الطيبة - بلم محمد سليم مصاروة
( أبو إسلام ومدقق الحسابات )
أسس ابو اسلام ذات مره جمعيةً من أجل تأمين الفعاليات الترفيهيه للاطفال من الاسر المحتاجه،وقد سجلها تحت اسم ( هنيئاً للاطفال ) ، قدم ابو اسلام الوثائق المطلوبه للجهات الحكوميه المختصه طلباً للحصول على الدعم والميزانيات ، وقد تحقق ذلك بالفعل حيث حصلت الجمعيه على مبالغ شهريه كبيره ، لكن ابا اسلام قدم عدداً قليلا من الفعاليات من ورشات رسم مسرحيات للاطفال وافطارجماعي في رمضان ، بدا واضحاً أن ابا اسلام لم يترك اي وسيله اعلاميه مكتوبه او مرئيه الا واستغلها لنشر التقارير عن فعالياته والتأكيد على مساهمة جمعيته في تحسين جودة حياة هؤلاءالاطفال وتهيأتهم لمستقبلٍ أفضل . حتى خيل لبعضهم أن ابا اسلام قد أسس وزارة الرفاه الاجتماعي من جديد ! ذات مره أعلن ابو اسلام عن رحله استجماميه للاطفال الى مدينة الملاهي مع وجبة طعام في مطعم ٍراقٍ وكعادته استفاض ابو اسلام في وصف برامج الرحله ومتعاتها الموعوده، لكن بعد عودة الاطفال وحديثهم من أهاليهم ، تبين أن الرحله كانت مخيبه للامال وصادمه للتوقعات اذ ان الاطفال زاروا حديقه عاديه مع بضع مراجيح هنا وهناك ،ولم تُقَدم اي برامج ترفيهيه ، وحتى طعامهم إقتصر على ساندويشات لم تسمن ولم تغن من جوع ! احتج اهالي الاطفال لدى ابي اسلام ، لكنه اجابهم بأنه يتفانى في خدمة الاطفال ولا يألو جهداًفي سبيل توفيرالراحة لهم وأقسم أن حبه للاطفال قد تغلغل في قلبه وسيطر على عقله ، ومع ذلك فبعض الاطفال كثير التذمر والشكوى بسبب دلاله المفرط ، ومن المحتمل جداً أن يكون هناك من غفل عن الفعاليات والبرامج التي إدعى ابو اسلام تقديمها ، وذلك بسبب شدة انهماكه في اللعب ! إستصعب اهالي الاطفال توجيه اللوم لابي اسلام ومواجهته ، سوى شاب في مقتبل العمر كان حاضراً، حيث طلب من ابي اسلام إبراز وصولات وكشوفات مصاريف الرحله ، عندها انتفخت اوداج ابي اسلام ،غلى الدم داخل عروقه تحجرت عيناه وصاح ( يا سلام ! هذا اللي ناقص ، ولد ابن يومين ، وعامل فيها مدقق حسابات ! من الافضل لك أن تغرب من امامي ايها الوقح !)
22/04/2016 01:51 pm