ارتعاش الخلاص

كنوز نت - رانية فؤاد مرجية

20 حزيران 2025

أبحثُ عن لحظةٍ

لا يشبهها زمان

ولا تكتبها ذاكرة

لحظةٍ تُنزع فيها الأقنعة عن الوجوه

ويُزال الغبار عن القلب

لحظةٍ تهطل كالمطر على أرضٍ عطشى

تغسلُ ما تراكم من قرفٍ في الأعماق

وتمسح آثار العتمة عن جبيني

لحظةٌ لا تكون عابرة

بل شاهقة، خارقة،

كأنها بزوغ الله في داخلي

لحظةٌ لا تشبه غيرها

ولا تُقارن

ولا تُختصر في كلمة أو تنهيدة

أرتجف من لحظةٍ

تومض ثم تختفي

كأنها حلمٌ هشّ

أو ومضة برقٍ في ليلٍ كثيف

لحظةٌ تمرّ ولا أراها

تُولد ثم تموت في سحابة

أخاف

أن أظلّ بعدها جالسةً

بلا شمس

بلا ظلّ

بلا شهقة انتصار

أخاف أن تُغلق السماء أبوابها

فأبقى على الأرض وحيدة

أحصي شقوق الوقت،

وأتهجّى أسماء الأيام العقيمة

لذلك،

أطلبها الآن

لحظة حضورك

يا مَن لا يزول ولا يغيب

لحظةً واحدة، لا أكثر

كي أهرب من دوار هذا السكر الحزين

من هذياني المزمن

من وهم العيش المفكّك

لحظة تُشبهك

تفيض بي

وتشعلني بنورٍ

لا يشبه هذا الضوء الكهربائي الزائف

لحظةٌ

تُعيد ترتيب دمي

تطهرني

تشفي كسري

وتكتب في عينيَّ

عهدًا جديدً