كنوز نت - بقلم : الاعلامي عمري حسنين
جرائم القتل تتصدر العناوين
جرائم القتل تتصدر العناوين في مجتمع مكلوم ...شوارعه ملطخه بالدماء ...ورائحة الموت تفوح من أرجاءه ...
غيمة سوداء تغطي سماءنا ، ومنازل توشحت باللون الأسود ، ليل طويل يكاد لا ينقضي ، وعائلات تئن حسرة من مرارة الفقدان .
ذعر يخيم على الأجواء ، جراء مشاهد سفك الدماء ، وقوافل المغدورين ترحل وسط شلال دم لايزال يتدفق .
تتنوع أساليب القتل .. والمحصلة واحده ،مجرم هارب .. وضحايا أبرياء .
تطول لائحة الضحايا ، ويطول الحديث عنهم وعن الجرائم التي ارتكبت في حقهم ، والتي أودت بحياتهم .
وجميعنا يعلم كمية الألم القابعه في قلوبنا من هذه الجرائم التي لاتفرق بين كبير وصغير ..مسلم ومسيحي ..رجل او امرأه او طفل ..لكن جميعنا يعلم أن هذه الجرائم ازدادت بفعل التهاون في تطبيق القانون ..وغياب الوازع الديني والانساني ..وتخاذل الشرطه في ملاحقة المجرمين يتصدر أسباب تفشي هذه الظاهرة .
وتبقى الأسئلة تطرح نفسها ..
-من المسؤول ؟
-وما الهدف من انهاء حياة انسان ؟
-هل أصبحنا في زمن وأد الأبرياء ؟
-هل عاد بنا الزمان الى الوراء وأمسينا في عصر الجاهلية المتطورة؟
-هل أصبحت روح الإنسان رخيصة لهذه الدرجه ؟؟
منذ زمن طويل ونحن ننحدر ومجتمعنا بقيمنا وأخلاقنا إلى الهاوية ،وللأسف أصبح هدفا لكل واحد منا أن ينجو بنفسه فقط ..
لقد حان الوقت لأن نفيق من غفلتنا ،وأن ننهض بأنفسنا ومجتمعنا ومبادئنا الى القمه ..وأن نتعاون جميعا في لجم الجريمه والقضاء على حرب العصابات ، وأن نعيد بنيان هذا المجتمع الركيك .
* في المقام الأول يجب أن نتحدث عن دور أجهزة الشرطه تجاه هذه الجرائم .
تساهم الشرطة في إنتشار هذه الظاهرة واستفحالها ، حيث أن غياب القانون وعوامل الردع تساعد المجرمين والداعمين لهم في إرتكاب المزيد من الجرائم ، ومن المعروف أن أجهزة الشرطة تلعب دورا رئيسيا في ضبط الوضع الأمني ونشر الأمن والأمان في المجتمع ، لذلك يجب أن تتحمل المسؤولية تجاه هذه الظاهرة ، والعمل على كشف ملابسات الجرائم والبحث عن الجناة ،وفرض العقوبات الصارمة ضد كل شخص يقف وراء هذا الفساد والتطرف ويساهم فيه .
كما يتوجب عليها ملاحقة تجار ومدمني السموم وتجار السلاح الغير مرخص .
ولو تعمقنا في الحديث عن دور الشرطه ..سنجد أن دورها غائب تماما عندما تكون الجريمة ضد ضحايا عرب ،وتمتلك القدرة الفائقة على كشف الجناة في حالة كانت الجريمة في الوسط اليهودي !
وهنا تكمن المشكلة الأكبر وهي "التفريق والعنصرية" .
*دور الأهالي ..
يتلخص دور الأهالي في تقويم سلوكيات الأبناء ومتابعتهم جيدا ،وتعزيز الوازع الديني والسلوك الأخلاقي والإنساني والإجتماعي لديهم ،والحرص على زرع القيم والسلوكيات الإيجابية التي بدورها تعزز من التفاعل الاجتماعي وتمنع الإنحراف الأخلاقي وتساهم في نشر المبادئ السامية لدى الأجيال الناشئه .
* مؤسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية والبلديات ..
يجب العمل وفق خطة طوارئ شاملة يرتكز عليها نشر الفعاليات وتنظيم المبادرات ، والاهتمام بالخدمات الثقافية والإجتماعية والتربوية في المجتمعات ،وتفعيل دور الشباب والأطفال في تطويرها وتنشيطها ،واستغلالها في دعم المواطنين ونشر الوعي الثقافي والتربوي ، وتمكين العلاقات الاجتماعية ونشر المحبة والمودة بين الناس ، واصلاح ذات البين ، واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة ( حرب العصابات ) ، والمطالبة بإعادة الهيبة لأجهزة الشرطه والقانون وحفظ النظام ،للقضاء على هذه الفوضى المجتمعية الداخلية .
وبناء على ذلك سنرى مجتمع لديه مبادئ وقيم ..متكافئ ، مترابط ، متعاون .. كما سنجد الأجيال القادمة تحمل أخلاق وقيم مكتسبه من الآباء والأجداد ترفض العنف بشتى أشكاله .
* الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ..
في الماضي ..لم يكن هناك خدمات انترنت ولا وسائل تواصل اجتماعي ،كما أن الإعلام لم يكن يحمل هذه المواصفات الجبارة التي يتصف بها الآن ، وفي المقابل لم يكن هناك فساد وغطرسة وقتل كما يحدث اليوم .
يجب أن نستغل هذه الخدمات والامكانيات الجباره الموجوده لدينا أفضل استغلال ، من خلال نشر برامج التوعية ، وخلق أجواء إيجابية محفزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي اقتحمت بيوتنا وحياتنا وأصبحت جزءا لا يتجزأ منا .
كما أن هناك العديد من المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية التي ينطلب منها الوقوف بجانب المواطنين ودعمهم وأن تكون بالقرب منهم ، وتوصيل مناشداتهم وصرخاتهم للمسؤولين وأصحاب القرار ،للمساهمه في إنهاء لغة القتل والبدء في إفشاء السلام والأمان والاستقرار في المجتمع .
جريمة منظمة تحتاج لخطة محكمة واستراتيجية يعمل وفقها كل فرد من أفراد المجتمع دون استثناء ، للقضاء على هذه الآفه .
يجب أن نتدارك الأمر ، وأن تتكاثف الجهود للحفاظ على الأرواح ،وأن ننقذ مجتمعنا من الهلاك ، وان نقضي على مشاهد العنف التي تدمي القلب ..والتي أصبحت كابوسا يهدد حياة الجميع .
رحم الله قتلانا ونحتسبهم عند الله شهداء .
28/09/2023 09:05 am 136