؟

القصص الإسلامية تلعب دوراً كبيراً في بناء الأخلاق وتعليم القيم. الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من خلال القصص التي تبث فيهم الحكمة وتجعلهم يفكرون في تصرفاتهم وسلوكياتهم. 

القصص تجعل القيم الإسلامية ملموسة وسهلة الفهم للأطفال.

5. هل تواجهين تحديات معينة في تقديم القصص الإسلامية بطريقة تجذب الأطفال؟

نعم، التحدي الأكبر هو جذب انتباه الأطفال في هذا العصر الذي يعتمد على التكنولوجيا والشاشات.

 لهذا أحرص على استخدام أساليب تفاعلية مثل تغيير نبرة الصوت، وتحريك الشخصيات، واستخدام لغة الجسد لجعل الحكاية حية ومشوقة.

6. ما هو التأثير المتوقع للقصص الإسلامية على نمو وتطور الأطفال العقلي والروحي؟

القصص الإسلامية تسهم في بناء الوعي الديني والأخلاقي لدى الأطفال، وتساعدهم في التفاعل مع قيم الإسلام بطريقة طبيعية.

 كما أنها تغذي خيالهم وتمنحهم الإلهام ليصبحوا أفراداً صالحين في المجتمع. 

من خلال الحكايات، يتعلمون كيفية التعامل مع تحديات الحياة بطريقة إسلامية سليمة.

7. هل لديك قصة مفضلة أو تجربة معينة مع طفل أو أسرة استجابوا بشكل خاص لواحدة من قصصك؟

نعم، أتذكر طفلاً جاءني بعد إحدى الحكايات التي كنت أتحدث فيها عن قيمة التعاون. قال لي إنه بدأ يساعد والدته في المنزل بعد أن سمع القصة، وشعر بالسعادة لأنه اتبع الدرس الذي تعلمه. 

كانت هذه اللحظة مميزة جداً بالنسبة لي لأنها أظهرت لي مدى تأثير الحكايات في حياة الأطفال.

8. أين تعملين ومن هو مثلك الأعلى؟

أعمل حالياً كحكواتية للأطفال في مسجد رياض الصالحين في الطيبة، حيث أقدم القصص الإسلامية التي تحمل القيم والمعاني النبيلة للأطفال.

 مثلي الأعلى هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهو خير من قدم القصص وأفضل من علم القيم بطريقة تلهم القلوب وتغير السلوك.

 أيضاً، أستلهم من قصص الصحابة والتابعين الذين كانوا مثالاً يحتذى به في الإخلاص والأخلاق.

9. هل تستعينين بشخص ما؟

نعم، أستعين بالشيخ سائد، فهو إمام المسجد وله خبرة كبيرة في تدريس وتفسير القيم الإسلامية. 

نستفيد من بعضنا في تبادل الأفكار وتنسيق القصص والمواضيع التي نقدمها للأطفال. 

وجوده كإمام يعزز من دقة المعلومات التي أقدمها، ويضفي على القصص عمقاً روحانياً، خاصة فيما يتعلق بتفسير بعض الآيات أو الأحاديث النبوية التي أستند إليها في الحكايات.
وهو المسؤول المباشر عني في جمعية رياض الصالحين .

10. ما هي رسالتك للأهل، ونصيحة تقدمينها للمجتمع؟

رسالتي للأهل هي أن الأطفال يتعلمون من القصص والأمثلة التي يعيشونها يومياً، لذا من المهم أن نكون قدوة لهم في القيم والأخلاق الإسلامية. 


شاركوا أطفالكم في قراءة القصص وتعليمهم القيم النبيلة من خلال مواقف حياتية بسيطة.

 القصص ليست مجرد ترفيه، بل وسيلة فعالة لتوجيه الأطفال وتربيتهم على المبادئ السليمة.

نصيحتي للمجتمع هي أن نهتم بتعليم الأجيال القادمة القيم الإسلامية من خلال أساليب مبتكرة وجذابة مثل الحكايات والمسرحيات، وأن نعمل جميعاً على تعزيز الهوية الدينية والثقافية للأطفال في عصر تتزايد فيه التحديات.


