قطر والبحرين- تاريخ ورموز ../د.محمد عقل

الناظر إلى علم قطر وعلم البحرين يجد تشابهًا عظيمًا، فعلم البحرين مكوّن من اللون الأحمر الذي يرمز للدماء التي سفكت خلال المعارك والحروب في الخليج العربي، ومن اللون الأبيض الذي يرمز للسلام، وبينهما مسننات تشبه المثلثات. منذ سنة 1972 حتى سنة 2002 كان عدد المثلثات ثمانية، ثم خفضت إلى خمسة بعدد أركان الإسلام الخمسة.  

كانت قطر في العهد الكنعاني تدعى "قطرو" بمعنى بلاد النعام. اشتهرت بالثياب القطرية، ونسب إليها قطري بن الفجاءة، الذي كان يلقب بأبي نعامة، وليس كما يدّعي مفتي مصر علي جمعة من أن البلد سمي باسم الشخص المذكور. منذ القرن التاسع عشر حكمها آل ثاني، وهم من بني تميم، كما أن أهلها وأميرها اليوم هم وهابيون يتبعون إلى المذهب الحنبلي كما في السعودية.

 أما البحرين فسميت بهذا الاسم لوقوعها بين المياه العذبة القادمة من نهر دجلة وبين المياه المالحة في الخليج. اليوم معظم سكانها من الشيعة، ولها ملك اسمه حمد بن عيسى آل خليفة وهو سني من قبيلة عنزة من ربيعة.

في تلك الفترة كانت البحرين تابعة لكسرى ملك الفرس الذي عيّن المنذر بن ساوى التميمي عاملاً (واليًا) عليها. من بلاد فارس قدم إلى البحرين بعض اليهود والمجوس وعاشوا فيها. وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى والي البحرين رسائل يدعوهم إلى الإسلام فاستجاب واليها وأسلم قسم كبير ما عدا اليهود والمجوس الذي فرضت عليهم الجزية. 

" بسم الله الرحمن الرحيم "

من محمد رسول الله الى المنذر بن ساوى:

أما بعد: فإني أُذكّرك الله عزّ وجلّ، فإنّه من ينصح فإنما ينصح لنفسه، وإنه من يُطع رُسُلي ويتّبع أمرهم فقد أطاعني، ومن نصح لهم فقد نصح لي، وإنّ رُسُلي قد أثنوا عليك خيراً. وإني قد شفعتك في قومك، فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه. وعفوت عن أهل الذنوب، فاقبل منهم. وإنّك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك. ومن أقام على (يهو)ديّته أو (مجو)سيّته فعليه الجزية".

صورة الرسالة