كنوز نت - عدالة

محكمة الصلح في حيفا:


 قبول استئناف "عدالة" وإلغاء جميع الشروط المقيدة لمتظاهرتين كانتا قد اعتقلتا الخميس الماضي

عدالة: شهدنا تصعيد خطير في ممارسات الشرطة هذه المرة التي سربت تصويرها للمظاهرة لشخصية يمينية عامة وتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي في أوساط اليمين المتطرف من أجل التحريض العلني والمباشر على المتظاهرين.

عقدت اليوم في محكمة الصلح في حيفا، جلسة للنظر في استئناف مركز "عدالة" على شروط تقييدية فرضتها الشرطة على متظاهرتين كانت قد اعتقلتهما أثناء مظاهرة خرجت في المدينة الخميس الماضي، الموافق الأول من آب\أغسطس 2024، رفضًا للحرب على غزة.




ومن الادعاءات التي طرحتها المحامية هديل أبو صالح، إلى جانب سياسة الشرطة المعهودة باستخدام نفوذ الشرطة لتحقيق مآرب سياسية وترهيب المتظاهرين من أجل ثنيهم عن التظاهر ضد الحرب، هو تسريب أحد عناصر الشّرطة لفيديو تم تصويره بأحد الكاميرات التي حملها أفراد الشرطة، إلى الناشط اليميني ومؤدي الراب المعروف في أوساط اليمين المتطرف، والداعم للحكومة الحالية، "هَتسيل" - أو الظلّ كما يسمّي نفسه، لينشر الأخير الفيديو على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل التحريض على المتظاهرين، والذي لاقى تفاعلًا كبيرًا، مما يعرّض سلامة وأمن المتظاهرين للخطر، خاصة وأنه أرفق الفيديو بعبارة "انتهت الأيام التي يسمح فيها للطابور الخامس يرفع علم العدو في بيتنا، أهلًا وسهلًا بشرطة بن غفير". 



وفي ضوء هذا التصعيد الخطير من ممارسات الشرطة غير القانونية واستغلالها لنفوذها من أجل القمع والترهيب، طالبت أبو صالح المحكمة بإلغاء الشروط التقييدية لأن الاعتقال بحد ذاته كان غير قانوني، كما وطالبت المحكمة لوضع حد لهذه الممارسات وسوء استعمال الشرطة للقوة التي بيدها من أجل قمع حرية التعبير للمواطنين، إذ أنه وفي هذه الجلسة، يصل عدد المرات التي اعتقلت فيها متظاهرين سلميين بناءً على بند 216 من قانون العقوبات، وهو "التصرف المخلّ بسلامة الجمهور"، إلى 50 مرة، خلال 3 شهور، ويمكن القول أن أغلبيتهم الساحقة لم تحاكم بناءً على هذا الادعاء، مما يبيّن الخلل في عمل الشرطة. 


من جهتها، قالت المحامية هديل أبو صالح: "نتحدث عن سلسلة ممارسات غير قانونية تنتهجها الشرطة بهدف قمع الحريات وحقوق المتظاهرين الدستورية بشكل عام، والحق في التعبير عن الرأي تحديدًا. حيث تحول الاعتقال لأداة لعقاب وترهيب كل من لا يتماهى مع سياسات الحكومة في حربها على غزة والرأي العام السائد، في ذات الوقت الذي نشهد فيه تصرفات فعلًا تخل بالنظام العام من طرف عناصر يمينية متطرفة دون اتخاذ الشرطة أي خطوات لتطبيق القانون ضدهم للحفاظ على النظام العام، وبالمقابل تعتقل متظاهرين سلميين على خلفية مظاهرات قانونية. نرى أن هذا القرار هو قرار صحيح وصائب، وهو يأتي ضمن سلسلة قرارات نجحنا انتزاعها في الفترة الأخيرة في هذا الصدد."