" درب الدموع (TRaiI of Tears ) .

كنوز نت - الناصرة -بقلم : سليم السعدي

درب الدموع هو مصطلح يشير الى واحدة من احلك الفصول في تاريخ الولايات المتحدة ، حيث تم تهجير الالف من السكان الاصليين الامريكيين قسرا من اراضيهم في جنوب شرقي الولايات المتحدة الى مناطق غرب نهر المسيسبي وخاصة الى ما يعرف اليوم بولاية اوكلاهوما . حادثة التهجير حدثت في ثلاثينيات القرن التاسع عشر ، وكان جزءا من سياسة الازالة الهندية التي انتجها الرئيس الامريكي اندرو جاكسون . يومها اصدر الكونجرس الامريكي قانون الازالة الهندية عام 1830 ميلادي ، بموجبه سمح للحكومة الفيدرالية بنقل السكان الاصليين من اراضيهم مقابل ارض جديدة غرب المسيسيبي . هو ما جاري الان في فلسطين . لماذا ؟ " لا يخبرونك هذه القصة في كتب التاريخ " ؟ 

القصة بداءت قبل ان يصل كولومبوس الى امريكا عاش الملايين من السكان الاصليين على هذه الارض بثقافتهم الغنية ولغتهم العريقة لكن خلال 400 عام . فقدوا اكثر من تسعين بالمئة من اراضيهم بسبب الحروب الخداع والمعاهدات المكسورة . في عام الف وثمانمائة وثلاثون صدر قانون الازالة الهندية مما اجبر على عشرات الالاف من السكان الاصليين السير لمسافات طويلة فيما يعرف ب" درب الدموع " ، حيث مات الالاف بسبب الجوع والمرض والاسؤا ؟ حتى اليوم لا تزال قبائل كثيرة تكافح لاستعادة حقوقها واراضيها التاريخية ليس مجرد ماضي انه واقع تعيشه الان. 

القبائل المتضررة : 

اجبرت عدة قبائل على الانتقال والنزوح ، واهم تلك القبائل كانت 

١. الشيروكي

٢. الكريك

٣. الشوكتاو 

٤. السيمينول 

٥. الشيكاساو المعانة والوفيات 

سميت ب" درب الدموع " بسبب المعانة الهائلة التي تعرض لها السكان الاصلييون اثنا رحلة الالف الاشخاص ماتوا بسبب الجوع والمرض والظروف الجوية القاسية . تقدر اعداد الوفيات بحوالي 4,000 شخص من قبيلة الشيروكي وحدها ، الاسباب وراء التهجير الطمع في الارض . وهو الهدف الرئيسي للسيطرة عليها كونها ارض خصبة في منطقة الجنوب الشرقي ، والتي كانت غنية بالمواد الطبيعية مثل الذهب والتوسع الزراعي ، اراد المستوطنون توسع مزارع القطن في الجنوب ، 

السياسة العنصرية : 

كان هناك توجه عنصري ضد السكان الاصليين ورغبة في ابعادهم عن المناطق المتحضرة . 

الارث والتاثير : 

يعتبر "درب الدموع " رمز للظلم التاريخي الذي لحق بالسكان الاصليين في الولايات المتحدة . لا تزال هءه الاحداث تؤثر على المجتمعات الاصلية حتى اليوم ، حيث تعتبر جرحا تاريخيا مفتوح لم يلتئم بعد ، اذ يتم احياء ذكراه في العديد من الفعاليات الثقافية والاحتفلات التاريخية للسكان للاصليين .

هناك تشابه كبير بين ما حدث في " درب الدموع " في الولايات المتحدة وما يحدث اليوم في فلسطين من حيث سياسات التهجير القسري والاستيلاء على الارض .

اليكم بعض اوجه التشابه : _

١.التهجير القسري والطرد الجماعي . 

في درب الدموع ، تم طرد القبائل الاصلية من اراضيهم بالقوة الى مناطق بعيدة ، مما ادى الى وفاة الالاف . 

في فلسطين التاريخية ارض كنعان ، يتم تهجير الفلسطينيين قسريا من منازلهم سواء عام ١٩٤٨ وحتى اليوم ٢٠٢٥ محاولة دولة الاحتلال نزع الشرعية عن الاف العرب الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية وفي الداخل اذ يتعمد الاحتلال تزييف الحقائق وسلب الاراضي العربية لمواطنين عرب بحجة ارض خاضعة للاحتلال ولا ننسى غزة والتي يسعى الاحتلال من خلال الحروب والنزاعات وسياسة الهدم بحجة البيوت الغير المرخصة او ذرائع عديدة من عمل دفاعي يترجم على انه ارهاب فتقوم السلطة بهدم المنازل ، دون اخذ قرار قانوني واصلا لا يقدم للمحاكم بل يتخذ قرار ميدانيا وكاننا في ساحة حرب ، ويختصرون الذهاب للمحاكم كي تتضح الصورة البشعة لافعالهم ، اذ يستخدمون القوة لبناء او اقامت مستوطنات اسرائيلية للتوسع والنفوذ ، ٢.الاستيلاء على الاراضي .

في الولايات المتحدة ، كان السبب الرئيسي للتهجير هو الطمع بالاراضي الخصبة والموارد 

في فلسطين ، يتم الاستيلاء على الاراضي من اجل بناء المستوطنات وتوسيع النفوذ الصهيوني ، حيث يغتبر بعض المناطق غنية بالمواد الزراعية والمائية . 

٣.التبرير القانوني . 

في درب الدموع تم استخدام قوانين الازالة الهندية لتبرير التهجير وكانها عملية قانونية منظمة . 

في فلسطين ، يستخدم قوانين اسرائيلية مجحفة واوامر عسكرية لتبرير مصادرة الاراضي وهدم المنازل ، 

٤.العنصرية والاستعلاء العرقي . 

في الولايات المتحدة ، كان ينظر الى السكان الاصليين على انهم اقل شانا مما سهل تبرير ترحيلهم . 

في فلسطين ، هناك خطاب عنصري لدى بعض الجماعات الصهيونية يبرر طرد الفلسطينين بدعوة انهم اقل استحقاق للارض . 

٥.المعانة الانسانية : 

في " درب الدموع " واجه السكان الاصلييون ، الجوع والامراض وظروف قاسية خلال مسيرتهم القسرية . في فلسطين عانا ويعاني الشعب العربي الفلسطيني من الفقر والحصار ، مما تسبب معانة انسانية كبيرة ملخص الامر ...

ما حدث في "درب الدموع " هو ماسة تاريخية تتكرر في فلسطين بشكل مختلف ولكن بنفس الفكرة والطريقة لتهجير السكان الاصليين والتهجير القسري بهدف السيطرة على الارض والاستيطان . التاريخ يعيد نفسه عندما تكون الارض والثروات والسلطة هي الدافع ، فتكون حقوق الانسان وكرامته هي الضحية، جراء اطماع خارج عن احكام الهية شرعية عدليه