11. نحن نعلم أن الحكواتية غالبًا ما يروون قصصًا عادية أو تراثية، كيف جاءت الفكرة لتكوني حكواتية إسلامية؟

الفكرة تطورت مع مرور الوقت، خاصة بعد ملاحظتي أن الأطفال والكبار على حد سواء بحاجة إلى حكايات تحمل قيمًا إسلامية بطرق جذابة. أنا أعمل في عدة مناطق، بما في ذلك الأقصى وضواحي القدس وخارج الطيبة، وأروي القصص ليس فقط للأطفال، بل للكبار أيضاً. 

كما أوجه مجموعات وأشارك في مسرح الدمى لتقديم القصص الإسلامية بشكل تفاعلي.

 أردت أن أوفر للأطفال والكبار فرصة للتعلم والاستمتاع من خلال قصص تحاكي هويتهم الدينية والثقافية، ومن هنا جاءت فكرة أن أكون حكواتية إسلامية.

12. هل هناك مكان مخصص لتقديم الحكايات؟

نعم، بالإضافة إلى مسجد رياض الصالحين في الطيبة، أقدم الحكايات في عدة أماكن مخصصة، مثل المساجد والمراكز الثقافية والتجمعات في المناطق التي أعمل فيها، بما في ذلك مكتبة المسجد الأقصى وضواحي القدس. 

كما أنني أشارك في فعاليات خارج الطيبة، وأحياناً أستخدم مسارح صغيرة أو أماكن عامة لتقديم مسرح الدمى والقصص بشكل تفاعلي. المهم بالنسبة لي هو أن يكون المكان مناسباً لاستقبال الأطفال والكبار وجعلهم يشعرون بالارتباط بالقصص والقيم التي أقدمها.

13. هل تعملين في مناسبات معينة؟

نعم، أعمل في مناسبات متنوعة، مثل شهر رمضان، الأعياد الإسلامية، ومناسبات دينية أخرى. كما أشارك في فعاليات خاصة بالمدارس، المراكز الثقافية، والمهرجانات التي تهدف إلى تعزيز القيم الدينية. 

هذه المناسبات توفر فرصة مثالية لتقديم القصص الإسلامية بشكل يعزز روحانيات الجمهور، سواء كانوا أطفالاً أو كباراً، وتجعل الرسالة أكثر تأثيراً وارتباطاً بالحدث الذي نحتفل به.

14. هل تتقاضين مقابل مادي عن عملك؟

أحياناً أتقاضى مبالغ زهيدة مقابل العمل، خصوصاً في الفعاليات التي تحتاج إلى تجهيزات أو ترتيبات خاصة. لكن في كثير من الأحيان، أعمل بشكل تطوعي، خاصة عندما تكون الفعاليات موجهة للأطفال في المساجد أو المدارس أو في المناسبات الدينية. هدفي الأساسي هو نشر القيم الإسلامية وتعليم الأطفال، لذلك أكون مرنة في هذه المسائل وأقدّم خدماتي بشكل يتناسب مع الظروف.

15. هل يقتصر عملك فقط على القصص الدينية؟

على الرغم من أنني أركز بشكل كبير على القصص الإسلامية والدينية، إلا أنني لا أقتصر عليها فقط. أقدم أيضاً قصصاً تحمل قيماً أخلاقية واجتماعية، مثل التعاون، الصدق، الاحترام، والرحمة، وهي قيم تتماشى مع تعاليم الدين لكنها تنطبق على جميع جوانب الحياة. 

أحرص على أن تكون القصص ملهمة ومفيدة للأطفال والكبار، سواء كانت دينية أو اجتماعية، والهدف الأساسي هو تعزيز الأخلاق الإيجابية والتوجيه السليم.

16. ما هي طموحاتك المستقبلية في مجال الحكاية الإسلامية؟

أطمح إلى توسيع نطاق عملي ليشمل مزيدًا من المدن والقرى، وأن أتمكن من الوصول إلى جمهور أكبر من الأطفال والكبار على حد سواء. كما أتمنى تطوير مسرح الدمى الخاص بي ليصبح أداة أكثر فعالية في تقديم القصص الإسلامية بشكل تفاعلي ومبتكر. 

بالإضافة إلى ذلك، أفكر في تنظيم ورش عمل لتعليم فن الحكاية الإسلامية، بحيث أساهم في إعداد جيل جديد من الحكواتيين الذين ينقلون القيم الإسلامية بطريقة حديثة وجذابة.

للتواصل مع الحكواتي اسماء على الرقم : 0523356121

او يمكن متابعتها على صفحتها على الفيس بوك من هنا