
كنوز نت - بقلم: سليم السعدي
مصير الشعب الفلسطيني... بين الطغاة والاستعمار وخيانة الداخل
بقلم: سليم السعدي
يبقى السؤال الذي يطارد العقول والقلوب: مصير الشعب الفلسطيني بيد من؟
أهو بيد الفلسطينيين وحدهم؟ أم بيد حكّام الطغيان الذين يعبدون الكرسي والمال؟ أم بيد الدولة العميقة التي تحرّك الخيوط في الظل؟ أم لا يزال بيد الاستعمار الغربي الذي صاغ الرواية الأولى لسرقة الأرض وتزوير التاريخ؟
لقد كان الاستعمار البريطاني هو الأب الشرعي للنكبة، إذ أنشأ رواية خرافية عن "وطن لليهود"، واستقدم مهاجرين من شتى الأمم، صدّقوا الوهم وعملوا على نشره، حتى صارت فلسطين ساحة جريمة كبرى. جريمة لم تقتصر على اغتصاب الأرض، بل امتدت لاغتصاب الهوية والذاكرة، وتحويل فلسطين إلى مشروع تهويدي–استعماري قائم على روايات دينية محرفة وتوظيف سياسي مشبوه.
إن ما يجري اليوم ليس سوى استمرار لهذا المشروع: قتل، تشريد، تدمير للبيوت، وتهجير قسري لأبناء الشعب الفلسطيني. تُعلّق أشلاء الأطفال على جدران البيوت المهدمة، وتصرخ الأمهات بصرخات تزلزل السماء. أي "قدسية" هذه التي تُبنى على الدماء والفساد؟ وأي "إيمان" هذا الذي يبيح قتل النساء والأطفال ويحوّل الأرض المقدسة إلى مسرح للجرائم؟
والمأساة الأعظم أن بعض الأنظمة العربية تمد هذا العدو بالدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي، وتبرر ذلك باسم "السلام" أو "الإنسانية"، بينما الحقيقة أنها مشاركة في الجريمة. شيوخ السلطان يحرّفون الكلم عن مواضعه، ليمنعوا الناس من قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر، مخالفين جوهر الدين ووصايا الرسل.
إن مصير فلسطين لا يُكتب بصفقات التطبيع ولا بإرادة الطغاة، بل يُكتب بدماء الشهداء وصبر المرابطين ووعي الأجيال القادمة. فلسطين ليست قضية سياسية عابرة، إنها امتحان أمة كاملة، وميزان الحق والباطل. فمن باعها خسر دينه قبل أن يخسر دنياه، ومن دافع عنها أحيا روح الأمة كلها.
نطالب المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وكل الشعوب الحرة أن تقف عند مسؤولياتها التاريخية والإنسانية، وأن تدرك أن استمرار هذه الجريمة هو تهديد للسلام العالمي، وإهانة للقيم الأخلاقية والإنسانية.
فلسطين ليست للبيع، ولا للمساومة، وستبقى الأرض المباركة عنوانًا للحق مهما طال ليل الظلم.
23/08/2025 08:24 am 46