هل سنتعلم من تجاربنا أم نبقى على نهج العناد؟

كنوز نت - الكاتب: اياد ابو روك

في ظل الواقع الفلسطيني المعقد تظهر الحقيقة المرة هل سنتعلم من تجاربنا أم نواصل السير في طريق العناد الذي أوصلنا إلى أسوأ حالات اليأس لم يكن من العدل أن نطالب الدول العربية بالدعم ونحن لم نبادر بمساعدة أنفسنا إذ قضينا سنوات طويلة في التجوال بين العواصم العربية والأوروبية بحثا عن حل للانقسام الداخلي دون جدوى

الرئيس محمود عباس الذي يدرك تماما حجم إمكانياتنا وحدودها كان واضحا منذ البداية فهو يعلم جيدا أن الدعم العربي ضعيف وهزيل وأن الشعب الفلسطيني يقف دون غطاء حقيقي وأن الرهان على الدول العربية والدعم الدولي لا جدوى منه كما يدرك أن المواقف الدولية غالبا ما تخذلنا إذ طالب في أكثر من مناسبة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني هذا المطلب كان قائما على رؤية سياسية واعية مدركة أن المحتل متوحش وتعطشه للدماء لا يتوقف مما يجعل أي مواجهة مباشرة معه مكلفة جدا….!!

لكن للأسف لم تؤخذ كلمات الرئيس عباس على محمل الجد كانت رؤيته السياسية التي تدعو للمقاومة السلمية والاعتماد على الأدوات الدبلوماسية تعكس فهما عميقا للواقع ومع ذلك قوبلت هذه الرؤية بالتجاهل أو الاستخفاف وكانت النتيجة كما توقع تصعيد العنف تفاقم المعاناة ودمار كبير أصاب الشعب الفلسطيني

لقد أثبتت الأيام صدق كلمات الرئيس حيث إن الطريق الذي سلكته حماس وغيرها من الفصائل القائمة على الرؤية الأحادية والعناد السياسي قد أدى إلى كوارث سياسية وإنسانية . الواقع الحالي يعكس أن الاعتماد على القوة وحدها دون النظر إلى الإمكانيات الحقيقية للشعب الفلسطيني ودون وضع العواقب الوخيمة في الحسبان قد قاد إلى نتائج كارثية

الرئيس عباس كان يرى أن المقاومة السلمية كما حدث في انتفاضة الحجارة هي الحل الأكثر جدوى هذه الانتفاضة أظهرت كيف يمكن تحقيق مكاسب كبيرة من خلال نهج واع ومدروس بعيدا عن العناد السياسي الذي أضاع الكثير من الفرص الآن ومع هذا الواقع المؤلم علينا إعادة تقييم مسارنا والاعتراف بالأخطاء والعمل بجدية لتوحيد الصفوف وإيجاد رؤية شاملة تنقذ الشعب الفلسطيني من هذا المأزق