المساعدة السيكولوجيّة لذوي الإعاقة العقليّة
د. بديع القشاعلة – اخصائي نفسي
إنّ المساعدة السيكولوجيّة للأطفال ذوي الإعاقة العقليّة تعتبر هامّة جدًّا في عصرنا الحاليّ وهي جزء لا يتجزّأ من منظومة التصحيح والتعديل السلوكيّ . إنّ مساعدة هؤلاء الأطفال تحتاج إلى الأخذ في الحسبان الأمور التالية :
1.شكل الإعاقة ونوعها.
2.درجة الذكاء.
3.الخصائص الانفعاليّة والعاطفيّة.
تشير البروفيسورة "إيرينا إيفانوفنا مامتشوك" من جامعة سانت بطرسبرغ في أبحاثها حول هذا الموضوع إلى أنّ اختيار نوعيّة المساعدة السيكولوجيّة الصحيحة يحتاج إلى مراعاة الفروق والخصائص الفرديّة للأطفال ذوي الإعاقة العقليّة ، الأمر الذي من شأنه أن يساعد أكثر على تنمية القدرات العقليّة والمعرفيّة لديهم (Mamaijuk، 2001) .
إنّ المساعدة السيكولوجيّة لهذه الفئة من الأطفال تقوم على مبدأ تعزيز الجوانب التالية : الجانب الاجتماعيّ والاستقلاليّ ، الجانب الأخلاقيّ والمهارات المعرفيّة التي تلائم قدرات الطفل العقليّة والجسميّة .
إنّ المساعدة السيكولوجيّة تأخذ أشكالاً مختلفة ومتنوعة . هذا التنوّع يتعلّق بالأهداف التي يقوم عليها المختص (المربّي ، معلّم التربية الخاصّة، الأخصّائيّ النفسيّ، العامل الاجتماعيّ، الطبيب وغيرهم)، وكلّ شكل من هذه الأشكال يعتمد على نظريّات مختلفة في مجال علم السلوك .
ترتكز المساعدة السيكولوجيّة لذوي الإعاقة العقليّة على الجوانب التالية :
توصيات لأُطر تربويّة وتعليميّة ملائمة .
توصيات لبرامج وأساليب تعليميّة وتربويّة ملائمة .
توصيات للمراهقين بأُطر مهنيّة ملائمة .
تحديد جاهزيّة الطفل للمدرسة وللتعليم ومعرفة أسباب التأخّر الدراسيّ .
بناء برنامج علاجيّ سلوكيّ تصحيحيّ .
إنّ المساعدة السيكولوجيّة ليست حصرًا على الأخصّائيّين النفسيّين ، بل يساهم فيها أيضًا عدد كبير من المختصين مثل الأطباء النفسيّين ، أطباء الأعصاب ، العاملين الاجتماعيّين والمعلّمين .
إختلافات حول تعريف مفهوم التخلف العقلي
لا شك أن التعريف الخاطئ أو المبهم لمفهوم التخلف العقلي يؤثر على الدراسة الصحيحة لهذه الفئة من الأطفال كما ويؤثر على التشخيص الفارق الصحيح (روبنشتين،1989 ).
أن المفهوم الخاطئ للتخلف العقلي قد يؤدي إلى بناء خطط علاجية غير سليمة وسيكون من العسير اتخاذ قرارات صائبة بخصوص الأطر التربوية الملائمة لهذه الفئة من الأطفال.
من هذا المنطلق فان عملية التدقيق في تعريف مفهوم الإعاقة العقلية كانت عملية هامة وقد اهتم بها جمع كبير من علماء النفس والأطباء الدارسين في هذا المجال.
أن الإصابة الدماغية عند الطفل هي السبب الأساسي في التخلف العقلي. إلا انه ليس كل إصابة دماغية تؤدي إلى التخلف العقلي (روبنشتين،1989) .
إن أشهر تعريف لمفهوم التخلف العقلي يمكن أن نجمله في الآتي:
الطفل المتخلف عقلياً، هو ذلك الطفل الذي اختل نشاطه العقلي المعرفي بصورة ثابتة، نتيجة إصابة عضوية دماغية وعصبية (عامود،).
أن هذا التعريف يشدد على أن التخلف العقلي يكون في حالة الإصابة الدماغية أو العصبية. من هنا كان التشخيص الفارق بين التخلف العقلي والإعاقات ألمشابهه أمر هام جدا ويحتاج إلى مهنية عالية وتجربة كبيرة. على سبيل المثال، الطفل الأصم _ الأبكم، إذا لم يتلق تعليم في إطار تربوي خاص وملائم، فانه سيترك لدى الآخرين انطباع بأنه متخلف عقلي، لأنه سوف يتأخر في نموه المعرفي عن أقرانه. فهل يمكن أن نطلق عليه متخلف عقلي ؟ بالطبع لا كما تشير إلى ذلك روبنشتين، 1989.
