كنوز نت - بقلم: سليم السعدي – عن بيان سفينة النور


الحدث القادم من الزمن اللامحدود

بقلم: سليم السعدي 

في زمنٍ تتلاطم فيه ظلمات الأرض وتتناقص فيه أنفاس العدالة، تتجلّى رمزية سفينة النور كمفهوم يتجاوز حدود الخيال العلمي، ليعبّر عن يقظةٍ روحيةٍ قادمة لتصحيح مسار البشرية.

فالبيان الكوني لا يتحدث عن مركبة معدنية أو زائرٍ من كوكب بعيد، بل عن عودة النور إلى الأرض بعد أن طغت عليها ذبذبات السلبية والظلم.
إنها استعارة عن لحظة التوازن التي لا بد أن تحدث حين تختل الموازين، حيث يتدخل الوعي الأعلى لإعادة الانسجام بين المادة والروح.

رسوّ السفينة على المريخ ليس حدثًا فلكيًا فحسب، بل إشارة رمزية إلى اقتراب الوعي الجديد من حدود الإدراك البشري.
و"الذبذبات النورانية" هي نبضات الوعي الكوني التي تصل إلى النفوس المستعدة لتلقّي الحقيقة.

الذين ما زالوا يزرعون الحروب ويغذّون الكراهية سيجدون أنفسهم خارج دائرة النور،
أما من حافظ على صفاء قلبه فسيكون أول من يشهد التحوّل العظيم.

إننا أمام حدثٍ كونيٍّ معنوي، لا تراه الأبصار بل تشعر به الأرواح، لحظة يلتقي فيها الزمن المحدود بزمنٍ آخر لا يُقاس بالساعات، بل باليقظة.
ولعلّ الرسالة الأعمق في هذا البيان أن خلاص الإنسان لن يأتي من الخارج، بل من استيقاظ النور الذي في داخله.

فالحدث المنتظر ليس نزولًا من السماء، بل صعودًا في الوعي، يغيّر نظرة البشر إلى أنفسهم وإلى الكون.
إنها ساعةٌ فاصلة بين من يؤمن بالنور ومن يعبده، وبين من يهرب منه لأنه لا يحتمل صدقه.

ولذلك، حين تبزغ إشارات السماء في الأيام القادمة، فلن تكون نيازك ولا أضواءً فلكية، بل علامات في القلوب، تهمس لكل من بقي فيه ذرة ضمير:
قد حان وقت النور...
فاستيقظوا.