كنوز نت - الموحدة


تصريح النائب منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة:  تحت عنوان : 

الصبر مفتاح الفرج


ندعو إلى وقف كامل لإطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين، وتوسيع المساعدات الإنسانية والبدء في عملية سياسية وفق مبدأ حل الدولتين

ناشدت وأناشد المواطنين العرب واليهود بضرورة التحلي بالمسؤولية والصبر وضبط النفس والتزام القانون والنظام العام وبث رسائل الطمأنة والتهدئة، ومبادرات عربيّة يهوديّة، لتخفيف حدّة التوتّر

 
يجب أن نفوّت الفرصة على الجهات المتطرفة والهامشية أن تزجّنا في صدام وصراع مع الدولة ومؤسّساتها الأمنيّة ومواطنيها اليهود.

بات دورنا كعرب فلسطينيين مواطنين في إسرائيل بات دورنا أعظم والحاجة إلينا أشدّ، لنكون جسرًا مستقبليًّا للتصالح والسلام بين الشعبين.


منذ بداية الأحداث الدمويّة الشنيعة يوم السابع من أكتوبر، وقتل أكثر من 1400 مواطن منهم 20 مواطن عربي، وفي أعقاب ذلك إعلان الحرب الّتي لا تزال تحصد آلاف الأرواح خصوصًا الأطفال والنساء في قطاع غزة، وحرصًا على سلامتكم وحياتكم، ناشدت وأناشد المواطنين العرب واليهود بضرورة التحلي بالمسؤولية والصبر والحكمة وضبط النفس والتزام القانون والنظام العام، وعدم الانجرار إلى أي أعمال عنف جسدي أو كلامي أو كتابي، أو الإضرار بالممتلكات العامّة والخاصّة أو التحريض أو ترويج الشائعات والاستماع لها. 

واليوم أكرّر ندائي، لا سيّما لجمهور الشباب والوسط الطلّابي في المعاهد العليا: احذروا في كلّ ما يُكتب ويُنشر في صفحات ووسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا عندما تكون هذه المنشورات تحمل رسائل تخالف القانون أو تستفز المشاعر أو حتّى تلك الّتي قد تُحمل على هذا النحو من الفهم، وبالتالي قد يتعرّض صاحب النشر للتحقيق والمساءلات القانونيّة والعقاب، بل وقد يكون هذا النشر فتيل فتنة ونزاع مع أفراد ومجموعات أخرى.


لا شكّ أنّ التخوّف من تطوّر الأوضاع وتصعيدها في الداخل لتصل إلى حدّ اعتداءات وصدامات مباشرة بين المواطنين العرب واليهود، هي تخوّفات حقيقيّة لها أساس، ولا يمكن أن نتجاهلها أو نقلّل من شأنها، وعلينا -العرب واليهود- أن نقابلها برسائل طمأنة وتهدئة، ومبادرات عربيّة يهوديّة، لتخفيف حدّة التوتّر لا سيّما بين المواطنين الجيران في البلد الواحد، في أماكن العمل والتعليم والمؤسّسات العامّة والحيّز العام. نعم، ليس من السهل بناء الثقة في مثل هذه الظروف، لكن لا خيار آخر أمامنا.

ثمّ إن هناك ما يجب أن ننتبه إليه في هذه المرحلة، وهي أنّ الدولة اليوم في حالة حرب معلنة، وفي مثل هذه الحالة الّتي لم تشهد مثلها البلاد منذ 50 عامًا، يُفعّل قانون الطوارئ، هذا القانون الّذي يقلّص مساحات الحيّز الديمقراطي، وهناك صلاحيّات مطلقة للجهات الأمنيّة في حالات الطوارئ للتعامل الفوري والمباشر مع أيّ نشر يرون فيه مسًّا أو محاولة للمسّ بأمن الدولة، أو حتّى المنشورات الّتي يشتبهون بنواياها ومقاصدها، ولهذا وجب الحذر ضعفين.

أقولها اليوم لكل العقلاء والمسؤولين في مجتمعنا العربي، وبشكل واضح ومباشر ودون تلعثم: 

أوّلًا - إنّ الحكمة والمسؤوليّة والمصلحة العامّة والرؤية المستقبلية لنا كمجتمع عربي فلسطيني وكمواطنين في دولة إسرائيل، تقتضي أن نفوّت الفرصة على كلّ من يريد زجّنا في صدام وصراع مع الدولة ومؤسّساتها الأمنيّة ومواطنيها اليهود. 

بل يجب أن نحرص جميعًا عربًا ويهودًا على التعاون من أجل الحفاظ على الهدوء والسلم وتعزيز العلاقات البينيّة والتفاهم والتسامح لنتجاوز هذه الأزمة بسلام.

ثانيًا –بعد أن تحطّمت وللأسف الشديد مساعي السلام خلال الأعوام الأخيرة ، وضاعت فرص تحقيق المصالحة والتسوية بين الشعبين اليهودي والفلسطيني بعد الاحداث الأخيرة، بات دورنا كعرب فلسطينيين مواطنين في دولة إسرائيل بات دورنا أعظم والحاجة إلينا أشدّ، لنكون جسرًا مستقبليًّا للتصالح والسلام بين الشعبين.

ثالثًا – لا شكّ أنّنا كمواطنين عرب في إسرائيل وضعنا معقّد وصعب جدًّا، فأحداث السبت وقتل 1400 مواطن إسرائيلي، منهم 20 مواطناً عربياً صدمتنا وهزّت مشاعرنا، وصور الضحايا آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء ومشاهد الدمار في غزّة تؤلمنا وتحزننا، لكن رغم ذلك لا يزال المواطنون العرب يتحلّون بالمسؤولية والحكمة في التعامل مع هذه الأوضاع الصعبة والحرب الكارثيّة، ولم يتخلّف أحد عن القيام بواجبه، من أطبّاء، ممرّضين، صيادلة، مسعفين، وعاملين في كافّة مجالات الخدمة.

نحن ندعو إلى وقف كامل لإطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين، وخاصة الأطفال والنساء، وتوسيع المساعدات الإنسانية والبدء في عملية وحل سياسي لدولتين، دولة إسرائيل ودولة فلسطين، جنبا إلى جنب في سلام، وأمن وشراكة وتسامح بين الشعبين.

أخيرًا، نحن في مرحلة حرجة، وهذا يحتّم علينا أن نكون أقوياء وكاظمين للغيظ، صابرين وحكماء، وأن نتعالى عن الآلام ومشاعر الغضب والخوف والحزن، وكلّي ثقة بأنّ القادم أفضل بإذن الله.