أن مصطلح التأخر المعرفي والتخلف العقلي مختلفان جداً. فقد تأخر الطفل الأصم _ الأبكم عن أبناء جيله لأنه لم يكن في الإطار التربوي الملائم لاحتياجاته، ولو انه حصل على الرعاية والتربية الملائمتين وباستراتيجيات تعليمية خاصة وملائمة لأستطاع أن يعوض ما فاته وان يغلق الفجوة بينه وبين أقرانه من حيث النمو العقلي. هذا إن لم تكن هناك إصابة دماغية أو عصبية (روبنشتين،1989).
لا يقتصر هذا الأمر على فئة الصم _ البكم فقط، بل ويشمل جميع من يعاني قصورا في الجهاز الحسي (أعضاء الحس)، وفي غياب تربية خاصة ملائمة في الوقت المناسب. قد نجد أن هذه الفئة من الأطفال قد تعاني من تأخر واضح في النشاطات المعرفية العليا ( الذاكرة، الإدراك ، الانتباه ، اللغة )، ولكن إن لم تكن إصابة دماغية فانه يمكن نفي التخلف العقلي (روبنشتين،1989 ).
كما وان الأطفال المصابين بأمراض صعبة منذ الطفولة، ولم يتم الاعتناء بنموهم المعرفي فإنهم سيجدون أنفسهم في بداية المدرسة متخلفين عن أقرانهم (أبناء صفهم)، ويعانون من مشاكل وتأخر في ادراكاتهم. ورغم هذا لا يمكن أن نطلق عليهم "متخلفين عقليا"، إذا أنهم يستطيعون أن يغلقوا الفجوة بينهم وبين أبناء جيلهم خلال انخراطهم في المدرسة، طالما لا توجد لديهم إصابة دماغية أو عصبية.
ومن الفئات التي قد تقع خطأ تحت تعريف التخلف العقلي، فئة الأطفال الذين يسكن أهلهم بين شعوب وثقافات مختلفة عن ثقافتهم ولغتهم وعاداتهم. فإذا لم تتم عملية دمجهم بصورة سليمة عن طريق تعلمهم اللغة المحيطة بهم فإنهم سيظهرون تأخرا وصعوبات في اكتساب التعليم. الأمر الذي يخلق لدى المربين ميلا بضمهم إلى فئة المتخلفين عقليا. ورغم تأخر نموهم المعرفي وبقاء نشاطهم المعرفي قاصراً إلى حد ما، فانه لا يمكن أن نضمهم إلى فئة المتخلفين عقليا، طالما أن دماغهم خال من الإصابة العضوية (روبنشتين،1989 ). كما وان الدراسات الحديثة أشارت إلى أن هذه الفئة تنمو بصورة عادية في المستقبل فيما لو توفر لهم الجو المناسب.
أن هذا الاتجاه يشير إلى أهمية الإصابة الدماغية العصبية كمعيار في تعريف التخلف العقلي، إلا انه توجد حالات رغم الإصابة الدماغية لا تعتبر من فئة المتخلفين عقليا، وذلك لعدم اختلال النشاط المعرفي، وهم يستطيعون التعلم بسهولة ويمكنهم التعلم في مدارس عادية.
على سبيل المثال، بعض الحالات المصابة بالاستسقاء الدماغي، والذين لا يختل لديهم النشاط المعرفي. وقد يعاني بعض الأفراد من أمراض دماغية صعبة دون اختلال القدرة العقلية، ونجد فقط أنهم يظهرون خصائص غريبة في سلوكهم وتصرفاتهم، إلا انه لا يمكن ضمهم إلى فئة المتخلفين عقليا.
إذاً، مما سبق يمكننا أن نقول أن تشخيص حالة التخلف العقلي تحتاج إلى معياريين أساسيين وهما:
اختلال النشاطات المعرفية العليا (الذاكرة، الانتباه، الإدراك، اللغة).
خلل عضوي في الدماغ أو الجهاز العصبي المركزي.
التخلف العقليّ وفقًا لفيجوتسكي :
ممّا لا شكّ فيه أنّ الكثير من العلماء والباحثين في مجال علم النفس تطرّقوا إلى مجال نموّ الأطفال في حالات السواء وحالات اللاسواء ، أمثال جان بياجية وجيزل وروبينشتاين وآخرين . الحقيقة أنّ هذه الأبحاث كان لها الدور الكبير والهامّ في نموّ وتطوّر العلوم السلوكيّة، خاصّة علم النفس ألنموي وعلم النفس الطفوليّ . عندما نذكر هذه الفئة من العلماء ، لا يمكننا أن ننسى "ليف سيمونيفيتش فيجوتسكي" العالم الروسيّ الذي كان له باع طويل في هذا المجال . لقد ركّز فيجوتسكي في أبحاثه على العامل الثقافيّ والاجتماعيّ في نموّ الأطفال وتطوّرهم . وهو يشير إلى أنّ العامل الاجتماعيّ هامّ في عمليّة تطوّر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة (Mamaijuk، 2001) .
