كنوز نت - عدوي

فرقة "فوزي موزي وتوتي" تحصد جائزة الدرع الماسي من يوتيوب.
 أيقونة عالمية بدأت قبل 21 عامًا من حيفا وحصدت ملايين المُشاهدات حول العالم.

بعد 21 عامًا من العمل الدؤوب في إنتاج محتوى ترفيهي–تربوي وصل إلى ملايين البيوت في العالم العربي، حققت فرقة “فوزي موزي وتوتي” إنجازًا عربيًا جديدًا تمثّل في حصولها على الدرع الماسي من يوتيوب بعد تجاوزها حاجز 100 مليون متابع عبر المنصّات مجتمعة، وهي أعلى جائزة تقدّمها المنصّة للمحتوى العربي الموجَّه للأطفال عالميًا.
يُذكر أن الفرقة انطلقت من مدينة حيفا باللهجة العربية المحكية القريبة من الأطفال والعائلات، مؤمنةً برسالة تقوم على صناعة محتوى آمن وهادف. ومع مرور السنوات، تحوّلت إلى واحدة من أكبر قصص النجاح في عالم الأطفال، من خلال إنتاج متنوع يشمل حلقات تلفزيونية ورقمية، وقصصًا وشخصيات درامية، إضافة إلى مسرحيات وعروض حيّة حققت انتشارًا واسعًا في المنطقة والعالم.
وقد تجاوزت القناة على يوتيوب 10 مليارات مشاهدة ونحو 12 مليون مشترك، بينما امتد أثرها خارج المنصّات الرقمية ليصل إلى عروض جماهيرية ضخمة نفدت تذاكرها في بغداد، الإمارات، قطر، الأردن، السويد، أوروبا، ألمانيا والولايات المتحدة، لترسّخ مكانتها كمنصّة عائلية جامعة تمزج بين الترفيه والقيم التربوية، وتقدّم نموذجًا عربيًا ناجحًا في صناعة الطفولة.

أيقونة ثقافية تربوية في العالم
انطلقت قصة "فوزي موزي وتوتي" من شغف المُؤسّس فوزي سعيد عام 2004، حين بدأ رحلته كمفعّل فعاليات ونشاطات في أعياد الميلاد والحفلات الصغيرة، يلامس خيال الطفل ويقترب من عالمه الداخلي. وقد أدرك مبكرًا الحاجة إلى محتوى عربي آمن وراقٍ وتربوي يحترم عقول الصغار وينمّي قدراتهم. هذا الإدراك تحوّل إلى مشروع متكامل تطوّر لاحقًا إلى واحدة من أبرز العلامات العربية المخصّصة للأطفال، بمنظومة إنتاج إبداعية تضم قصصًا ومحاكاة درامية وشخصيات محبوبة وأعمالًا مسرحية ومنتجات ترفيهية.
ومنذ انطلاقة مشروع “فوزي موزي وتوتي” رافق المسيرة عدد من الأسماء المؤثرة التي كان لها دور أساسي في بناء المحتوى وتطوّره. فقد كانت الفنانة سماهر سعيد سلامة—شقيقة فوزي—حاضرة منذ البداية، بشخصية "توتي" المحبوبة وأسهمت في صياغة روح العمل وتقدّمه. كما شاركت مجدولين وهي الاخت الاصغر لفوزي وسماهر، في الفريق بصفتها إحدى العناصر الداعمة في الصورة والشخصيات وقدمت دور "المندلينا".

أما الفنان أسامة مصري فكان وراء كتابة المشاهد التي ظهرت على اليوتيوب، وصياغة العديد من الأغاني والنصوص، إضافة إلى مشاركته في التمثيل. وأسهم الفنان كارم مطر في إثراء الجانب الموسيقي عبر تلحين وتوزيع موسيقى أعمال “فوزي موزي وتوتي”.
وانضمّت الفنانة رنين بشارات إسكندر لاحقًا لتتولى مسؤولية كتابة العروض المسرحية، إلى جانب أدائها لشخصية "تيتا فوزية"، مما أضفى بعدًا مسرحيًا مميزًا ودعم التجربة الإبداعية للفريق.
ومع توسّع أثرها، باتت قناة “فوزي موزي وتوتي” على يوتيوب نموذجًا عالميًا في صناعة المحتوى الطفولي، يتابعها الملايين عبر المنصّات الرقمية، ويلتقي بها جمهورها في عروض حيّة داخل العالم العربي وخارجه، لتصبح أيقونة ثقافية تربوية صنعت بصمتها في ذاكرة جيل كامل.

“فوزي موزي وتوتي”: منافسة عالمية بمعايير عربية
أصبحت "فوزي موزي وتوتي" اليوم نموذجًا عربيًا رائدًا ينافس كبرى الفرق العالمية، ليس فقط من حيث الانتشار الرقمي والجماهيري، بل أيضًا من حيث القيمة التربوية والإنسانية الكامنة في محتواها. فقد أثبتت الفرقة أن الاستثمار في الإبداع والمحتوى التفاعلي الآمن للأطفال يمكن أن يُحدث تأثيرًا عميقًا في وعي الأسرة العربية، ويُسهم في بناء جيلٍ أكثر وعيًا وتواصلًا، تاركًا أثرًا تربويًا مستدامًا يمتد عبر الأجيال.
وتتميّز القناة بمحتواها التربوي–الترفيهي الذي يجمع بين المتعة والقيمة، من خلال قصص عائلية مشوّقة وتحديات قريبة من عالم الطفل تقودها شخصيات محبوبة مثل فوزي موزي، توتي، مندلينا وتيتا فوزية، والتي أصبحت جزءًا من ذاكرة الطفولة الحديثة في المجتمع العربي. ويقدّم هذا النموذج تجربة تربوية مختلفة تقوم على القيم والسلوك بطرق غير مباشرة، فتغرس مفاهيم التعاون، تقبّل الآخر، الأخوّة، نبذ التنمّر، الإبداع، والقدرة على حلّ المشكلات بمرونة وروح إيجابية، بعيدًا عن الأسلوب التلقيني التقليدي.
هذا التكامل بين الرسالة والأسلوب جعل القناة مرجعًا عربيًا في صناعة المحتوى الآمن للأطفال، ومصدرًا موثوقًا لدى الأهالي والمؤسسات التربوية على حدّ سواء.
وفي هذا المسار الطويل المليء بالشغف والعمل المتقن، أثبتت فرقة “فوزي موزي وتوتي” أن الدرع الماسي ليس نهاية الرحلة، بل محطة تؤكّد صواب الطريق وتفتح أبوابًا جديدة نحو مزيد من الاستثمار في الطفل العربي، بوصفه محور بناء المجتمع وامتداد مستقبله. وبين المسرح والمنصّات الرقمية واللقاء المباشر مع الجمهور، تبقى الفرقة ثابتة على وعدها: تقديم محتوى آمن، ممتع وهادف يشبه الأطفال ويفتح أمامهم نوافذ واسعة للإبداع والخيال.
رحلة بدأت من حي وادي النسناس في حيفا بروح محلية بسيطة، كبرت لتصبح تجربة عربية عالمية يُحتذى بها، ورسالة مفادها أن تعليم الطفل وتثقيفه لا يحتاج إلى الوعظ، بل إلى الفرح والقرب والصدق. واليوم، ومع هذا الإنجاز الجديد، تثبت "فوزي موزي وتوتي" أن الطفولة ليست مرحلة عابرة، بل قضية ثقافية وتربوية تستحق الاستثمار والاحتفاء والاستمرار.