كنوز نت - بقلم : الشيخ الدكتور محمد سلامة


الحكمة الحكمة أيها العقلاء

———————————
يقول تعالى " يؤتي الحكمة من يشاء ومن يُؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذّكر إلا أولو الألباب " ....ومما ورد في معنى الحكمة : الإصابة والسداد في القول والعمل ، أو وضع الشيء في موضعه ، ومن معاني الحكمة في القرآن الكريم : السّنّة النّبوّة ، الفقه، الفهم وحجة العقل ، والعظة .
والحكمة في واقعنا المعاصر وفق تصوري وفهمي ؛ تقتضي التجميع لا التفريق ، والتوحيد لا التشتيت ، والترغيب لا التنفير ، والتعاون لا التناحر ، والتآلف لا التباغض ، والتواصل لا التقاطع ، والمشترك لا المختلف .
وليكن واضحا ، أن كل ما يوحد كلمتنا نؤيده ، وكل ما يثبتنا في أرضنا ندعو إليه ، وكل ما يُحِقُّ لنا حقا نناصره ، وكل ما يدفع عنا أذى نؤازره .
وبما أننا بصدد الانتخابات الوشيكة للبرلمان أو الكنيست ، فعلينا أن نتحلى بالمسؤولية ونتصف بالحكمة ، ولنجعل اهتمامنا منصبا نحو درء العنصرية المتكالبة على عرب الداخل الفلسطيني من أقصى الجنوب حتى أقصى الشمال ؛ وغني عن البيان أن هذه العنصرية تتعاظم وتتفاقم يوما بعد يوم ، ولا تستثني أحدا من شرها ، لذا ، لا بد من الوقوف صفا واحدا للجمها قبل فوات الأوان .

الحلبة البرلمانية أداة من أدوات النضال وليست الأداة الوحيدة ، ولا يخفى أن المسألة متعلقة بالقناعات ، وقناعتي أن تكثيف التصويت في الانتخابات القادمة في ٢٠٢٠/٣/٢ م ، سيزيد نسبة تمثيلنا ، وسيكون للمشتركة تأثير أكبر من أجل تحقيق مصالح شعبنا ، ودرء الفساد والأذى عنه .
والواضح أنه لا يستطيع أحد أن ينكر دور المشتركة في تبني قضايا شعبنا في الداخل ، وحمل هموم المواطنين ، والعمل على مواجهة الظلم والعنصرية ، ومكافحة الإجرام والعنف ، والسعي الحثيث لإلغاء قانون كامنتس، والمطالبة بتوسيع مسطحات القرى والمدن العربية ، وتحويل الميزانيات للسلطات المحلية العربية ، والعمل على حل أزمات السير والمرور و.........
ونؤكد هنا أن مشكلتنا ليست فيما بيننا ، بل هي مع العنصريين الذين يستهدفون وجودنا دون استثناء، ويواصلون الليل بالنهار لتهجيرنا وتشريدنا ، وما التحريض على المشتركة والمجتمع العربي إلا نتاج هذه العنصرية ، وما الحكم بالسجن على الشيخ رائد إلا نتاج هذه العنصرية ، وما خط الشعارات العنصرية على جدران المساجد والكنائس إلا نتاج هذه العنصرية ، وما تمزيق إطارات عشرات ومئات السيارات في الجش وقبل ذلك في جلجولية وكفرقاسم ومنشية زبدة وأبو غوش والقدس إلا نتاج هذه العنصرية ، وما تكثيف اقتحامات المتطرفين إلى الأقصى إلا نتاج هذه العنصرية و .....
من أجل مواجهة هذه العنصرية ؛ لا بد من العمل على رفع نسبة التصويت في مجتمعنا العربي ،لتصبح المشتركة ١٥ مقعدا في الحد الأدنى ، ونحن قادرون على ذلك وأكثر بعون الله .
تعالوا لنكثف التصويت في مجتمعنا العربي ، ولندخل أول أخت محجبة إلى البرلمان (الكنيست ) ، هي الأخت الفاضلة والجديرة إيمان خطيب ياسين (أم شحادة )
و ض ع م ...........هي العنوان