لقد وضع فيجوتسكي نظريّة مناقضة للنظريّة البيولوجيّة في تلك المرحلة التي تشير إلى أنّ الأطفال ذوي الإعاقات العقليّة يمرّون في مراحل نموّ خاصّة ، وهي تعتمد في أساسها على العوامل البيولوجيّة. يقول فيجوتسكي : إنّ العامل الاجتماعيّ يؤثّر على نموّ الفئتين ، وهو هامّ في عمليّة النموّ النفسيّ والسلوكيّ ، كما أنّه يساهم في بناء النشاطات المعرفيّة (Mamaijuk، 2001) .
إنّ نظرة فيجوتسكي هذه جعلته يصنّف فئة الإعاقات العقليّة إلى مجموعتين :
1.مجموعة متعلّقة بالعوامل البيولوجيّة ، وذلك لكون أسباب الإعاقة تعود إلى جذور بيولوجيّة وفيزيولوجيّة (مثال : الإعاقة السمعيّة ، البصريّة ، الحركيّة أو تلف دماغيّ) .
2.مجموعة متعلّقة بالأسباب الثقافيّة والبيئيّة .
كذلك يشير فيجوتسكي إلى عاملين هامّين في تحديد الإعاقات :
عامل الزمن الذي تحدث فيه الإعاقة . إنّ معظم إعاقات النموّ تحدث في فترات الحمل أو في الفترات الأولى بعد الميلاد .
درجة الإعاقة ومدى تأثيرها على النشاطات المعرفيّة .
إنّ القدرة العقليّة تعتبر بناءً معقّدًا ومركّبًا . لذا ، فإنّ تحديدها أمر في غاية الصعوبة وهو يحتاج إلى أشخاص مهنيّين ومختصّين في هذا المجال. إنّ تشخيص الإعاقة العقليّة يتطلّب القيام بالأمور التالية :
الفحص النفسيّ حيث يتمّ فيه تحديد نسبة الذكاء.
التحصيل الأكاديميّ والتقدّم الدراسيّ.
الفحص الطبّيّ والعصبيّ والمعمليّ.
البحث الاجتماعيّ.
من هنا يجب على الوالدين والمربّين المبادرة بالتشخيص المبكّر لحالات الإعاقة العقليّة حتّى يمكن اتّخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدتهم (زهران ، 1977) .
لقد حاولت الكثير من الدراسات بناءَ اختبارات عقليّة "نزيهة"، تهدف إلى عدم ظلم فئة عرقيّة ما على حساب فئة عرقيّة أخرى، تختلف اختلافًا جذريًّا في بنائها الثقافيّ والتربويّ والاجتماعيّ. توصّلت هذه الدراسات إلى نتيجة هامّة، هي عدم القدرة على تصفية أثر العوامل الثقافيّة والعرقيّة في الاختبارات العقليّة، ولا يمكن بناء اختبار لقياس القدرة العقليّة دون أثر هذه العوامل.
إنّ للعوامل العرقيّة دورًا مركزيًّا في البناء السيكولوجيّ والمعرفيّ للفرد، وهي اللَّبِنات الأساسيّة في بناء المفاهيم التي بدورها تكوّن التفكير . من هذا المنطلق كان لا بدّ من أخذ العوامل العرقيّة بعين الاعتبار وقت بناء الأدوات المعدّة لقياس القدرة العقليّة التي قد تحدّد الإعاقة العقليّة . ولا نستطيع أن نطلق التخلف العقلي على الحالة بعدم وجود المعيارين معاً. إن مفهوم التخلف العقليّ متداول بشكل واسع ويشير إلى أداء عقلي عام اقل من المتوسط بدرجة دالة. ويظهر خلال الفترة النمائية ويصاحبه قصور في السلوك ألتكيفي. هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي عكفت على تعريف التخلف العقليّ أو الإعاقة العقليّة. فيما يلي نذكر عددا من التعريفات المتداولة:
تعريف "هيبر" Heber، 1959
التخلف العقلي عند "هيبر"، عبارة عن انخفاض في الأداء الوظيفي الذهني العام عن المتوسط. ويظهر خلال المرحلة النمائية (الطفولة منذ الميلاد حتى جيل 16 عام) ، ويرتبط بقصور في السلوك ألتكيفي.
