.png)
كنوز نت - بقلم الكاتب والفنان سليم السعدي
" هل تشعل غزة الحرب العالمية الثالثة ؟ عندما يصنعة الصمت الاقليمي طريق الانفجار الدولي "
- بقلم الكاتب والفنان سليم السعدي
منذ اندلاع الحرب على غزة والعالم يعيش على وقع صدمة غير مسبوقة ، تفضح هشاشة النظام الدولي وتعري ازدواجية القوى العظمة . لكن خلف هذا المشهد المأسوي ، يتمدد خطر اكبر بهدد البشرية جمعاء : الانزلاق نحو حرب عالمية ثالثة ، تشعلها نار المشروع الصهيوني ، في وقت تتراجع فبه بعض القوى الاقليمية عن خوض المواجهة المباشرة .
معادلة اقليمية مشلولة ... وخطر عالمي متزايد
في ظل وحشية الهجوم الاسرائيلي كان ينتظر تصعيد اقليمي شامل ، كما حدث فب حروب سابقة . لكن الواقع جاء مختلفا :
* حزب الله التزم بتصعيد محدود ثم خفف عملياته تدريجيا .
* سوريا والعراق اكتفيا بردود فعل رمزية ، تحت ضغط التوازونات الدولية .
* ايران تلوح وتناور دون الانخراط المباشر .
رغم ذلك ، لم يتراجع خطر الحرب الكبرى ، بل ازداد ، فغياب الرد الاقليمي المباشر منح الكيان الصهيوني غطاء لتوسيع دائرة الابادة ، ودفع باللاعبين نحو استقطاب اكثر حدة ، ما يقرب احتمالية الانفجار على مستوى اوسع
المشروع الصهيوني : نواة الفوضى العالمية
لم يعد الصراع محصورا في رقعة جغرافية بل اصبح ايديولوجيا تغذي الاضطراب العالمي ، من :
* دعم الانظمة الاستبدادية
* التغلغل في القرار الغربي عبر اللوبيات
* شرعنة الانتهاكات الجماعية لحقوق الانسان
* انه مشروع ينسف القوانين الدولية ويحول "اسرائيل " الى كيان فوق المحاسبة ، بدعم مفتوح من الولايات المتحدة ، بالامر الذي يدفع قوى عديدة لاعادة النظر في قواعد اللعبة الدولية .
شرعية دولية تنهار امام الاعين
الشلل الدائم لمجلس الامنة، والعجز الاخلاقي للمحكمة الجنائية الدولية ، يكشفةان العالمةما بعد 1945 يعيش احتضار نظامه الاخلاقي والقانوني
وقد يؤدي هذا الانهيار الى فراغ يملا بالسلاح والانتقام والتحالفات المفاجئة .
ارتدادات اقتصادية تهدد السوق العالمي
مع غياب الاستقرار السياسي في الشرق الاوسط تتاثر مباشرة :
* توقف الممرات البحرية في البحر الاحمر يهدد التجارة العالمية
* موجات المقاطعة الاقتصادية تضرب شركات امريكية واوروبية
* انسحاب استثمارات كبرى من المنطقة
* تصاعد اسعار الوقود والمواد الخام
الكل متضرر ... والجميع متوتر
هل تنفجر الساحة الدولية ؟
التصعيد الغير متكافئ في غزة ، والرد الغربي المتواطئ ، يولدان غضبا عالميا غير مسبوق .
ما كان يوما قضية انسانية ، اصبح مسالة امن عالمي ، واي شرارة جديدة _ ربما ضربة خاطئة او مجزرة مروعة تبث مباشر _ قد تكون نقطة اللاعودة .
الخلاصة :
العالم لا يحتاج " جبهة مقاومة " تقليدية ليخوض حربا شاملة ... يكفي ان تنهار الثقة ، ان يسقط القانون ، ان يغيب العقل ... وغزة ، في كل يوم تقرب البشرية من هذه الهاوية .
19/04/2025 10:17 pm 166