
كنوز نت - سيمون عيلوطي
"ومن الحُبِّ ما قتل" (6/3)
ما وراء قصيدة "لا تكذبي" للشَّاعر كامل الشّناوي
- سيمون عيلوطي
ما تقدَّم يقودنا إلى طرح السُّؤال التَّالي: من هو غريم كامل الشِّناوي الحقيقيّ؟ الشَّائعات تدور حول يوسف إدريس، ويوسف السِّباعي، وحول نزار قبَّاني وشقيقه صباح قبَّاني مدير الإذاعة السوريَّة آنذاك، والذي كان يتمتَّع بنفس ما لدى شقيقة نزار من حضور ووسامة. وهناك من يقول: إنَّ بطل هذه القصيدة الحقيقيّ هو المخرج السينمائي عزّ الدِّين ذوالفقار، مخرج فيلم "الشُّموع السَّوداء"، بطولة نجاة التي غنَّت فيه "لا تكذبي".
أمَّا عن يوسف إدريس، فقد كتبت الصَّحافيَّة، إيناس كمال يوم الثلاثاء، 01 أغسطس، 2017، تقريرًا بعنوان: "في ذكرى وفاته: تعرف على كواليس علاقة يوسف إدريس بنجاة"، جاء فيه:
"في ذكرى وفاة الكاتب يوسف إدريس في 1 أغسطس من عام 1991، نكشف كواليس وتفاصيل العلاقة التي قيل إنها ربطته بالفنَّانة نجاة الصَّغيرة، ففي شتاء أحد الأيَّام لمح الشِّناوي نجاة الصَّغيرة تستقل السيَّارة على كورنيش النِّيل بجوار إدريس الذي نفت علاقتها به عدَّة مرَّات وهو ما أشعل نار الغيرة داخل قلبه الكبير، فكتب قصيدة "لا تكذبي" وألقاها على مسامعها وسط دموعه ونحيبه، فأعجبت بالقصيدة وقرَّرت غنائها".
"سُئل يوسف إدريس ذات مرَّة عن حقيقة علاقته بنجاة فما كان منه إلَّا أن ضحك ضحكة عالية ثم صمت، لم يُعلِّق، ولم يرد على السُّؤال". غير أنَّ قصيدة الشِّناوي، "حبيبها لستَ وحدك حبيبها"، غناء عبد الحليم، 1965، تلحين محمد الموجي، راجت حولها شائعات كثيرة تُفيد أنَّ المقصود في القصيدة هو: القاص يوسف إدريس، ما يرجِّح هذا الادعاء، هو: أن قصيدة "لستَ وحدك حبيبها"، وُلدَت كلماتها في ظلِّ ذلك المناخ من العشق القاتل الذي عاشه الشَّاعر بكل جوارحه، ومات بسببه، حول ذلك كتب الصَّحفيّ محمد البرمي في "المصري اليوم" في 30، يوليو، 2017، مقالة جاء فيها: "في صبيحة يوم هادئ أخذت الفنَّانة «نجاة» تتصفَّح الجَّرائد، لتعرف الأخبار كإحدى عاداتها لمتابعة ما يُنشر عنها أيضاً، وكان من ضمن ما تتصفَّحه جريدة «أخبار اليوم» وإذا بها تجد مقالًا للكاتب الصَّحفيّ الكبير مصطفى أمين بعنوان: «من قتل كامل الشنَّاوي؟» وبحكم صداقتها للشنَّاوي، وغنائها أفضل قصائده" «لا تكذبي» اهتمت كثيراً بقراءة المقال لكنَّها لم تكن تعرف أنَّها ستُصدَم بسبب اتهامه لها بأنها هي من تسببت بقتل الشَّاعر كامل الشنَّاوي".
ثمَّ يُتابع مصطفى أمين سرد شهادته: «كانت تجد متعة في العبث به، يومًا تبتسم، ويومًا تعبس، ساعة تـقبل عليه، وساعة تهرب منه، تطلبه في التَّليفون في الصَّباح، ثم تنكر نفسها في المساء، واستمَّرت لعنة الحبّ الفاشل تطارده وتعذّبه، ومات الشنِّاوي ومضت السّنون وقابلت المطربة التي كان يعشقها وقلت لها: إنني كرهتها طول حياتي، منذ قصيدة (لا تكذبي)».
ونقلًا عن نفس المصدر: "على الفور اتَّصلت نجاة بمحاميها الخاص فتحي رجب، تخبره بعصبيَّة شديدة استياءها وتطالبه برفع دعوى قضائيَّة ضد مصطفى أمين، وأخذت تقرأ له ما كتبه عنها بغضب وضيق، مؤكدةً أنها لن تتراجع حتى تعاقبه بالحبس وغرامة كبيرة على ما كتبه في حقها وتشويه صورتها والرَّبط بينها وبين موت كامل الشنَّاوي".
ووفق المصدر المذكور: فإنَّ "كلمات نجاة التي قالتها للمحامي كانت صادمة حتى بالنسبة له، فعلى الفور قرَّر اتِّخاذ الإجراءات الرسميَّة برفع دعوى قضائيَّة ضدَّ مصطفى أمين، يطالب فيها بتطبيق قانون العقوبات ويتَّهمه بسبِّ وقذف «نجاة» بما يستحق عقابه بالحبس 3 سنوات وغرامة تصل إلى نصف مليون جنيه".
"مع مرور الوقت، وتدخُّل البعض، دفع نجاة للموافقة على التَّنازل شرط أن يعتذر لها مصطفى أمين، والذي أصرَّ بدوره على عدم الاعتذار وأنَّه لم يفعل شيئًا ومتمسِّك بكل ما قيل في المقال، بل فشل تدخَّل الكاتب الصَّحفيّ أحمد رجب، ومأمون الشنَّاوي، والموسيقار محمد عبد الوهَّاب في الصلح بين الطرفين وإقناع نجاة بالتَّصالح، وذلك وفقًا لما يسرده الكاتب، «هاني أبو الخير في كتابه "مشاهير وظرفاء القرن العشرين".
"محاولات الصُّلح فشلت والقضيَّة استمرت حيث شهدت أروقة محكمة جنح آداب قصر النِّيل تفاصيل القضيَّة، لكن بعد فترة انتهى الجَّدل بحكم محكمة «رفض الدَّعوى وإلزام نجاة بالمصاريف وبراءة مصطفى أمين» ولم تنل نجاة من هذه القضيَّة وعنادها غير التَّشويه واتهام البعض لها بقتل كامل الشناوي".
بالعودة إلى علاقة قيثارة الغناء العربيّ، بيوسف إدريس، أأكِّد على ما ورد أعلاه، أنَّ شاعرنا الشنَّاوي كتب قصيدة "حبيبها، لستَ وحدك حبيبها"، (رابطها على "يوتيوب"، أدناه)، كتبها ليضَمِّنها لواعج نفسه، وغيرته من (غريمه المُحتمل)، "يوسف إدريس"، غير أنني سأواصل البحث عبر المصادر الموثوقة عن غريم شاعرنا الشنَّاوي الحقيقيّ، وفيما إذا سيقود ذلك إن تحقَّق، إلى ولوجنا أكثر في عالم هذا الشَّاعر الكبير، والغوص أعمق في بحرِ إبداعه...؟!
(يتبع)
13/09/2022 04:48 pm 319