كنوز نت - بقلم: الكاتب والفنان سليم السعدي

فهم رسائل الحكمة: حماية النصوص الروحية من الاستغلال الطائفي
بقلم: الكاتب والفنان سليم السعدي

في السنوات الأخيرة، تزايدت محاولات اقتطاع نصوص دينية أو روحية من سياقها الأصلي، وتوظيفها لإشعال الفتنة بين الطوائف، ومن بينها بعض المقتطفات الواردة في "رسائل الحكمة" للموحدين الدروز، مثل العبارة: "دنانير ونصف وهم المشركون نصارى أمة محمد".
هذه العبارة وغيرها لا يمكن فهمها دون العودة إلى سياقها الكامل، فهي ليست حديثًا نبويًا ولا حكمًا فقهيًا، بل نص رمزي باطني يعتمد لغة الأعداد والرموز لتصنيف مراتب الإيمان والمعرفة الروحية.

في هذه الرسائل، تشير مفاهيم مثل "الدينار" و"النصف" إلى مراتب الكمال أو النقص في المعرفة والتوحيد، وليس إلى قيم مالية أو فئات اجتماعية محددة. كما أن عبارة "المشركون نصارى أمة محمد" لا تستهدف المسيحيين ولا المسلمين عامة، بل تعبّر عن تصنيف رمزي لكل من ابتعد عن التوحيد وفق المفهوم الباطني.

إن اقتطاع مثل هذه النصوص من سياقها أو تفسيرها حرفيًا يفتح الباب أمام استغلال خبيث لإشعال النزاعات الطائفية، وهذا يتعارض مع جوهر الرسائل التي كُتبت أساسًا لغايات روحية وتعليمية، لا سياسية ولا تحريضية.


ندعو الباحثين والإعلاميين وعموم الناس إلى التحقق من مصادر النصوص وفهم سياقها الرمزي قبل تداولها، والعمل على منع أي استغلال للنصوص الدينية في زرع الشقاق.
فالوحدة المجتمعية، مهما اختلفت الطوائف والمذاهب، هي السدّ المنيع أمام كل من يسعى إلى الفوضى والاقتتال. 


بيان توضيحي حول بعض العبارات الواردة في "رسائل الحكمة"

نؤكد أن العبارة الواردة في بعض نسخ "رسائل الحكمة": "دنانير ونصف وهم المشركون نصارى أمة محمد" ليست حديثًا نبويًا ولا نصًا تحريضيًا.
هذه النصوص رمزية باطنية تشرح مراتب الإيمان والمعرفة الروحية، ولا يجوز تفسيرها حرفيًا أو توظيفها لإثارة الفتنة.

ندعو الجميع إلى تحري الدقة وعدم استغلال النصوص الدينية في إثارة النزاعات، والعمل معًا على تعزيز الوحدة والتعايش