كنوز نت - كتب : سعيد بدران


المبيدات الحشرية تتسبب باصابة البستاني بمرض الرئة

-مؤسسة التامين تعترف بمرضه كاصابة عمل بعد صراع قضائي في المحاكم




هناك قول يستعمل بشكل دائم وهو "ان تأتِ متأخرًا أفضل من ألا تأتِ أبدًا". وهذا القول يلائم حالة ارملة رجل كان يعمل بستانيًا على مدار سنوات كثيرة، وتوفي نتيجة اصابته بمرض سرطان الرئة، والتي ستحصل على مخصصات من مؤسسة التأمين الوطني، ولم يتسنى لها ذلك الا بعد ان خاضت صراع قانوني ضد مؤسسة التامين الوطني من اجل الاعتراف بمرض زوجها على أنها أصابة في العمل. وكانت هذه القضية قد بدأت قبل حوالي أربع سنوات عندما قدم المحامي، سامي أبو وردة، من حيفا، الاختصاصي في قضايا التأمين الوطني، دعوى قضائية في محكمة العمل في حيفا، بعد أن رفضت مؤسسة التأمين الوطني الطلب الذي كان قدمه البستاني، وكان في سنوات الستينات من العمر، من احدى بلدات الشمال، من اجل الاعتراف بمرض السرطان الذي أصيب به هو على انه إصابة عمل. وجاء في الدعوى القضائية أن المدعي عمل لمدة حوالي 40 عامًا في مجال البستنة والتنمية الإقليمية وتعرض يوميًا خلال ساعات عمله الكثيرة عن طريق اللمس والتنفس، لانواع مختلفة من مواد المبيدات الحشرية والبخاخات التي وضحت بتفصيل كامل في الدعوى والتي تسببت في المرض الذي اصابه. 

ولكن المدعي توفي بعد مضي عام واحد على اكتشاف اصابته بمرض سرطان الرئة، على الرغم من العلاج الكيميائي الذي تلقاه. وبعد وفاته، واصلت أرملته صراعها القضائي امام مؤسسة التامين الوطني بمساعدة المحامي سامي أبو وردة. وكانت محكمة العمل قد قامت بتعيين خبيرًا اختصاصيًا في مجال طب الرئتين والذي قام بفحص الوثائق الطبية الخاصة بالبستاني، وقدم رايًا طبيًا قرر فيه بأن البستاني عاني من سرطان الرئة مع اورام خبيثة أي نقائل، وأن احتمال تعرضه للمواد التي استخدمها يزيد عن معدل 50٪ وأن هناك علاقة وثيقة بين وفاته والمرض الذي عانى منه. هذا وبعد أن أدلى الخبير بشهادته، ابلغت مؤسسة التأمين الوطني أنها ستعترف بالمدعي على انه مصاب عمل. وستقوم لجنة طبية بتحديد نسبة عجزه الطبي منذ اليوم الاول الذي تفشي المرض بجسده حتى وفاته، ولذلك ستحصل ارملة المدعي على مخصصات إعاقة. اعتبارًا من هذا التاريخ، كما انها تستحق معاش المعالين لأن المرض الذي اصابه هو الذي تسبب في وفاته. وعقب المحامي سامي أبو وردة على ذلك بالقول: "للأسف توفي المدعي خلال الصراع القضائي ولكن في النهاية تم تحقيق العدالة وستحصل أرملته على جميع التعويضات المستحقة قانونًيا".


المحامي، سامي أبو وردة