لينا حسان من حيفا، تدير مشروعين كل منهما يختلف عن الاخر

كنوز نت - بقلم : الاعلامي عمري حسنين 

الملهمون هم من يعرفون كيف يصنعون التأثير، لم يقلدوا أحد ولم يسيروا وفق نهج الجميع، بل استطاعوا ان يحققوا انفرادا في زاوية معينة من الحياة.. هم يتقنون تلوين الغيوم الرمادية بالسعي والاجتهاد. 

ضيفتنا لهذا الأسبوع لينا حسان من حيفا، تدير مشروعين كل منهما يختلف عن الاخر من حيث الفكرة والمضمون، كان لنا هذا اللقاء معها: 

 

لينا حسان، ريادية اعمال وام لابنتين 

لدي بوتيك ملابس/ lina boutique 

وشركة سياحة / mariam tours 

عنوان البوتيك/ حيفا - شارع يافا 24 

رقم التواصل- البوتيك/ 0508100891 

 

لطالما راودتني فكرة إنشاء مشروع خاص بي؛ وكانت هذه الفكرة تحمل على أكتافها أحلاما وآمالا كثيرة، ترجمة هذه الفكرة على أرض الواقع لم تكن سهلة أبدا على أُم لطفلتين صغيرتين تتحمل كافة المسؤوليات لتربيتهما والاعتناء بهما، لكن بعدما مرور 21 عاما على عملي في قسم المبيعات لدى شركة شتراوس في الوسط العربي؛ وجدت ان بناتي كبرن وان الوقت قد حان لأبدأ في السعي إلى تحقيق حلمي الذي لاح في خيالي سنوات طويلة. 

الخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم جاءت في اسطنبول عندما كنت في رحلة هناك حيث اذهلتني الأزياء وثراء الأسواق وتنوع الموديلات، فقررت ان انطلق بمشروعي الخاص من تلك اللحظة؛ ووضعت كل اهتمامي في تطوير مشروعي وفهم اذواق الزبائن وتلبية احتياجات السوق المحلي الى ان أصبح لدي زبائن هم بمثابة أصدقاء وأحبة؛ أعرف أذواقهم وأفهم ميولهم في تنسيق الملابس ومواكبة آخر صيحات الموضة. 

زياراتي المتكررة لتركيا كانت نابعة من حبي وشغفي بالسياحة والسفر والاستكشاف الى جانب عملي في مجال التجارة، هذا ما عزز لدي فكرة تطوير الذات والخوض في تجارب جديدة اشباعا لشغفي وحبي بالسياحة والسفر، فالتحقت بالكلية التابعة لجامعة حيفا وحصلت على شهادة في مجال السياحة، وخلال فترة التعليم بدأت بالعمل فورا فوجدت ان العمل في مجال السياحة والازياء مكملان لبعضهما البعض وهذا ماكنت أسعى إليه؛ والحمد لله رغم أي صعوبات واجهتها ولا زلت أواجهها الا أنني أجد متعة كبيرة في عملي في كلا المجالين. 

 

بفضل الله وصلت من خلال عملي في مجال الازياء على مدار سنوات الى مرحلة فهم لميول واذواق الزبائن ومتطلباتهم، اعتمد في اختيار الملابس على الموديلات العملية والقطع الخفيفة الهادئة، اتعامل مع بعض شركات الأزياء المحلية وغالبية القطع استوردها من تركيا حيث تتنوع الخامات والموديلات فانتقي منها الأجمل واكثرها جودة، كل ما اختاره يوائم اذواق زبائني ويواكب الموضة مع مراعاة اختلاف الاذواق؛ وجميع القطع أقوم بقياس عينة منها وتصويرها وارسالها على مجموعة خاصة بالبوتيك بحيث يكون الزبائن على اطلاع بكل ماهو جديد ومناسب لهم. 

 

من وجهة نظري لا اعتبر الموضوع صعب لأنه من خلال عملي في البوتيك أصبح لدي علاقات وزبائن وهناك فئة من الناس تعرفني جيدا، فعندما أعلن عن عروض رحلات سياحية يكون هذا ضمن نطاق عملي في البوتيك وليس في مكان اخر او بوقت مخصص لذلك. 

مفاتيح الإدارة الناجحة هي ان تعطي جزء كبير من وقتك لمشروعك هذا الى جانب الكثير من الصبر والعزيمة والايمان بالذات والتفكير الإيجابي وتنظيم الوقت والتواضع. 

 

نقدم حجوزات وعروض سياحية لأي وجهة حول العالم، وحاليا تعتبر تركيا هي الوجهة الأولى للسياحة وخاصة مدينة إسطنبول، ويتم تحديد وجهات السفر بناء على رغبة الزبائن، ولكن قبل الحجز استفسر من الزبون عن الميزانية والغرض من السفر وما إذا كان هناك أطفال في الرحلة ام لا؟ وذلك لتقديم اقتراحات تسهل عليه رحلته وتقدم له المتعة والرفاهية التامة. 