تعريف "جروسمان" Grossman،1983
تعريف التخلف العقليّ عند "جروسمان"، مشابه لتعريف التخلف العقليّ عند "هيبر"، فهو يتطرق في تعريفه للتخلف العقليّ إلى الأداء الوظيفي للفرد في العمليات العقليّة. فالمتخلف عقلياً هو ذاك الفرد الذي يكون أداءه الوظيفي دون المتوسط في العمليات العقليّة. ويرافق هذا الأداء المتدني متلازمة وقصور في السلوك ألتكيفي. بشرط أن يظهر خلال الفترة النمائية (فترة الطفولة).
تعريف "بندا" Benda
اهتم هذا التعريف بالجانب الاجتماعي التوافقي والقدرة الاستقلالية للفرد. بحيث يشير إلى أن التخلف العقليّ هو قصور في القدرة على تدبير الشؤون الشخصية (كلبس الملابس، الاغتسال، الذهاب إلى الأماكن العامة بدون مساعده، القيام بالأمور المنزلية.. ) وعدم القدرة على تعلم هذه الأمور.
تعريف "دول" Dole، 1941
يعتبر دول أن الكفاءة الاجتماعية هي المعيار الذي عن طريقه يمكننا تعريف التخلف العقليّ. فالتخلف العقليّ لديه، هو ذاك الفرد الغير كفء اجتماعياً ومهنياً، ولا يستطيع أن يدبر شؤونه الخاصة. وهو أيضا دون الأسوياء في القدرة الذهنية. ويبدأ التخلف العقليّ في جيل الطفولة، وأسبابه تعود إلى الوراثة أو الأمراض والإصابات الدماغية المكتسبة.
نرى أن تعريف "دول" للتخلف العقليّ مشابه إلى درجة كبيرة لتعريف "بندا".
تعريف "ترجولد"، 1973
يعرف "ترجولد" التخلف العقلي على انه، حالة من عدم اكتمال النمو العقلي، تؤدي إلى عدم القدرة على التكييف مع مطالب البيئة المحيطة، وبالتالي يحتاج إلى مساعدة الآخرين (مرسي،1996).
تعريف الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي (AAMR)
لقد تبنت الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي تعريف "هيبر"، الذي ذكرناه سابقاً، وهو أن التخلف العقلي هو انخفاض الأداء الوظيفي العقلي عن متوسط الذكاء بانحراف معياري واحد، ويصاحبه قصور في القدرة التكييفية، ويظهر في مراحل الطفولة (المرحلة النمائية) (الروسان، 2007).
إلا انه بسبب اعتماد هذا التعريف على انحراف درجة معيارية واحدة في نسبة الذكاء كحد فاصل بين العاديين أو المتخلفين عقلياً، تعرض للكثير من الانتقادات. فتبنت الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي تعريف "جروسمان" في عام 1973 والذي قدم تعريفاً جديداً للإعاقة الذهنية والذي ينص كما أسلفنا على مل يلي:
الإعاقة العقلية هي انخفاض في الأداء الوظيفي العقلي عن المتوسط بانحرافين معياريين، ويصاحب ذلك قصور في السلوك ألتكيفي، ويظهر خلال المرحلة النمائية، من الميلاد إلى سن 18 عام (الروسان،2007).
وفي عام 1993 ظهر تعديل جديد لتعريف الإعاقة العقلية والذي أشار إليه كل من "هنت" و"مارشال" (Hunt & Marshael، 1993) والجمعية الأمريكية للطب النفسي (1994)، والذي جاء فيه ما يلي: التخلف العقلي عبارة عن قصور في العديد من الجوانب الأدائية للفرد والتي تظهر قبل سن الثامنة عشر. يكون انخفاض واضح في الذكاء (اقل من درجة 70) وقصور كبير في اثنين أو أكثر من مظاهر السلوك ألتكيفي كالاتصال اللغوي، الاستقلالية، المهارات الاجتماعية، الصحة والسلامة، المهارات الأكاديمية، العمل (الروسان، 2007).
تعريف رابطة أطباء النفس الأمريكية (American Psychiatric Association)
لقد نشرت رابطة أطباء النفس الأمريكية عام 1992 تعريفاً للتخلف العقلي في DSM-4 وهي كالآتي: " هذه الحالة تتميز بقدرة عقلية تنخفض بشكل كبير عن المتوسط ( اقل من 70)، والذي يظهر قبل جيل 18 سنة، مع وجود خلل في التكييف الاجتماعي (R.Hnan،2005).
تعريف رابطة علماء النفس الأمريكية (American Psychological Association)
تعتمد رابطة علماء النفس الأمريكية في تعريفها للتخلف العقلي على ثلاث معايير، وهي ( Jacobson & Mulick، 1996):
المعيار الأول: قصور واضح في القدرة العقلية.
المعيار الثاني: قصور كبير في القدرة على التكييف الاجتماعي، مع وجود الأول.
المعيار الثالث: ظهر القصور قبل جيل 22.
12/06/2016 04:19 pm
.jpg)
.jpg)