
كنوز نت - لارا أحمد كاتبة وصحافية
آمال الغزيّين بين استمرار الهدنة وإعادة فتح معبر رفح
لارا أحمد
يشهد الشارع الغزّي إجماعاً واسعاً على ضرورة استمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باعتباره طوق النجاة الوحيد المتاح حالياً، وبوصفه خطوة أولى نحو مرحلة أكثر استقراراً وأملاً. فبعد سنوات طويلة من الصراع، يرى كثيرون أن تثبيت هذا الاتفاق قد يشكّل نقطة تحوّل تتيح للمجتمع الدولي التدخل بفاعلية لدعم عملية إعادة إعمار القطاع، ولكن هذه المرة من دون عودة حكم حركة حماس، وفق ما يتطلع إليه عدد كبير من السكان الذين أنهكتهم الحرب والدمار وانعدام الاستقرار السياسي.
وتتزايد الآمال في غزة بأن المرحلة المقبلة قد تحمل معها بداية جديدة، يتمكن خلالها المواطنون من استعادة حياتهم وكرامتهم في بيئة أكثر أمناً، بعيداً عن أي سلطة أو جهة أدّت إلى استمرار الأزمة وتعقيد المشهد. ويرى مؤيدو الهدنة أن تثبيتها قد يُعيد ترتيب الأولويات ويخلق مساحة لجهود دولية تُعنى بترميم البنية التحتية، ودعم الاقتصاد، وتوفير الخدمات الأساسية التي باتت شبه منهارة.
في المقابل، يحمل آلاف الغزيين أمنية موازية لا تقل أهمية: إعادة فتح معبر رفح. فبالنسبة لكثير من المواطنين، لم يعد الأمر مجرد رغبة في السفر، بل حاجة إنسانية مُلحّة للهروب من دائرة الموت والاستهداف والخوف. ويعبر العديد منهم عن رغبتهم في مغادرة القطاع بحثاً عن الأمان، أو العلاج، أو فرصة للعيش بعيداً عن مشاهد الدمار التي تتكرر بلا نهاية.
وبين الأمل في تثبيت الهدنة، والرغبة في مغادرة غزة عبر معبر رفح، يقف السكان اليوم في مفترق طرق صعب، تتداخل فيه الحاجة إلى الأمن مع الحاجة إلى الحياة نفسها. ومع ذلك، يبقى صوت الناس واحداً: وقف إطلاق النار هو البداية، لكن المستقبل لن يتغيّر إلا بتكاتف الجهود لإعادة بناء ما تهدّم، وتوفير بيئة طبيعية تضمن لهم حقهم في حياة كريمة وآمنة.
14/11/2025 03:39 pm 21
.jpg)
.jpg)