كنوز نت - قلنسوة - بقلم الناشطة الاجتماعية : شفاء رابوص


سر ولا تلتفت للخلف فأعداء النجاح كُثُر

بـقـلـم : شـفاء رابـوص

لطالما يعيش المرء ويصادف في هذه الحياة بمحطات ووقائع تجعله أكثر نضجا وإدراكا لمكامن النجاح الحقيقية، لما أَخذ منها من حقائق ولما تم استيعابه فيها من دروس حياتية لا يمكن تعلمها في غيرها، إذ ليس هنالك أية مؤسسة تعليمية قادرة على أن تقوم بنفس الدور الذي تقوم به المواقف الحياتية. ويظل النجاح من أجمل الأشياء التي يمكن أن يصل الفرد إليها خصوصا إذا تم الوصول إليه بشرف وعزة عبر طرقه الوعرة التي تضم معارك داخلية وخارجية كثيرة، فتبتهج النفس وينشرح الصدر بعد رؤية ثمار المتاعب والجهود، لذا فالإنسان الناجح في الحقيقة هو الذي يستطيع أن يخرج أفضل ما فيه بدلا من أن يتنطع بإبداء مساوئ غيره.

إن الحديث في هذا الموضوع هو حديث عن أسرار قوة الذات البشرية رغم كل ما قد يحيط بها من سوء ودسائس، أي أن كل ما يقال هنا بعيد كل البعد عن نظرية المؤامرة التي يجعلها البعض الشماعة التي يعلقون عليها أعذارهم الواهية، فالناجح الحقيقي هو الذي يقطن وراء نجاحه عامل الثقة بالنفس والإصرار حتى لو كانت هناك محاولات لتفشيله من قبل المتربصين به؛ الذين يدبرون له المكائد للنيل من نجاحه، فكلما رأوا من تكلل سعيه في أمر ما على استحقاق وبطرق شرعية وأخلاقية بعد توفيق من الله، إلا ووجدتهم مضطربين مهمومين بنجاحه، فيفضحون أنفسهم بمحاولاتهم التسلط عليه والسعي على محاربة تميزه.


ولا أصبوا هنا إلى إعطاء أية أهمية لكلام الحاقدين ولا لصنيعهم نحو من يرتقي سلم النجاح، فذِكر أعداء النجاح جاء بهدف الدعوة إلى السير في طريق النجاح المشروعة دون الالتفات لهم وتضييع الجهد والوقت في مواجهتهم، نظرا لوجود عدالة إلهية كفيلة بكيدهم، فالمطلوب هو جعل كل ما يأتي منهم وقودا للاستمرار في النجاح ولمزيد من المثابرة"

قد تكون قوة نجاحك مستمدة من كل ما واجهت من تحديات وعوائق، فصلابة نجاحك الداخلية وقدرتك الهائلة على المقاومة هي تراكم كل الآلام والندوب والتداعيات الكثيرة التي خضتها في سبيل تحقيق النجاح الذي تصبو له"


ويبقى النجاح من أكثر الأشياء التي تغمر قلب الإنسان بالسعادة، ومن خلاله يظهر صدق مجموعة من القيم والمشاعر والتصرفات، وعبره تتوج الإنجازات والأعمال الإبداعية وترى النور في الواقع، وتتجلى الحقيقة التي يسعى لمنع بروزها أصحاب الأجندات الشخصية المتآمرين الذين يحاربون الناجح، ولا يقوون على تحمل رؤية غيرهم متفوقين ناجحين؛ مثلهم مثل من يحارب في معركة عقيمة لا تنتهي إذ لا طائل تحتها ولا أمل بكسبها، وبالخصوص حين تكون ثقة الناجح في المعين أقوى من كل شيء. فإذا قمت بعمل من الأعمال الناجحة، وبدأت تبصر سعيهم الحثيث على حجب ذلك عن الأنظار لما في قلوبهم من حسد وحقد، فاتركهم وخالقهم هو حسبك ونعم الكفيل بهم، واعلم أنك أقرب من أي وقت مضى من بلوغ مراتع المجد رغما عن حقدهم وكيدهم
كثيرون هم الذين يمدون أيديهم الخفية لإنجاح من لا يستحق النجاح أي الذي لا يمتلك مقوماته، لا لشيء إلا لأنه ذو سيط واسع في التملق أو لتدخل خارجي لاأخلاقي، في حين أنهم يحاولون تفشيل الناجح الحقيقي لأن مقوماته الذاتية غالبة على التي عندهم، فبروزه في نظرهم يشكل خطرا عليهم لهذا يضعون عقبات وحواجز أمامه، ونظرا لأنهم يرون أن النجاح في يدهم وهم من يملكون زمامه، تجدهم يصنفون الناجحين على حسب هواهم كأن النجاح ملكهم الشخصي خاص بهم وبمن يريدونهم وحدهم، ويبقى تفكيرهم معطوب وقلوبهم طبع عليها الشيء الذي منعها من إبصار الحقائق؛ لهذا هم يعتقدون بأن كل مشروع ناجح وكل إنسان متميز فيما يصنعه يشكل تهديدا خاصا على أمنهم الذاتي.

إن النجاح الحقيقي لا يموت عند أهل العزم والإرادة الراسخة، فالغرس الذي تغرسه بإخلاص للقيم الأخلاقية لن ينطفئ وإن تعرضت لانتكاسات ومعارك طاحنة بعد محاولات متكررة في تفشيلك أو سرقة مجهوداتك التي تعبت كثيرا من أجلها، إن كل الأشياء التي يضعها لك أعداء النجاح لعرقلة مسيرك نحو بلوغ قمم النجاح إنما هي أكثر ما يمكنه أن يصنع منك إنسانا ناجحا له صلابة قوية عندما يواجه الأزمات والشدائد، في حين أن الذي يركن إلى واقعه السلبي سيصبح أسيرا في ذلك الواقع، غير أن الشخص الطَموح يعمل بشكل دائم ويجاهد بتفان لكي يحلق عاليا في سماء النجاح ويتابع مسيره نحو بلوغه بثبات، ولا يعطي أية قيمة لمن خانوا أخلاقهم لإرضاء شيطانهم، فمهما حاولوا تغطية تميز الناجح سيسطع نور اجتهاده رغم كيدهم وحقدهم



بـقـلـم : شـفاء رابـوص