
كنوز نت - بقلم: رانية مرجية
الدكتور إبراهيم العلم… علمٌ من أعلام فلسطين يستحق التكريم
- بقلم: رانية مرجية
من يتأمل المسيرة الأدبية والنقدية للدكتور إبراهيم العلم، الأديب والروائي والناقد الكبير، وأحد أبرز مؤسسي جامعة بيت لحم، لا بد أن يقف بإجلال أمام قامة ثقافية ووطنية سامقة، شكلت ركيزة أساسية من ركائز الأدب العربي في فلسطين.
الدكتور إبراهيم العلم، أستاذنا جميعًا، قضى أكثر من ستة عقود في خدمة الثقافة، طواعيةً وحبًا، فأسهم في صناعة أجيال من الكُتّاب والمثقفين العرب، حتى غدا "عرّاب الأدب الفلسطيني" بحق، وحافظًا أمينًا على إرثنا الأدبي والإنساني، ومُخلِّدًا لقضيتنا العادلة عبر الكلمة الصادقة والنبض الوطني.
ولد في مدينة الرملة، موطن أسرته الأصلي، وقضى طفولته وجزءًا من شبابه في بيت جالا. بدأ كتابة القصة القصيرة منذ كان في الرابعة عشرة من عمره، وفاز بجائزتين مبكرتين في هذا الفن، ونشرت أعماله القصصية في الصحف اليومية والمجلات المحلية والعربية، ولا سيما مجلة "البيادر المقدسية"، كما تُرجمت بعض قصصه إلى اللغة الإنجليزية.
أنجز دراستين أكاديميتين مطولتين: الأولى بعنوان "الأقصوصة في الأردن (بما يشمل الجزء الفلسطيني الذي ضم عام 1949)" وهي رسالة الماجستير، والثانية تناول فيها "شعر فدوى طوقان من الوجهة الفنية"، وكانت أطروحة الدكتوراه. كما أغنى المكتبة العربية بعدد كبير من الدراسات النقدية، من أبرزها: "الدراسات الأدبية"، "الشعر الفلسطيني في الداخل"، "القصة القصيرة الفلسطينية"، "الأقصوصة في فلسطين والأردن"، و"الأدب في فلسطين"، و"الشعر الفلسطيني بين أوائل وأواخر القرن العشرين".
له أيضًا مجموعتان قصصيتان: "القربة الموعودة" و*"الخيمة المحاصرة"، وروايتان هما: "عينان على الكرمل" و"حارة الشراقة"*. وقد ترجم عددًا من الكتب المهمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية، نذكر منها: "الحياة اليومية في فلسطين"، "مقياس الحكم على الرجل"، و"دور المرأة في المجتمع".
أما في المجال التربوي، فله بصمات واضحة، إذ كتب في طرق تدريس الأدب والنقد الحديث في الجامعات، وله كتابات في السيرة الذاتية، أبرزها عن ناجي العلي، الفنان المناضل، كما كتب في أدب الأطفال قصة "طارق قاهر البرابرة".
أستاذنا وأديبنا الكبير، الدكتور إبراهيم العلم… يا من استطعت أن تمزج بين الإنسان والأرض والتاريخ والرمز، شكرًا لك، وألف شكر، على كل حرفٍ كتبته بحبٍ لفلسطين، وللأرض، وللعدل، ولإنسانها البسيط والكريم.
كلنا، نعم كلنا، فخر واعتزاز بك.
20/05/2025 05:55 pm 25