 

في بعض الأحيان قد لا تتناسب آخر صيحات الموضة مع اذواق الزبائن؛ فاختياري يقع دائما على ما يناسب كل امرأة بحيث يكون عملي ويلائم ذوق مجتمعاتنا ويكون غير متوفر بصفحات البيع الالكتروني، وفي ظل الوضع الاقتصادي المتردي اتجه أحيانا الى البيع من خلال الاونلاين، ولا اعلم ما الذي سيكون عليه الحال فيما بعد، ولكن على كل الأحوال اعتمد على الخامات الممتازة بحيث يتناسب السعر مع جودة البضائع. 

نظرية العرض والطلب تنطبق بشكل أكبر الان على جانب السياحة بحيث أصبحت تنشط على مدار العام ولا تقتصر على مواسم الأعياد والعطلات، والحجوزات من خلال المكتب تجعل فكرة التقسيط متاحة مما يُخفف عن كاهل الزبائن تكاليف الرحلات، وهذا على عكس صفحات البيع عبر الاونلاين التي تعتمد على الدفع كاش. 

 

في بداية الامر استفسر دائما عن الغرض من الرحلة؛ اذ كانت رحلة نقاهة او رحلة عائلية مع اطفال؟ فالحجز لعائلة لديها أطفال يختلف كليا عن الحجز لعروسين لقضاء شهر العسل؛ في وجود الأطفال مثلا يتم اختيار الوجهات التي تتضمن ألعاب مائية ومسابح او يكون تكون قريبة على الشاطئ، بينما حجوزات شهر العسل غالبا تكون الى وجهات هادئة وأكثر نقاهة. 

يتم اختيار الفنادق بناء على ميزانية الزبون بحيث اقترح عليه عدد من الفنادق التي تتناسب مع أجواء الرحلة، فهناك من يفضل الإقامة في وسط المدينة وبالقرب من الأسواق وهناك من يفضل الأجواء الهادئة بعيدا عن صخب المدينة والازدحام.. وفي حال لم يكن يعرف الزبون تفاصيل عن وجهته فأقدم له اقتراحات وبرامج لأماكن مميزة في هذه المدينة التي يتجه اليها. 

هناك أيضا عدد من الرحلات النسائية التي نسقت لها وكنت متواجدة فيها بشكل شخصي، كانت تتراوح اعدادنا من 15 الى 20 امرأة، قدمت للمجموعة إرشادات ونصائح لوجهات ومحلات وأسواق مميزة ونظمنا ما يقارب 3 رحلات جماعية وقضينا أوقات جدا ممتعة. 

 

أكثر الوجهات السياحية التي تشهد اقبالا كبيرا خلال هذا الصيف وبالتحديد خلال فترة عيد الأضحى هي شرم الشيخ، العقبة، وانطاليا.. وهناك طلب كبير على رحلات دبي في فصل الشتاء؛ ولا انصح بالتوجه الى دبي خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة. 

 اغلب رحلات شهر العسل تتجه الى المالديف، تايلاند، مدريد، جزيرة تنريف (تقع في المحيط الأطلسي) ايطاليا، فرنسا، انطاليا، بالما دي مايوركا.. 

والعائلات في الاغلب تتجه الى قبرص، طرابزون، ازمير، جزيرة بيلوبونيز جنوب اليونان بالإضافة الى شرم الشيخ والعقبة.. 

وقبل كل شيء الميزانية هي ما يحدد وجهة السفر. 

 

بالتأكيد.. الاهتمام بالزبون ومتابعة التفاصيل والاجابة على الاستفسارات من خلال الواتساب وتقديم الحلول والاقتراحات هذه هي اهم اولوياتي، بالإضافة الى بعض الخدمات منها توفير حجز سيارات او مرشد سياحي متحدث باللغة العربية حتى وان كنت غير متواجدة في نفس البلد، الى جانب تقديم قائمة مطاعم ومجمعات تجارية ووجهات مميزة توفر لهم احتياجاتهم على أكمل وجه. 

 

نشهد اليوم انفتاح كبير على سوق الأزياء في ظل تزاحم الاذواق وتنوعها، لذا على المرأة اختيار ملابسها بما يتناسب مع تكوين جسمها ويتوافق مع شكلها وشخصيتها، ومواكبة الموضة تحتاج ذوق عالي وحُسن اختيار.. 

ولكل امرأة.. اهتمي بنفسك واعتمدي عليها، اتبعي احساسك ولقني نفسك بالنصيحة ولا تستسلمي للطاقات السلبية، استمري بالمحاولة ولا تستهيني بنفسك فمهما تعثرتي ستعاودي الوقوف مرة اخرى، انتي قوية حتى وان كنتي وحيدة.