كنوز نت - جفعات حبيبة




مؤتمر “إلى أين يذهب الإلهام؟” - مركز الفن المشترك جفعات حبيبة



في جفعات حبيبة، عُقد مؤتمر فريد من نوعه تناول العلاقة بينالفن، حرية التعبير، والهوية الشخصية والوطنية – تحديدًا في أيام يسودها الانقسام الاجتماعيوالسياسي، وفي ظل استمرار الحرب.
تضمّن المؤتمر جلسة مركزية، وحوارًا شخصيًا مع فنانة عالميةضيفة، وسلّط الضوء على التحديات والقوى التي تشكّل الحقل الثقافي، الفني، والتربويفي إسرائيل.
شارك في المؤتمر ميخال سيلاع، المديرة العامة لجفعات حبيبة،عنات ليدرور، مديرة المركز المشترك للفنون في جفعات حبيبة، البروفيسورة يولي تمير،رئيسة كلية بيت بيرل ووزيرة التربية والتعليم السابقة، د. زئيف دجاني، مدير ثانوية“جيمناسيا هرتسليا”، والفنانة العالمية رائدة أدون. تخلل الحدث حلقة نقاش بإدارة د.غاليا بار أور، إلى جانب حوار شخصي بين الفنانة أدون والمنسقة الفنية عنات ليدرور.
وقالت ميخال سيلاع، المديرة العامة لجفعات حبيبة، خلال الحدث:
“علامات التطرف، الإقصاء،والخوف حاضرة في جميع المجالات، بما فيها الثقافة والفن. الفنانون الذين عبّروا عنموقف معقد أو نقدي – وجدوا أنفسهم مقصيين، مُخرسين، وموسومين. هذه عملية خطيرة علىالديمقراطية، وعلى المجتمع، وعلينا كبشر نستبطن الصمت. في هذا المؤتمر اخترنا ألّانصمت. ليس باسم أمل عام أو رؤية رومانسية، بل انطلاقًا من الفهم بأن هذا هو دورنا– كمؤسسة، وكفنانين، عبر تضامن مشترك بين العرب واليهود، وبين هويات وخلفيات مختلفة،في ظل واقع ممزق”.


عنات ليدرور، مديرة ومنسقة المركز المشترك للفنون:
“حين لا توجد حاجةرسمية للمشاركة في الساحة الثقافية الدولية – تتضح صورة قاتمة: الفن في إسرائيل يُدفعإلى الهوامش حين لا يتماشى مع الخط الرسمي. في ساحة تُغلق تدريجيًا، السؤال لم يعدفقط ما هو دور الفن، بل هل ما زال الفن حرًا ليكون كذلك؟”
د. غاليا بار أور، منسقة وباحثة في مجال الفن، تحدثت عن عملياتالإقصاء المستمرة:
“في صفد، أُغلقت قاعةعرض فنية عامة. استيقظنا على تهديدات بإغلاق المتاحف ومراكز الثقافة في حولون. بعضرؤساء البلديات لا يرون أهمية لمؤسسات الثقافة. الفن المعاصر الذي يعترف بالتعدديةالثقافية يُنظر إليه على أنه خطر. نحن نتحدث عن سردية يتم تهميشها. في المقابل، اتخذمتحف تل أبيب خطوة تعكس إدراكًا بواقع متطرف”.
الفنانة رائدة أدون شاركت بمشاعرها في ظل الفترة منذ 7 أكتوبر:
“أشعر أنني أعيش داخلحقيبة سفر منذ بداية الحرب – لدي أصدقاء يهود لا يتحدثون إليّ فقط لأنني عربية. برأيي،فني ليس سياسيًا، بل هو بحث في الألم والصدمات. الشارع هو الاستوديو الخاص بي – أمتصما أراه.
أنا سعيدة كوني فلسطينية ومقهورة، لا قاهرة. لا يمكنني النومليلًا لو كنت أحتفل بالأعياد في حين أن شعبًا آخر محاصر خلف بوابات. هذا المكان يهمني،وقلبي هنا. يوجد هنا أناس رائعون. لا ندرك كم نحن مميزون. أشعر بالانتماء إلى كلا الشعبين.أتحدث اللغتين، وأستمتع بثقافتين، وهذا يُغنيني. لا يجوز لنا كفنانين أن نستسلم للواقع.دورنا هو أن نرد”.
في الجلسة المركزية، تناولت البروفيسورة يولي تمير مسألةحرية التعبير في الأكاديميات الفنية، وقالت:
“نحن نناضل من أجلالحق في إقامة حوار مفتوح، حتى تحت أعين الرقابة التنظيمية. أحيانًا يُسألون إن كانهناك داعمون لحماس في كليتنا – والإجابة هي لا. لكن، من الصعب التخلص من الشعور بأنناتحت الفحص طوال الوقت”.
صوفي أبو شقرة تحدثت عن إلغاء معرض لها، وأشارت إلى أنه فيواقع اليوم، هذا الأمر لم يعد مفاجئًا، كما شاركت أنها تلقت عشرات الدعوات لعرض المعرض،أولها كانت من جفعات حبيبة.
زئيف دجاني، مدير جيمناسيا هرتسليا، شارك بقصة شخصية:
“عندما كنت في الخامسة،كنا نعيش في الاتحاد السوفييتي. تحت منزلنا، في الطابق الأول، كان يسكن رسّام يرسمكاريكاتيرات، وفي أحد الأيام اختفى. قال لي والداي إن هناك فنًا ممنوعًا. إذًا علىما يبدو، للفن تأثير، إذا كان الفنانون يختفون وتُغلق المؤسسات.

البينالي الذاتي هذا العام كان مبادرة تجمع بين فنانينفلسطينيين ويهود – شراكة قوية، تحديدًا حين تُخنق الأصوات. في المدارس، الفن هو فرصة نادرة للطلاب للتعبير عن مشاعرهم”.
مؤتمر الفن في جفعات حبيبة هو جزء من نشاط واسع يقوده المركزالمشترك للفنون في مجال الفن والمجتمع المشترك في إسرائيل، إلى جانب العديد من المبادراتالأخرى التي تعمل في هذا المجال، أكثر بكثير مما نتصور، رغم، وبموازاة، الشرخ العميقالذي يعيشه المجتمع الإسرائيلي.
وقد برز من المؤتمر أن الفن هو مجال تتجلى فيه الشراكة العربيةاليهودية بشكل واسع، وفيه التزام بالبُعد الإنساني وتعدد وجهات النظر (وهو جوهر الفن).
برز العمل الواسع الذي يتم في مجال الفن بالشراكة اليهوديةالعربية، في أم الفحم، حيفا، القدس، تل أبيب وغيرها.
معًا لن نسمح بإسكات الفن وفنانينا و تهميشهم